مقالات وكتاب
بشر تحت أكياس القمامة
بقلم: علي باجي العنزي
يضحكني حتى الألم من ينصب نفسه عرافاً أو كاهناً لديه نبوءات، ويعلم مَعْرفَة الأَسْرار وأحوال الغَيْب، ويضرب الودع فتنكشف له جذور ومنابع الناس، وحتى شفرة DNA يعلم أدق تفاصيلها.
برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة، وقديمة نسبياً، ومتجددة، ألا وهي ظاهرة الكراهية ونبذ الآخر، ومع الأسف الشديد أن هذه الظاهرة الشديدة السلبية، أصبحت في نظر البعض مطية سهلة للظهور الإعلامي والشهرة، لاسيما أنها سلوكيات شاذه تصدر من فئة منزوية مهمشة، أشباه رجال ونساء شعروا بأنهم عاجزون عن وضع بصمة إيجابية تترك لهم أثرا طيبا، وتخلد أسماءهم في تاريخ الكويت، ورأوا أن أقصر الطرق للشهرة هي الإثارة والبلبلة من خلال بث الفرقى والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، نعم إنهم كلاب ضالة مسعورة لم تبق ولم تذر كلمة من قواميس التشكيك والهمز واللمز إلا وشحذوها بنهم، ووصفوا بها من يظنونه لا يتفق ولا ينسجم معهم اجتماعياً، هم معاول هدم، ومنابت شيطانية، يضربون في أساسات الوطن ليل نهار لايكلون ولا يملون، شعارهم ،،، هيلق، لفو، متجنسين، مزورين، مزدوجين، وكأنهم الوحيدون الذين نزلوا من القمر أو وفدوا إلى هذه البلاد على طائرات خاصة من جبال الألب السويسرية، والبقية الباقية على ظهور الجمال، من شمال غرب الجزيرة ونجد، أو مراكب خشبية من الساحل الشرقي، والكل يعلم ان من يتشدق بذلك هم اهل النقص ومن لا أصل لهم ولايعلمون ما تاريخهم قبل زمن الرميلة!!
شي مضحك حتى التقيؤ ماشاهدته وسمعته، وكنت اعتقد أن هذا النفس الكريه عبارة عن بواليع فُتحت وأُغلقت من قبل بعض المسؤولين لإخماد صوت المعارضة سابقاً، والتي لا اتفق شخصياً معها، وأنهم أعني المسؤولين حاولوا إغلاقها على استحياء لأن رائحتها وعارها التصق بهم، لكنها نواميس الطبيعة فلكل فعل ردة فعل، فما فعلوه سيذهب معهم إلى قبورهم !!!
وقد خابت ظنوني عندما أرسلت لي بعض مقاطع فيديو، وكانت عبارة عن مقابلة مع أحد المرضى الجدد، أو Zombie جديد خرج من إحدى تلك البواليع، وأخذ ينفث عبارات مبطنة بالكراهية، يغمز ويهمز ويلمز ابناء القبائل، ويحاول أن يلصق بهم كل سلوك مشين، ويعلق بتهكم وباستعلاء الأقزام عندما تَحلم أنها من العمالقة، هذا نموذج خرج من أسفل أكوام القمامة، ولانعلم كم واحد على هذه الشاكلة تخبيء تلك الأكوام !!! حقيقةً لا أعلم سبب صمت المسؤولين عن هذه الممارسات، وكإعلامي معتق خضت معارك الأخبار في صالات التحرير قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أعلم علم اليقين أن هذه الممارسات المريضة لديها رعاة لكن الرعاة هذه المرة هل هم من نوعية العُقال، أم النعال؟!!
ياحكومة يجب أن تعلموا وتعوا أن الأمن النفسي والاجتماعي، وأبعاده في ضوء التحولات التي يشهدها العالم، وفي ظل الثورة التكنولوجية والإتصالات أصبح أكثر تعقيداً وتشابكاً مع المفاهيم النفسية والإجتماعية، والإقتصادية، وأن ترك الحبل على الغارب، وترك هؤلاء الفئران تعبث في نسيجنا الإجتماعي، ليس من مصلحة الكويت على المدى القريب والمتوسط والبعيد، والسماح للبعض الشاذ والمريض اطلاق العنان لهذه الثقافة في الصحف، والقنوات التي تعتاش على بث سموم الفتنة، ومواقع التواصل، فالتاريخ حافل بالشواهد والوقائع المماثلة، فكم أمم بادت وأزيلت من خارطة العالم، بسبب انتشار ثقافة الكراهية والعنصرية ،،!! خاصة عندما بدأ يمضغها ويعلكها ويتحدث فيها البر والفاجر..! وللحديث بقية..