ثقافة وأدب وفنون
مركز عبدالله السالم الثقافي دشّن «قلب الثقافة» في البندقية

تطبيقا لسياسته في دعم وتنمية المواهب الشابة، وفي خطوة هادفة الى الحفاظ على الهوية الثقافية والفنية قام مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي بعرض الأعمال الفنية الفريدة لستة من الفنانين المعاصرين في مدينة البندقية الإيطالية يوم الجمعة الماضي، وتم عرض الأعمال التي تعود لمبدعي برنامج «الفنان المقيم» التابع لمركز الفنون الجميلة تحت شعار «راودني حلم أني كنت في الكويت».
وافتتح المعرض والذي حمل عنوان «قلب الثقافة» في «سكوليتا دي باتيورو» بمدينة البندقية، موطن لمهرجان البندقية للفنون «لابينالي»، وحضر الافتتاح حاكم إقليم فينيتو دييجو فييكياتو، وممثلة عمدة البندقية ومسؤولة السياحة والسفر باولا مار، والقنصل الكويتي في ميلان عبدالناصر بو خضور وقنصل عام الامارات العربية في ميلان عبدالله الشامسي، حيث وفر المعرض للفنانين المشاركين من الكويت الوقت والمساحة والدعم الاحترافي لتطوير أعمالهم وابتكار أفكار جديدة، كما عززت هذه المنصة الفرص المتاحة أمام المبدعين من الكويت وجذبت الاهتمام العالمي بأعمالهم الفنية، وفي الوقت نفسه فعلت الحوار مع النقاد الفنيين والفنانين من كل أنحاء العالم.
واستوحي عنوان المعرض من إحدى رسومات الفنانة زهرة مروان «راودني حلم أني كنت في الكويت»، كما شارك في المعرض كل من الفنانة أماني الثويني، الفنان محمود شاكر والفنانة زهرة مروان، سيتم عرض أعمالهم في الفترة من يونيو إلى أغسطس فيما سيتم عرض أعمال الفنانين، أحمد مقيم، خالد النجدي ونصير بهبهاني، من سبتمبر إلى نوفمبر المقبل.
ويخبرنا كل من هؤلاء الفنانين الستة عن طريقتهم الخاصة في المزج بين خلفيتهم الثقافية الأصلية وطرق التعبير عن أنفسهم واستخدامهم لممارسات فنية محددة ويشترك الفنانون في برنامج «الفنان المقيم» في مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، وهو رمز للنهضة الثقافية في الكويت.
وتضفي أماني الثويني لمسة مميزة على عالم الفن، وتستخدم وسائل الإعلام والأشكال ثنائية الأبعاد في أعمالها الفنية، وتتطرق الثويني الى موضوعات الترف والتمييز والقضايا الاجتماعية والسياسية ومن خلال جذورها الكويتية الأوكرانية، تمكنت من المزج بين القصص والرموز المنفتحة على التأويلات الثقافية المختلفة. ويركز الرسام خالد النجدي على مشكلات الصحة العقلية، لذا فإن ريشته تحول الناس إلى أعمال فنية بديعة، ويتخذ من القماش وسيلة رئيسية في أعماله وقد مكنه نهجه الواقعي من رؤية العالم من منظور جديد من أجل التأمل في الذات والشفاء.
أما الكاتب والروائي محمود شاكر، فقد انتشرت أعماله بجميع السبل ولا سيما تلك الوسائط المهمة للسرد القصصي الخاص به. تسلط فكرة اعماله الضوء على هويات الناس ومشاعرهم، من خلال التصوير الفوتوغرافي، والفيديو، والتصميم، وتقنيات الرسم المختلفة، وبدلا من استخدام الفن لتفسير الأفكار الخيالية، يرسم أحمد مقيم أشخاصا واشياء واقعية – كصور القادة والممثلين والاحداث التي تهم الكويت والمناطق المختلفة، ولقد شجعه أسلوبه الواقعي على استخدام نظرية الألوان لتحويل صور الأبيض والأسود إلى لوحات ملونة كبيرة الحجم.
واتخذ نصير بهبهاني، التصوير الفوتوغرافي وسيلة جديدة وحوله على طريقته للتعبير عن المشاعر والعناصر التي تحقق هويتنا وما نحن عليه، وتطورت أعماله من تصوير المناظر الطبيعية إلى التقاط الصور الفوتوغرافية الخاصة التي تثير الفكر والتأمل، كما أن استخدامه للألوان يولد شعورا بالتمكين من خلال استخدام الألوان.
باعتبارها فنانة تشكيلية صغيرة، فإن زهرة مروان، تحول الأمور إلى أعمال فنية مبسطة وخفيفة، وتعكس أعمالها الفنية تجربتها الفريدة في مواجهة الظلم الاجتماعي وتاريخها الشخصي في مغادرة الكويت بل وتبرز إلى جمال الثقافة والعادات والهوية الكويتية.
يعتبر مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي أحد مشاريع الديوان الأميري الذي يعمل بشكل حثيث على تسهيل التبادل المعرفي وتحفيز المهارات الفكرية والتحليلية والإبداعية بين صفوف المجتمع الكويتي من خلال المعارض والمحاضرات والبرامج ذات المعايير العالمية.
(الأنباء)