أخبار
إرادة أبناء الوطن عاجزة
أصغينا بكل اهتمام وتمعن إلى النطق السامي الذي تفضل به نيابة عن حضرة صاحب السمو أمير البلاد -حفظه الله وشافاه ورعاه- سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ/ مشعل الأحمد -حفظه الله- في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السابع لمجلس الأمة. ولمن لا يستطيع أن يفرق بين النطق السامي والخطاب الأميري، فإن الأول يحمل نصائح وتوجيهات القيادة السياسية للشعب والسلطات، بينما الثاني يوجز المشاريع التي ستقدمها الحكومة أثناء الفصل التشريعي.
.
كان واضحا استياء القيادة السياسية من بعض “الممارسات النيابية” التي لا تخدم المصلحة العليا للبلاد ولا تحقق آمال وطموحات المواطنين وأوقعت في نفوسنا “خيبة الأمل” من كلتا السلطتين. وبلا شك فإن ذلك يشعرنا كمواطنين من قرب القيادة السياسية منا، وإحساسها بمعاناتنا، لذا نأمل بأن تعي السلطتين لما نحتاجه ونتطلع إليه، وإن شاء الله يكونون قد استوعبوا ذلك.
.
ما يهمني كمواطن هي الرسالة التي وجهها لنا سموه، وقد تكررت عدة مرات في النطق السامي لعدة فصول تشريعية، والتي يضع بها سموه الوطن “أمانة في أعناقنا” بتعديل انحراف اعوجاج ممارسات بعض أعضاء مجلس الأمة وأن يكون لنا “رأي واضح وصريح وشجاع” وتفعيل دورنا الرقابي على ممارساتهم ومحاسبتهم، وإنني أتساءل ومثلي الآلاف من المواطنين البسطاء الذي لا ينتمون لتيار أو تجمع سياسي أو قبلي: “كيف لنا أنا نقوم بذلك؟!!”.
.
استبشرنا خيرا وساندنا تعديل النظام الانتخابي من الأربع أصوات إلى الصوت الواحد. وفرحنا أكثر عندما أصبح التصويت حسب السكن المثبت في البطاقة المدنية. وسعدنا كثيرا عندما وجه سمو رئيس الحكومة الوزراء والمسؤولين بعدم استقبال النواب. ولكن ما حدث بأن كل هذه التعديلات والتوجيهات لم تستطيع أن توقف الممارسات النيابية التي عبرت عنها باستياء القيادة السياسية في النطق السامي بشكل متكرر. فأبواب الوزراء مؤصدة في وجوه المواطنين البسطاء من أمثالي، ومفتحة الأبواب والهواتف والغرف المغلقة على مدى ٢٤ ساعة أمام النواب، يمررون بها ما يشاؤون من معاملات وتعيينات ومصالح شخصية لدى جميع الوزراء والمسؤولين دون أن نستثني أحدًا، مما يدفعنا كمواطنين لإنجاز أي معاملة روتينية عادية، تتعثر بشكل متعمد لدى مكاتب هؤلاء المسؤولين الحكوميين، ممن كلفوا بخدمة الشعب، وهم عنها أبعد ما يكونون، إلى اللجوء إلى عضو مجلس أمة لإنجازها، وتحميلنا الجميل الذي هو حق لنا، مما يزيد من شعبيته ويبدأ بتسطير ملاحم من الاقتراحات والمساومات التي لا تخدم الشعب وتضر بالمصلحة العليا للبلاد، وتضمن للعضو الوصول مستقبلا للمجلس.
.
إننا كمواطنين نبرأ ونقف عاجزين عن كل تلك الممارسات أو الامتيازات لتي تمنح لأعضاء مجلس الأمة من قبلكم، ولا نستطيع تحمل أمانة وطن يسير وفق المصالح وتطمس فيه الوطنية.
.
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}