أخبار
الأمير محمد بن سلمان يؤكد لماكرون «الرغبة المشتركة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين»
التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي في العاصمة الفرنسية باريس الرئيس ايمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية.
وقالت وكالة الانباء الرسمية السعودية «واس» انه فور وصول سمو ولي العهد قصر الإليزيه كان في استقباله الرئيس الفرنسي الذي رحب بالأمير محمد بن سلمان في فرنسا متمنيا له ومرافقيه طيب الإقامة، فيما عبر ولي العهد عن سعادته بهذه الزيارة.
كما كان في استقبال سمو ولي العهد الوزراء في الحكومة الفرنسية وعدد من كبار المسؤولين.
وقد أقام الرئيس الفرنسي مأدبة عشاء تكريما للأمير محمد بن سلمان. وعقد الزعيمان اجتماعا موسعا بحضور وفدي البلدين.
وقال ولي العهد السعودي لماكرون إن المباحثات الثنائية التي اجريت تؤكد الرغبة المشتركة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية للبلدين بكل المجالات.
وذكرت «واس» ان ذلك جاء في برقية شكر بعثها ولي العهد السعودي بعد ان التقى الرئيس الفرنسي في عشاء عمل بقصر الاليزيه مساء أمس الأول.
وأضاف الأمير محمد «ان اللقاء يؤكد الرغبة المشتركة في العمل على استمرار التنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والتي تهدف الى تحقيق مصالح البلدين والشعبين الصديقين وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة».
وأكد البيان الختامي للزيارة أنه تم خلال القمة استعراض العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وسبل تطويرها في جميع المجالات، وتم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.
وشملت المباحثات سبل تعميق الشراكة الاستثمارية بين البلدين عبر رفع وتيرة التعاون الاستثماري والاقتصادي، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتعاون في مجال الهيدروجين النظيف، والالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات وليس على المصادر.
وتطرقت المباحثات إلى أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الديبلوماسية والسلمية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار واحترام وحدة وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأشاد الجانب الفرنسي بجهود المملكة ودعمها للهدنة في اليمن، كما جرى الأعراب عن تقدير المملكة لدعم فرنسا للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات الثلاث.
وفي ختام الزيارة أعرب سمو الأمير محمد بن سلمان عن شكره وتقديره لماكرون على ما حظي به والوفد المرافق له من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. ومن جانبه أعرب ماكرون عن أطيب تمنياته بالصحة والسعادة لسموه، وبالمزيد من التقدم والرقي لشعب المملكة العربية السعودية الصديق.
من جهتها، أكدت الرئاسة الفرنسية (الاليزيه) ان فرنسا والمملكة العربية السعودية اتفقتا على تطوير وتعميق الشراكة بين البلدين مع مواصلة التشاور بينهما لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
وجاء في بيان اصدره (الاليزيه) بعد القمة أن الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي رحبا بتعزيز التبادلات بين المملكة العربية السعودية وفرنسا معربين عن رغبتهم في تعميق العلاقة بين البلدين ومواصلة التشاور بينهما لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية لاسيما مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري وتداعياتها.
وأعرب ماكرون بحسب البيان عن قلقه العميق إزاء «الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا» وتأثيرها الكارثي على السكان المدنيين وانعكاساتها على الأمن الغذائي مشددا على ضرورة إيجاد مخرج للصراع وتكثيف التعاون للتخفيف من آثاره في أوروبا والشرق الأوسط والعالم.
وأكد ماكرون أهمية استمرار التنسيق الذي بدأ مع المملكة العربية السعودية لتنويع إمدادات الطاقة للدول الأوروبية وطرح مبادرة (فارم) للأمن الغذائي العالمي.
وأضاف البيان أن قادة البلدين أشارا إلى تمسكهما المشترك بالأمن والاستقرار في الشرقين الأدنى والأوسط وأعربا عن رغبتهما في مواصلة جهودهما المشتركة من أجل تخفيف التوترات بشكل دائم.
وحول موضوع مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني قال البيان إن «ماكرون شدد على ضرورة أن تنتهز إيران الفرصة المتاحة لها للعودة في خطة العمل الشاملة المشتركة».
وفيما يتعلق بلبنان قال البيان إن الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي اتفقا على تعزيز التعاون بينهما لاسيما في إطار الآلية الإنسانية المشتركة التي أنشئت عقب زيارة الاول إلى جدة في ديسمبر 2021 بالإضافة الى خطط المتابعة لتقديم الدعم لصالح الفئات الضعيفة من السكان في لبنان.
كما قررا تكثيف التبادلات بينهما من أجل «تمكين لبنان من تجاوز التحديات الاقتصادية والسياسية من خلال التنفيذ السريع للإصلاحات المتوقعة من السلطات اللبنانية».
وأوضح البيان ان ماكرون أشار إلى تمسكه بوقف إطلاق النار في شمال سورية وضرورة منع أي عمل أحادي من شأنه تقويض جهود التحالف الدولي ضد (داعش).
كما ناقش الطرفان الوضع في الشرق الأوسط حيث اعرب ماكرون عن قلقه واكد استعداده للعمل من أجل سلام «عادل ودائم» واستئناف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
واحتفالا بمرور 40 عاما على إقامة تعاون الدفاعي الثنائي بين البلدين ناقش الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي سبل مواصلة التنسيق في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن لاسيما البحري.
وفي إشارة إلى الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتنويع اقتصادها في إطار رؤية 2030، اكد البيان ان الرئيس ماكرون أعرب عن توافر الشركات الفرنسية لدعم هذا التحول لاسيما في مجالات التحول الطاقي مشيرا إلى المعرفة المعترف بها للشركات الفرنسية من حيث المدن المستدامة والتكنولوجيا الرقمية والنقل.
وأضاف البيان ان فرنسا رحبت برغبة المملكة العربية السعودية في زيادة استثماراتها في النسيج الصناعي والإنتاجي الفرنسي.
وعن التعاون الفرنسي السعودي حول موقع (العلا) في مجالات الثقافة والبحث والسياحة كشف البيان عن رغبة القادة في توسيع هذا التعاون ليشمل مجالات جديدة ومؤسسات ثقافية فرنسية وسعودية، مؤكدة باريس عن دعمها لترشيح العاصمة (الرياض) لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان التقى خلال هذه الزيارة المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) اودري ازولاي حيث استعرضا المبادرات الثقافية السعودية والتعاون المتبادل مع المنظمة وفرص تطويره.