مال وأعمال
55 دولاراً متوسط سعر النفط حتى نهاية العام

في الوقت الذي ارتفع فيه سعر مزيج برنت مقتربا من 50 دولارا للبرميل أمس، أدى استمرار تدني أسعار النفط الخام خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين إلى تحطم آمال المنتجين في انتعاش ثابت في أسعار الخام وانتشاله من انهيار محتمل في النصف الثاني من 2015. وقالت مجلة ميد لقد دخلت صناعة النفط فترة جديدة من الضبابية وغياب اليقين في ظل تفاوت كبير في تقديرات المحللين بما ستكون عليه الاسعار خلال عام 2016 في حين يستمر السوق في مواجهة عرض مفرط للنفط وكل ذلك مصحوب بمخاوف تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني.
لغة الأرقام
وقالت المجلة انه بلغة الارقام فإن متوسط سعر النفط المتوقع للجزء الباقي من 2015 هو 55 دولارا للبرميل، في حين توقع بنك غولدمان ساكس ان يهبط سعر خام غربي تكساس الوسيط الى 20 دولارا للبرميل، أما خام برنت فمن المحتمل ان يسجل في 2015 متوسط سعر قدره 55 دولارا مع الاخذ في الاعتبار انه كان متداولا على نطاق واسع بين 45 و50 دولارا للبرميل في النصف الاول من سبتمبر اي ما يعادل نصف سعره خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
ويمكن القول ان متوسط سعر 55 دولارا يمثل ادنى مستوى سنوي لسعر النفط منذ عام 2005، عندما هبط متوسط سعر خام برنت الى 54.38 دولارا.
توقعات مزعجة
وقالت مجلة ميد ان التوقعات بمزيد من الهبوط في أسعار النفط العام المقبل تثير مخاوف دول الشرق الاوسط المصدرة للنفط، والتي باتت بالفعل تتدارس مسألة خفض المصروفات العامة من اجل مواجهة الهبوط الحاد في الموارد النفطية.
وفيما يلي تقديرات البنوك الكبرى لأسعار النفط خلال اعوام 2015، 2016 و2017:
٭ قدر بنك اتش اس بي سي البريطاني في 31 اغسطس متوسط سعر خام برنت عند مستوى 55.4 دولارا و60 دولارا و70 دولارا للأعوام الثلاثة على التوالي مقارنة مع تقديراته السابقة البالغة 62.1 دولارا و75 دولارا و90 دولارا على التوالي. كما خفض النظرة المستقبلية لاسعار النفط خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ويمكن القول ان المحللين في البنك متفائلون نسبيا، حيث توقعوا انتعاشا في سعر خام برنت ليصل الى 60 دولارا في 2016 مع زيادة سنوية بواقع 10 لكل سنة تالية ليصل الى 80 دولارا بحلول عام 2018.
اللوم على «أوپيك»
غير ان هؤلاء المحللين ينحون باللائمة على منظمة أوپيك التي قالوا انها تمارس ضغوطا على الاسعار من خلال زيادة العرض المتهور للخام في الاسواق، في حين اعتبروا الطلب وعرض النفط من خارج أوپيك مؤشرين ايجابيين قويين لإعادة التوازن في السوق.
وحذر البنك من تزايد مخاطر تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني على الاسواق الناشئة بوجه خاص والاقتصاد العالمي بوجه عام خلال الاشهر القليلة الماضية.
٭ بنك باركليز من جانبه اصدر في 4 سبتمبر مراجعة لتقديراته السابقة حيث توقع 55 دولارا لسعر النفط في 2015 و63 دولارا لعام 2016 معدلا تقديراته السابقة للعامين المذكورين والبالغة 61 دولارا و68 دولارا على التوالي، قائلا ان الكثير مما تشهده اسواق النفط من تقلبات له علاقة بالمخاوف من تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني.
دوي في الأسواق
٭ أما بنك غولدمان ساكس فقد احدث دويا في الاسواق النفطية عندما اطلق في 11 سبتمبر الجاري توقعاته بأن يهبط خام غربي تكساس الوسيط الى 20 دولارا بسبب العرض المفرط الذي يتجاوز التقديرات السابقة، وقد خفض في الوقت ذاته نظرته المستقبلية لخام برنت في 2016الى 49.5 دولارا فقط.
ومع ان التقديرات السنوية للبنك الاستثماري الاميركي اقل حساسية وتأثيرا على ميول المتداولين، الا ان من الملحوظ تدني تقديراته التي عدلها الى الحد الادنى لعام 2016 من 62 دولارا الى 49.5 دولارا، كما توقع 53.7 دولارا كمتوسط لسعر النفط في 2015.
٭ أما ادارة معلومات الطاقة والتابعة لوزارة الطاقة الاميركية فقد خفضت تقديراتها لسعر خام برنت في نظرتها المستقبلية على المدى القصير لعامي 2015 و2016 من 60 دولارا و70 دولارا على التوالي الى 54 دولارا و58.57 دولارا للعامين على التوالي.
وقالت الادارة ان التراجع الاخير في التقديرات يعكس المخاوف حيال تباطؤ النمو في الاقتصادات الناشئة وتوقع المزيد من عرض النفط الايراني، فضلا عن استمرار نمو المخزونات النفطية العالمية.
متى يحل علينا ربيع النفط؟
إلى متى ستستمر أسعار النفط في الانخفاض؟ سؤال بدأ يتكرر منذ عام تقريبا وسط تقديرات سيئة لأكبر البنوك العالمية بانخفاض الأسعار خلال العامين المقبلين ووصولها الى مستوى 80 دولارا بحلول 2018 ليبدأ بعد ذلك ربيع النفط من جديد، حيث سيستغرق ذلك بضع سنوات.
(رويترز)