مقالات وكتاب

يا نواب الأمة، ما رأيكم بنتائج الثانوية؟

بقلم : سالم السبيعي

يا نواب الأمة ألم تسمعوا بنتائج الثانوية العامة؟ ألم تهتز مشاعركم الوطنية؟ ألم تستيقظ الغيرة على وطنكم؟ هل قرأتم النتائج بأدق التفاصيل؟ هل حركت هذه النتائج الروح الوطنية بقلوبكم وعقولكم، ألهذه الدرجة أصبحت الكويت «طوفة هبيطة» ألهذه الدرجة استباح الفساد حرم التعليم، وقدسية العلم؟ نعم تجرعنا سموما كثيرة جدا بكل الوزارات والمجالات، وتحملنا ما لم تتحمله «بعارين البلدية» من قهر الفساد وظلمه، فنصبر قائلين للصبر أجر وثواب عند الله، والحمد لله الذي شرف هذا البلد، وسخر أهله ليكونوا باب رزق من الله لعباده كافة، أما أن نرى البعض يدنس نظام التعليم القويم، ويهدم الصرح النزيه الذي بناه آباؤنا منذ قرن مضى، ويدس سوس الفساد في أركانه، لتفوح منه روائح عفنة، إذا كان الغزو الصدامي جاء من الشمال، وجائحة كورونا جاءت من الشرق، فمن أي جهة جاء فساد التعليم؟ هل فيروس الفساد بشري أم تكنولوجي، كالأجهزة الإلكترونية، والسماعات الصغيرة جدا، لكن وجود العنصر البشري الفاسد هو الأهم والضروري لاكتمال الفساد. إن محاربة الفساد لا جنسية له، والطالب الفاسد «كويتي وغير كويتي» سيصبح فيروس فساد ينقله لوطنه فيصبح وباء كجائحة «كورونا» فلابد من مكافحته في مهده، حتى لا تكون الكويت كمدينة «ووهان» الصينية التي نشرت كورونا.

فالطالب الفاسد هو بذره للموظف الفاسد وللقيادي الفاسد ثم المجتمع الفاسد.

أيها النواب، أنتم ممثلو الشعب، ادرسوا نتائج الثانوية العامة بكل تفاصيلها بالأسماء والهويات والصفات والمواقع، وما وراء الأسماء، وما تحت السطور، أيعقل عشرات الطلبة يحصلون على النسبة الكاملة ‎%‎100… كلنا كنا طلبة ونعلم ان هناك تفاوتا في العقول، كذلك هناك مواد دراسية أجوبتها تختلف من طالب لآخر، وهناك مصححون يتفاوتون بتقدير الدرجة فمنهم الكريم ومنهم غير ذلك، أما هذا العدد الكبير ممن حاز على ‎كامل الدرجات (والكمال لله سبحانه)… فكما يقال بالأمثال «فيها إن» حتى في اللعب «أقصد مباراة كرة القدم»، فمراقب الحكام يستحيل يعطي أي حكم الدرجة النهائية، كذلك في مسابقات الفن والمزح كبرنامج «ستار أكاديمي» لم يأخذ أي ممتحن العلامة الكاملة، هذا في اللعب أما في الجد.

فبالكويت بعد اكثر من 100 عام من التعليم النظامي الحازم هناك عشرات الطلبة حصلوا عليها كشربة ماء، وهذه ظاهرة غريبة جدا.. لابد من دراستها حتى نعرف الأسباب، فإن كانت مشروعه، فدعونا نستخدمها ونسلك دروبها لأبنائنا ليحصلوا على الدرجات النهائية في كل العلوم.

إخواني نواب الأمة، أنتم أقسمتم على أن تكونوا مخلصين للوطن والمواطنين وان تؤدوا أعمالكم بالأمانة والصدق فجوهر عملكم هو الرقابة والتدقيق بكل الظواهر التي تنخر جسد الأمة وفي عقول أبنائها.

يقول أمير الشعراء شوقي:

والصدق أرفع ما اهتز الرجال له

وخير ما عود ابنا في الحياة أب

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

المصدر: الأنباء الكويتية

إغلاق
إغلاق