مقالات وكتاب

“برنامج فوزان”.. تواصل متميز مع الطلبة

بقلم: د.عصام عبداللطيف الفليج

منذ السبعينات (عندما كنت طالبا) وأنا أسمع شكاوى الطلبة المبتعثين من المكاتب الثقافية، رغم ما توفره الدولة للمكاتب من ميزانيات وموظفين وأجهزة.. وغير ذلك، إلا أن الحس التربوي والأبوي يكون في الغالب مفقودا إلا ما قل، ويغلب هم (معظم) الموفدينمن الكويت الراتب المضاعف، والبرستيجالاجتماعي، وCV الأكاديمي، ويفتقد بعض المرشدين في تلك الدول المسؤولية، فكم من طالب كادت أن تضيع بعثته لعدم دفع رسوم جامعته، أو لعدم توجيهه لحلول أفضل، أو لعدم توجيهه في اختيار المواد، أو لعدم مساعدته في مشاكله الدراسية، والمشاكل كثيرة لست هنا في ذكر تفصيلها، بقدر الإشارة إلى الدور المفقود للعديد من المكاتب الثقافية، ولست معمما ولكني مغلبا.
والتقيت قبل فترة مع رئيس المكتب الثقافي الكويتي في لندن د.فوزان الفارس، وكان عنده أحد أعضاء الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع بريطانيا الذي جاء لحل مشاكل بعض الطلبة المستجدين، واستعرضد.فوزان بعض المشاكل التي يعاني منهاالطلبة الجدد، والطلبة المستمرون.
وذكر أن أهم نقلة حققها هي عملية التواصل العملية بين المكتب الثقافي والجامعات من جانب، وبين المكتب والطلبة من جانب آخر، فلا توجد شاردة ولا واردة في الجامعة تخص الطلبة الدارسين؛ إلا وترسل نسخة الكترونية منها للمكتب، من غياب وإنذارات بأنواعها، ودرجات الاختبارات الدورية.. وغير ذلك، فتظهر إشارة لدى المرشد لأي أمر سلبي، فيتواصل مع الجامعة للتحقق، ثم يتواصل مع الطالب للاستفسار إن كانت ثمة مشكلة، وتنبيهه إن كان مقصرا، ويحل مشكلته مع الجامعة قدر المستطاع.
وأصبح المكتب يتصدى لكل شكوى كيدية من أي طرف، فكشوف الحضور والغياب، وكشوف الدرجات، كلها موجودة لدى المكتب الثقافي.
كما نسق مع أحد البنوك المحلية لسرعة إيداع مكافآت الطلبة في حساباتهم فور وصول الإشعار من المكتب الثقافي بما لا يتجاوز 48 ساعة بحد أقصى في كل المملكة المتحدة. وهو يحسب حساب المناسبات والعطل والأعياد، فيرسل الإشعار قبل وقت كاف، لأنه يستشعر حاجة الطالب لهذه المبالغ، وهي منحة من الدولة وليس فيها منة.
واستعرض معنا موقع المكتب الثقافي الالكتروني على شاشة كبيرة، وسهولة الوصول إليه والتفاعل معه، ومعرفة الطالب كل ما يخصه. ثم أطلعنا على البرنامج الذي تم تصميمه لترتيب كل ما مضى بسرعة وأريحية، وعرض نماذج لكل ما ذكره سابقا.
أبديت إعجابي له لأمرين؛ الأول: لمشاعره الأبوية والتربوية تجاه الطلبة، واستشعاره حاجاتهم وسعيه لحل مشاكلهم، والثاني: لهذا البرنامج الالكتروني الرائع الذي سيخدم المكتب الثقافي بشكل كبير جدا، ويعمل رقابة على أداء المرشد التعليمي، ومتابعة لأعمال الطالب في الجامعة بالربط الالكتروني مع كل الجامعات.
فقال: لقد كنا طلبة، وعشنا كل ما يعيشه الطلبة الآن من مشاكل وحاجات، وبخدمات الكترونية أقل بكثير من الآن، وهواتف عادية، فأنا أستشعر كل ذلك، ودوري هو المعالجة والتطوير.
فلما سألته: من صمم هذا البرنامج الالكتروني الرائع؟ قال: هذا “برنامج فوزان”، لقد صممه أخوك فوزان الفارس شخصيابحكم الاختصاص والخبرة بهذا المجال، وقد أعجب به وزير التربية والتعليم العالي، وطلب تعميمه على باقي المكاتب الثقافية، وجاري الآن برمجة نظام مكاتب أخرى وفق ترتيباتهم، وبنفس آليتنا، فالطالب “الإنسان” هو الأهم، وهو من جئنا لنعمل من أجله.
تركت د.فوزان الفارس بعد حوار لأكثر من ساعتين، مليئة بالمعلومات، وبعيدة عن الإحباطات، ومحفزة للعمل. تركته وعلى مكتبه 5 ملفات توقيع تنتظره، وسيبقى لإنهائها رغم أن الموظفين بدأوا بالخروج نهاية الدوام. تركته وأنا متفائل بوجود كفاءات كويتية تحب وطنها، وتعمل دون النظر لمنصب أو مال أو مكافأة. تركته وأنا سعيد لأن أبنائنا الطلبة في بريطانيا بأيدأمينة إن شاء الله، ولا يخلو ذلك الأمر من تقصير أو خطأ، فهو بشر، ومن يعمل معه بشر.
شكرا لك د.فوزان الفارس على هذا الجهد الكبير، وحق لك أن تسمي هذا البرنامج الالكتروني “برنامج فوزان”، فهذا جهد مشكور، وثناءه مستحق، وأسأل الله أن يوفقكم لكل خير.

الوسوم
إغلاق
إغلاق