مقالات وكتاب
الإعلام والمتقاعدين وعودة المتسربين
بقلم: د.عصام عبداللطيف الفليج
عندما ظهرت قنوات تلفزيونية كويتية جديدة، استقطبت كوادر فنية مختلفة من تلفزيون الكويت، وبعد إغلاق بعض القنوات لأسباب مختلفة، عادت الكوادر للعمل في محضنها الرئيس “تلفزيون الكويت” الذي استقبلهم بصدر رحب، فهم في النهاية أبناء الوطن، وكفاءات تتنافس عليهم المؤسسات الوطنية.
ويجري الحال على إذاعة الكويت، ولكن بنسبة أقل كثيرا.
ولست مبالغا إن قلت إن وزارة الإعلام قد خسرت كفاءات وطنية عديدة لأسباب إدارية أو بيروقراطية، من مخرجين ومعدين ومقدمين ومحاورين واستراتيجيين ومفكرين، وجاء مكانهم من همه الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من البرامج، للحصول على مكافأة أكبر (نظام الكيكة الشهيرة)، بعيدا عن الجودة أو الرسالة أو القيم التي يطرحها.
نعم.. ما زلت أذكر مطور إذاعة البرنامج الثاني الأكثر حصولا على الجوائز أ.خليل إبراهيم، وخليفته المتميز أ.سامي العنزي، وأ.خالد النصرالله الذي انتظم التلفزيون في عهده، وا.عبدالمحسن البناي الذي طور مؤسسة البرامج المشتركة، (وكل هؤلاء كانوا مرشحين لدرجة وكيل مساعد)، وغيرهم كثير، وفجأة أحيلوا للتقاعد وهم في قمة نشاطهم وعطائهم، وخبرة طويلة لا يمكن التضحية بها بسهولة، والآن أفتقد المدير النشط أ.بدر الطراروة (الأستاذ)، الذي نأمل أن يأخذ مكانه وكيلا مساعدا.
لقد تميزت قناة “الوطن” بالحيوية والنشاط لأنها اهتمت بأمرين: العنصر الكويتي، والموضوع الكويتي، مع شيء من الحيوية والانفتاح الذي قد لا تستطيعه القنوات الحكومية، لذا فقد كانت القناة الأكثر مشاهدة داخل وخارج الكويت.
كما استقطبت القنوات الفضائية الكويتية المشاهير فارتفعت أسهمها، وهم جميعا خريجوا مدرسة “تلفزيون الكويت”، مثل: د.محمد العوضي، و د.نبيل العوضي، وعبدالعزيز عطية، وإيمان نجم، وبركات الوقيان، ويوسف الجاسم.. وغيرهم.
وقد سمعت مؤخرا أن هناك قرارا بعدم تكليف المتقاعدين ببرامج إذاعية وتلفزيونية، وأعتقد أننا أمام خسارة إعلامية قيمية، لذا أدعو وزارة الإعلام إلى الاستفادة من المتقاعدين لسببين:
1) الاستفادة من خبرتهم الطويلة، خصوصا في الأوضاع التي تمر بها المنطقة، فهم أعرف بالتصرف المطلوب، والحكمة، والحنكة.
2) وفاء لهم، وتقديرا لتاريخهم.
فلا أقل من تكليفهم ببرنامج واحد على الأقل في الدورة، والاستفادة منهم في ورش العمل والحوارات المغلقة، وبعضهم بالفعل يرتقي لدرجة مستشار.
أتمنى أن تستوعب وزارة الإعلام المتقاعدين، وتشجع عودة المتسربين، فالوزارة الأم تجمعهم.
***
ملاحظة جادة أرجو أن تؤخذ بعين الاعتبار: من يدخل مكاتب واستوديوهات واستراحات وممرات وزارة الإعلام؛ يشعر أنه داخل مصنع للتبغ، فيأتي الضيف متبخرا متعطرا، ويخرج مدخنا، ففضلا أن ذلك مخالف لقانون الخدمة المدنية بمنع التدخين في المؤسسات الحكومية، فهو شيء غير حضاري، فالعالم كله يتجه لمنع التدخين في كل مكان مغلق، حتى غرف الفنادق، وهو بالتأكيد شيء غير صحي البتة، وهو ممنوع تماما في الاستوديوهات العالمية، لذا.. نأمل أن تكون لمسات الوزير والوكيل في هذا الجانب عملية وقريبة وعاجلة، دون مواربة ولا مجاملة، فسمعة الوزارة أهم.