مقالات وكتاب

لا تقل مفتش بل قل موجه

بقلم: د. محمد المطيري

للتوجيه الفني دور هام لتحقيق أهداف التربية العامة والخاصة ، لذلك يجب أن تُبْرز الأجهزة التعليمية لنا ولشاغلي وظائف التوجيه الفني الدور الحقيقي المطلوب منهم ، لأن ما هو مطلوب من الموجه الفني يخفى على البعض في الميدان التربوي مما قد يؤثر على العملية التعليمية ، وكذلك يؤثر على طريقة تعامل المعلم مع موجهه الفني ، ويضع حاجزاً من الرهبة بينهما .
أخوتي : المصطلح مفتش اختفى وولى واسْتُبدل بالمصطلح موجه ، لكن البعض من الموجهين والذين يتعاملون معهم في المدارس من معلمين وإداريين لا زال ينظر لهذه الوظيفة الإشرافية بنظرة المفتش لا الموجه .
لقد انحصرت فكرة مفتش سبعينات القرن الماضي في أذهان العاملين في القطاع التربوي من إداريين ومعلمين بل في أذهان الطلاب وأولياء
أمورهم . و حصر الموجه الفني دوره في شخصية المفتش السابق الذي إذا دخل المدرسة أصاب الارتباك الهيئة التعليمية وينتظرون لحظة خروجه من المدرسة بفارغ الصبر . وكذلك بعض الموجهين لا الكل يرى في شخصيته ذلك الشخص الذي يستطيع تحديد المسار المهني لجميع المعلمين داخل إطار المدرسة ، فلا يُقْبل إلا رأيه ، وما أراده هو الصواب فقط.
وليس هكذا تورد الإبل !!!
نحن في القرن الحادي والعشرين ، والموجه الفني يجب أن يكون كاسمه حاملا وناقلا للمعلومة ويعرف كيفية توصيلها لمن يحتاجها ، ويجب أن يكون الموجه الفني مرجعاً للجميع عند الحاجة لمثل تلك المعلومات ، على سبيل المثال : معلم اختلف عليه الأمر في كيفية تحقيق أهداف المنهج يرجع إلى موجهه الفني لكي يوضح كيفية تحقيقه لتلك الأهداف ، وهذه إدارة مدرسية ترغب في التأكد من طريقة تقويم إحدى المواد عليها أن تستشير الموجه الفني لأنه هو المرجع في مثل تلك المواقف ، وعليه أن يبحث عن كل ما يعتقد أنه يفيد المنهج المدرسي من معلومات وطرق تدريس ووسائل تعليمية وطرق تقويم ويقوم بإيصالها لمن يحتاجها في محيط المدارس سواء طلبت أو لم تطلب و عن طريق الزيارات المدرسية المتلاحقة ، ويجب أن يُشعر المعلمين أن زيارته للإفادة ولتبادل الخبرات وليست تقييمية ولتصيد الأخطاء فقط . لأنه من خلال الزيارات سيفيد ويفيد لأن الذي ينمي معارف التربويين ومن ضمنهم الموجهين الفنيين هو الحضور بشكل مستمر للمدرسة والاحتكاك بكل ما تحتويه من مواقف تعليمية . وهذا لا يغفل الدور التقويمي للموجه الفني فعليه أن يقوِّم من وُكِّل بتقويمهم من معلمين وغيرهم بطريقة ملائمة لا تقلل من قدر المعلم الذي يعتبر تقديره واحترامه في نظري ونظر الجميع أمر لا يقبل الجدال والنقاش .
لذا يجب أن تحرص وزارة التربية على توضيح هذا الدور للأخوة الموجهين ، وإبعاد شخصية المشرف المتصيد للأخطاء من أذهان المعلمين والإداريين والموجهين .
وخير دليل على ما سبق عند تطبيق منهج الكفايات في العام الحالي ألم تظهرالتساؤلات والنقاشات والاختلافات حول تطبيق ذلك المنهج داخل أكثر من مدرسة بشهادة الجميع وأحياناً وليس دائماً لم نجد الإجابة المجزية والمقنعة من التوجيه الفني ؟!

والتساؤل الآخر : هل وصلنا للمرحلة التي نلحظ فيها السرور على وجه المعلم عند زيارة الموجه الفني لمكان عمله ؟

الوسوم
إغلاق
إغلاق