مقالات وكتاب

هل جربت العيد خارج الكويت؟

بقلم : عصام عبداللطيف الفليج

صليت العيد في مدينة مالمو جـــنوب السويد، وحضر الصلاة أكـــثر من 3000 مصل، من الرجال والنــساء والأطفال، وأقيمت الصلاة في حديقة مفتوحة لكثرة الحضور، وشارك في إدارتها عدة مراكز إسلامية، وهذه بحد ذاتها لفتة رائعة للتنسيق بينها، وقد جهزوا مشكورين كل الخدمات من توجيه للمصلين لأماكن الفراغ، وفرش السجاد، وتوزيع أكياس البلاستيك للأحذية، وتركيب الميكرفونات والسماعات حول المصلى، وبإشراف عام من د.خليل عاصي رئيس الوقف الاسكندنافي.

وقد حرصت على لبس الدشداشة والغترة والعقال، ثم معايدة من حولي دون أن أعرفهم تأكيدا لمشاعر الإسلام الراقية، وكانت مشاعر الفرح والسرور تعم المصلين بهذه المناسبة الجميلة. ولكني لاحظت أن معظم المصلين انتهت فرحتهم فور انتهاء الصلاة، حيث توجهوا لأعمالهم، والأبناء لمدارسهم.. وهنا انتهى العيد لديهم.

وذهبت مع أسرتي بدعوة كريمة من الشيخ سعيد عزام مفتي جنوب السويد للإفطار في أحد المطاعم العربية، الذي فتح خصيصا بهذا الوقت الباكر لأجل العيد، وحضر الدعوة أسر بعض الأصدقاء العرب هناك.

وحضرنا بعد الظهر رحلة شواء في حديقة ضخمة أخرى، بدعوة كريمة من الأخ الشاذلي، وحضر عدد كبير من الأسر العربية، وتولى الرجال الشواء، وارتاحت خلالها النساء، ولعب الأطفال في الحديقة الكبيرة، وأعطى ذلك جوا لطيفا للاحتفال بالعيد.

لكني في كل الأحوال افتقدت معاني العيد الاجتماعية في بلدي، من زيارات اجتماعية، ومعايدة الأقارب والأصدقاء، وانتعاش الديوانيات، وحتى البرامج التلفزيونية والإذاعية.

وبعدها بعد عام صليت عيد الأضحى في مدينة ستراسبورغ شرق فرنسا، وكانت الصلاة هذه المرة في الساحة الخارجية للمركز الإسلامي (معهد الأندلس ومسجد الناصر)، وفرشت الساحات الخارجية لأكثر من 1000 مصل، وحضر الصلاة المحافظ ورئيس الشرطة وممثل البلدية وشخصيات فرنسية مسؤولة أخرى، حيث جلسوا بالخلف، واستمعوا للخطبة بالفرنسي، وقدموا لهم الحلويات العربية والشاي المغربي.

ولما حضرت بالزي الوطني، أجلسوني معهم وقد تفاجأوا بي، فلم يتصوروا أن يأت شخص خليجي ليصلي العيد في مدينتهم، وشرحت لهم فكرة صلاة العيد، وقدمت الحلويات للأطفال، وتم توزيع بعض الحلويات الشعبية والهدايا على المصلين من بعض المتطوعين، انتهت فرحة المصلين فور انتهاء الصلاة، وتوجهوا لأعمالهم ومدارسهم.. وهنا انتهى العيد لديهم.

وذهبت بعد ذلـــك مع أسرتي بدعوة كريـــمة من الشيخ مسعود بو معـــزة رئيــس معهد الأنــدلس وإمام وخطيب المسجد، إلى مـــزرعة جمـــيلة خارج المدينة، وتم نحر الأضاحي هناك، ثم تناولنا الإفطار الذي أعدته زوجته الفاضلة، وتجولنا في المزرعة حتى الظهر، وتناولنا الغداء من لحم الأضاحي، وتم التبرع بالباقي للمركز، وعدنا للفندق وانتهى العيد.

هنا استشعرت معاني العيد في بلدي الكويت، ذلك البلد الذي يقصده الخليجيون والعرب لاستشعار معنى الفرح والسعادة، ومعايشة الجو الاجتماعي الفريد من نوعه، فالولائم تستمر لثلاثة أيام بين أهل الزوج وأهل الزوجة والأصدقاء، وجولات الآباء النشطين مع أبنائهم في أماكن الترفيه ليصنعوا الفرح في عيون أبنائهم.

يذكر لي د.أيوب الأيوب هذه المعاناة عندما كان يدرس في بريطانيا، فيقول: كنا نحمس الأبناء لقدوم العيد، ونصنع لهم الأجواء السعيدة داخل المنزل من ألعاب وزينة وهدايا وترفيه، وإعداد كيكة العيد، وزيارة الأصدقاء المسلمين في بيوتهم، لنعوضهم صعوبة الغربة.

لذا.. تذكر نعمة العيد وأنت آمن في دارك، معافى في جسدك، عندك قوت يومك.

 

إغلاق
إغلاق