مقالات وكتاب

لاتظلموا محمد الخالد

بقلم: علي باجي العنزي

بادئ ذي بدء نهنئ أسرة البراك بخروج ابنها النائب السابق مسلم البراك، ونسأل الله عز وجل أن تنعم هذه البلاد بالأمن والاستقرار، وأن يُغلق باب شر انفتح على مصراعيه وتطاحن على اعتابه أصحاب المصالح، ويقتات من خلفهم أصحاب الفتن، ونفخ الكير .
من منطلق الشعور بالأمانة الصحافية المهنية التي تستوجب قول الحق والدفاع عنه أثرتُ بهذهِ الكُليمات التعليق على ماشهدته ساحة الأحداث المحلية في الاربعة أيام الماضية، والملاحظة التي تسترعي الانتباه وتثير الاستغراب هي الهجوم العنيف على وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، وتحميله كل أوزار وأثام المرحلة الماضية من أحداث ومشكلات سياسية، واحتقانات اجتماعية بين مكونات المجمتع، كما تزامن مع هذا الهجوم تحوير ضمني للواقع، إذ حاول بعض الناشطين الإعلاميين والسياسيين إيهام الرعاع والعامة بأن الشيخ محمد الخالد له دور أساسي في إقرار بعض القوانين المتعلقة بالإعلام، وذات طابع أمني وكأنه صاحب الأمر والنهي في هذه الأمور، وواقع الحال يؤكد أنها قوانين طبخت تحت قبة قاعة عبدالله السالم باشتراك جهات عدة، وشخصيات حكومية وبرلمانية.

الخالد ليس عدواً للشعب، وهذا الواقع لاينسحب على الخالد فقط، فرموز الحكومات السابقة والحالية، كسمو الشيخ ناصر المحمد، وسمو الشيخ جابر المبارك، لم يأتوا من خارج الكوكب، وليسوا غزاة بل هم ابناء هذه الأرض، فالخالد محور هذه المقالة ليس عدواً للحريات، فهذا ليس من صالحه، ولا أظن أن من أولوياته التضييق على الناس كما يروج بعض خصومه السياسيين، ومؤيدوهم، لأننا شعب نشأ على الحرية والحوار المفتوح مع مسؤوليه وأصحاب القرار، فهو وزير موكل إليه تنفيذ قرارات سيادية وقانونية صدرت على مواطنين، بصرف النظر عن مدى صحتها وقانونيتها، لكنه بالنهاية الرجل الأول المسؤول عن تطبيق القانون، والمحظور الذي وقع فيه الشيخ محمد طوعاً أو كرهاً هو تبرع البعض من أراجوزات” السوشيال ميديا” والإعلام للدفاع عنه، فهذه رموز رايتها منكوسة متمصلحين يسعون خلف المال والتذري بالنفوذ، وهذه الكائنات مكروهه ومنفورة شعبياً ما إن تستنفر للدفاع عن شخصية ما أياً كان موقعها، كان لدفاعاتها انعكاسات أولها نفور الناس وكرههم له، وصامل القول أن المشهد يشهد على ذلك لا أدافع عن محمد الخالد لشيء من حطام الدنيا لكنها كلمة حق، إذ غيبت هذه الحقائق مع الأسف في ظل موج وزخم إعلامي كبير تزامن مع كلمة النائب السابق مسلم البراك والتي انتقد فيها الشيخ محمد الخالد وحملهُ كل ماحصل في الأربع سنوات الماضية ماذكر آنفاً وماسبق بيانهُ، فالشيخ لديه من الإمكانيات ماتجعله يجيش حملة مضادة، لكنه أثر الصمت وعدم الدخول في متاهات ومهاترات محصلتها النهائية صفر.
نعم هناك اخطاء واستعجال وقوانين طبخت على عجل، واتضحت عيوبها ومثالبها لاحقاً، أبرزها الاقتصادية والأمنية، وهي يراها بعض المحللين مرحلة أعقبت، حقبة سادتها الفوضى، والخروج عن المألوف واحتشاد، لايسع المجال لذكره، إلا أنه رغم قتامة الصورة وسوداوية المشهد لايجب أن يوضع وزير الدفاع في خانة حمال الأسية أو أن يكون الملف الذي يجب أن يحفظ فيه كل تداعيات المرحلة السابقة، ومن غير الإنصاف أن يكون كذلك، فما عاشته ساحة الأحداث المحلية خلال السنوات السبع الماضية مسرحية شارك الكثير في كتابة أدق تفاصيل مشاهدها، ولولا الله عز وجل ثم حكمة سمو الأمير حفظه الله ورعاه، لكانت المشاهد أكثر تراجيديا.
***

سموه مقام عالٍ

يجب أن يعلم الجميع أن سمو الأمير حفظه الله ورعاه في مقامٍ سامٍ، وعالٍ مهما طالت الرقاب لا يمكنها بلوغه، ولا يمكن مقارنته بكائن من كان، ومهما علا شأنه، فسموه والد الجميع وملهم الكويتيين جميعاً، وربان السفينة، والمظلة التي يستظل تحتها جميع من يعيش على هذه الأرض.

الوسوم
إغلاق
إغلاق