مقالات وكتاب

هذا البلد فيه سر.. والاحتلال شاهد على ذلك

بقلم : عصام عبداللطيف الفليج

لا أعرف من قال هذه الجملة «هذا البلد فيه سر»، لكنني أعتقد أنه صدق فيما قال، فالكويت بلد عجيب غريب، فرغم صغر مساحتها، وقصر عمرها والسياسي، فقد وضعت لنفسها مكانا على الخارطة العالمية، ولم يكن ذلك وفق تخطيط مسبق، إنما كانت سليقة رجالات هذا البلد في التعامل مع الآخرين، حيث سبقت إنسانيتهم وأخلاقياتهم في كل شأن.

وسأذكر بعضا من هذه الملامح الإيجابية في تاريخ الكويت..

فقد تأسست أول جمعية خيرية أهلية كويتية عام 1913م على يد فرحان الخالد الخضير، رحمه الله، وهي «الجمعية الخيرية»، وتجاوز عدد الجمعيات الآن أكثر من 110 جمعية نفع عام، إضافة الى فرق العمل التطوعية، والمبرات والوقفيات والأثلاث.

وأنشأت الكويت الصندوق الكويتي للتنمية، والصندوق العربي للتنمية، وبيت الزكاة، والأمانة العامة للأوقاف، إضافة الى وزارة المالية، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وقدمت تلك المؤسسات المساعدات لأكثر من 120 دولة في العالم.

وأصلحت الكويت بين عدة دول عربية متخاصمة، وحققت أهدافا إصلاحية وإنمائية كثيرة على مستوى العالم، وحققت قبل أيام إنجازا تاريخيا خلال ترؤسها لمجلس الأمن، وإصدار القرار 2401 الذي يقضي بوقف أعمال القتال في سورية لمدة 30 يوما بهدف تمكين وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين.

وكانت فترة الاحتلال العراقي الغاشم للكويت مرحلة تاريخية برزت فيها إنسانية أبناء هذا البلد الذي فيه سر، داخل الكويت وخارجها، وتصدر الساحة شباب الكويت في كل مكان، مثل:

٭ خدمة المرابطين في الكويت من خلال «لجان التكافل الاجتماعي» (عيسى الشاهين).

٭ إدارة المرافق داخل الكويت من خلال «حركة المقاومة الشعبية»، والتي شملت الرعاية الطبية (د.محمد الجارالله)، وإدارة قطاعات الكهرباء والماء والنفط.

٭ تأسيس «حركة المرابطين» في بريطانيا (د.صلاح العبدالجادر)، وإصدار جريدة «المرابطون».

٭ إدارة العمل الشعبي الخارجي من خلال «الهيئة العالمية للتضامن مع الكويت» (محمد الراشد).

٭ إدارة العمل الطلابي الخارجي من خلال «الاتحاد الوطني لطلبة الكويت»، في لندن (د.بدر الناشي ود.عبدالرحمن العبيدلي)، وأميركا (د.حمود القشعان).

٭ التحرك على الحركات الطلابية في العالم لإقناعهم بحق الكويت من خلال «الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت» (م.بدر السميط).

٭ إنقاذ «مؤتمر جدة الشعبي لتحرير الكويت»، الذي كاد البعض إفشاله، لولا تدخل العم عبدالله العلي المطوع رحمه الله، وإعادة الأمور لنصابها قبل بدء المؤتمر بساعتين فقط.

وما هذه الأسماء إلا نماذج للتذكير بالعمل، فلا يخفى على أحد أنه كان عملا جماعيا، اختلطت فيه الأنساب والأعمار والأطياف، لأنها عملت من أجل الكويت فقط، ولا يعني تصدر رموز جمعية الإصلاح الاجتماعي العمل في كل مكان سوى قناعة الناس بهم، وقدرتهم على التعامل مع الجميع، واستيعاب الجميع. وللجميع علينا حق الشكر والتقدير، وبالأخص الشهداء والأسرى.

ولو رأينا عدد الدول والمؤسسات الخارجية المشاركة في احتفالات الكويت بالأعياد الوطنية، لعرفنا حجم الكويت في قلوب الناس، فلهم كل شكر وتقدير.

نعم.. هذا البلد فيه سر، وبهذا السر حفظه الله من شرور كثيرة، وما زالت الشرور تحوم حوله، لكن الله غالب.

إغلاق
إغلاق