مقالات وكتاب

ماذا تنتظرون لطرد السفير الإيراني؟!

ها قد جاء دور السعودية بعد البحرين واليمن لقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران، بعد أن زادت جرأة إيران في التعدي على جارتها السعودية بعد إعدام «نمر النمر»، فقد هاجمت الجماهير الإيرانية سفارة السعودية في طهران

ومشهد وحرقت محتوياتها، وسرقت كل ما وقع تحت أيديها دون احترام لأبسط الأعراف الديبلوماسية!!

قد يقول قائل بأن الرئيس الإيراني روحاني قد أدان الاعتداء على السفارة السعودية ووعد بمحاكمة الأفراد المتطرفين المسؤولين عن مهاجمة السفارة والقنصلية، ولكن كان واضحاً بأن الشرطة الإيرانية كانت تحمي المتظاهرين إن لم تكن تشرف على هجومهم، كما كان للتحريض الذي مارسته الحكومة الإيرانية والملالي الإيرانيون سابقاً ضد السعودية وتهديدهم بالانتقام إن تم المساس بالنمر، كان لذلك التحريض أبلغ الأثر في تثوير الجماهير ضد السعودية!!

لقد ذكرنا سابقاً بأن علاقة دول الخليج بإيران لا يمكن أن تستقر ما دامت هنالك أطماع إيرانية واضحة ومعلنة في دول الخليج وافتخار باحتلال أربع دول عربية!!

أما في الكويت فلا شك أن حكومتنا قد تميزت بالاعتدال وضبط النفس، ومنها علاقتنا بإيران منذ عقود، بالرغم من اكتشاف أكثر من شبكة إيرانية لزعزعة الأمن وتفجير البلاد من الداخل، ولكن السؤال الأهم: هل هنالك فائدة ترجى من وراء تلك السياسة، وهل نضمن سكوت إيران عنا بتلك السياسة المهادنة؟!

إن الواقع يشهد بأن ذلك أشبه باستئمان الذئب على الغنم، وان إيران لا يمكن أن تبادلنا الشعور نفسه، فها هي تستغل ضعف الشعب السوري المسكين لكي تذهب بعدّتها وعديدها إلى دياره لتذبح النساء والأطفال والرجال بالسكاكين والأسلحة الفتاكة تحت شعارات طائفية لا دخل لهذا الشعب بها!!

أين دور الكويت؟!

لقد قرأت كثيرا عن دور اللوبي الإيراني في الكويت، ومنها القول: بأن هذا اللوبي الايراني قد هيمن على قرار «السياسة الخارجية» للكويت أخيراً وٍأقنعها بأن سياسة المهادنة مع إيران تكفي لضمان أمن الكويت من الجانب الإيراني!!

والقول بأن اللوبي الإيراني في الكويت قد نجح في السنوات العشر الاخيرة في احتواء التوتر بين الدولتين، لا بتحسين العلاقات ولا بتطويرها، وإنما باحتواء أثر وتبعات الكشف عن العديد من شبكات التجسس وحالات تهريب السلاح من إيران!!

واحتج البعض بأن هذا اللوبي قد نجح في تقليص دور الكويت خليجيا إلى ان اصبحت ضيف شرف خليجيا في الملمات، وهو ما يفوق خطر تهريب وتخزين السلاح في الأراضي الكويتية الغالية، مثل دورها في عاصفة الحزم وفي أزمة البحرين وغيرهما، حيث ساهمت بالحد الأدنى، وهو مالا يرقى ولا يمثل الثقل الكويتي المعهود والمتوقع والمأمول، فلا عجب ان توّج هذا التباعد بأن شُتمت السعودية والبحرين والخليج من على ارض الكويت ولم تحرك الكويت ساكنا!!

إن الوقت لم يفت بعد وبالإمكان استدراك ما فات لوضع الكويت في موضعها الصحيح خليجياً، حتى لا نفاجأ بغزو جديد كما حدث في 2/‏‏‏‏‏‏ 8/‏‏‏‏‏‏ 90 بسبب طيبتنا الزائدة وسذاجتنا في التعامل مع الأعداء الذين لا يرقبون فينا إلاًّ ولا ذمة.

* مبروك فقد قطع السودان علاقته بإيران، وجمّدت الإمارات علاقتها بها، والفال للكويت إن شاء الله.

أكلت يوم أكل الثور الأبيض

حكي أن أسداً وجد قطيعاً مكوناً من ثلاثة ثيران، أسود وأحمر وأبيض فأراد الهجوم عليها فصدته معاً وطردته من منطقتها.

ذهب الأسد وفكر بطريقة ليصطاد هذه الثيران خصوصاً انها معا كانت الاقوى، فقرر الذهاب الى الثورين الأحمر والأسود وقال لهما: «لا خلاف لدي معكما، وانما انتما صديقاي وانا اريد فقط ان آكل الثور الابيض كي لا اموت جوعاً… انتما تعرفان انني استطيع هزيمتكم لكنني لا أريدكما انتما بل هو فقط».

فكر الثوران الأسود والأحمر كثيراً، ودخل الشك في نفسيهما وحب الراحة وعدم القتال فقالا: «الأسد على حق، سنسمح له بأكل الثور الابيض».

نقل الثوران الرسالة بنتيجة قرارهما وأخبراه بانه يستطيع الهجوم على الثور الابيض الآن، فعل ملك الغابة بسرعة وافترس الثور الابيض وقضى ليالي شبعان فرحاً بصيده.

مرت الايام… وعاد الاسد لجوعه فتذكر مذاق لحم الثور وكمية الاشباع التي فيه، فعاد اليهما وحاول الهجوم فصداه معاً ومنعاه من اصطياد احدهما بل ضرباه بشكل موجع… فعاد الى منطقته متألما متعباً منكسراً.

قرر الأسد استخدام نفس الحيلة القديمة، فنادى الثور الأسود وقال له: «لماذا هاجمتني وأنا لم أقصد سوى الثور الأحمر؟».

قال له الأسود: «انت قلت هذا عند أكل الثور الأبيض».

فرد الأسد: «ويحك انت تعرف قوتي وانني قادر على هزيمتكما معاً، لكنني لم أرد أن أخبره بأنني لا أحبه كي لا يعارض».

فكر الثور الأسود قليلاً ووافق بسبب خوفه وحبه الراحة…

في اليوم التالي اصطاد الأسد الثور الأحمر وعاش ليالي جميلة جديدة وهو شبعان… مرت الأيام وعاد وجاع…

فهاجم مباشرة الثور الأسود وعندما اقترب من قتله… صرخ الثور الأسود: «أكلت يوم أكل الثور الأبيض».

د. وائل الحساوي

 

المصدر : الراي

إغلاق
إغلاق