مقالات وكتاب
“منافذنا والمسئولية”
بقلم: عمار العجمي
تعد حدود الدولة خط دفاعها الاول ، لذلك تعتني الدول بأمن الحدود ، وتبذل للاجهزة المختصة وللقائمين على ادارتها المال والجهد اللازم للارتقاء بقدراتها .
والملاحظ في هذا الموضوع عندما نتكلم عن الكويت ، قدر غريب من التسيب والفساد في منافذنا البحرية والبرية والجوية ، حتى اصبح الوطن محطة رئيسية لتهريب المخدرات والخمور والأسلحة والمفخخات التي ضربت اطناب الوطن واصابت شبابه في عقولهم وصحتهم .
اننا ان بحثنا عن السبب الاول الذي يدمر صحة ابناء وطننا ويسلبهم عقولهم لوجدنا ان الانفلات الأمني في حدود الدولة مصدرا رئيسيا لآفة المخدرات وسببا رئيسيا في الحوادث الإرهابية التي شهدها الوطن وتسببت باسالة دماء اهلنا ومحاولة بث الفتنة بين بني وطننا .
هل يعقل في هذا الزمن ، وبظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم ، ان تكون منافذ الدولة مفتوحة بلا رقيب او حسيب ، هل تمكن الفساد من الدولة لدرجة الانهيار او سيطر الفاسدون مستغلين ضعف الحكومة لاستنزاف عقول ومال ابناء الوطن ، فكل يوم نسمع عن مأساة تسببت بها المخدرات ، او بتفجير ضرب ركنا من أركان الوطن ، او مجرم تعدى الحدود كان ليس هناك حدود ، او حاوية ادخلها متنفذ لَبس قناع كومار ، فوقع كومار وفلت الخائن او أُفلت .
اننا بحاجة لمحاسبة حقيقية جدية لمعرفة الخونة الذين باعوا امن وطنهم ودماء ابنائه ، كما اننا بحاجة لنظرة شفافة وتعامل وطني مع هذه القضية الشائكة ، بحاجة للتطور والتطوير ، بحاجة لتغيير جذري في الاستثمار البشري لأبنائنا القائمين على المنافذ من رجال الداخلية والجمارك ، بحاجة لشباب متخصص مدرب تسنده اجهزة حديثة وتسانده وسائل داعمة من كلاب مدربة للمراقبة والتفتيش .
ان اخشى ما يخشاه ابناء الوطن الواحد ان يأتيهم العدو من وراء ظهرانيهم ، متسللا بغدر وحقد
ومستغلا الثغرات الامنية ليبث سمومه من مخدرات او خمور او أدوات ارهابية تضرب زهرة شباب الوطن او تسلب الحياة من ابناءه .
وإني اتوجه بنصيحة صادقة للحكومة وللمجلس بأن يضعوا هذا الموضوع على قائمة أولوياتهم وان يبادروا على وجه السرعة تشريعيا وإداريا لسد ثغرة أمنية تنخر جسد الوطن وتضرب أركان الدولة .