سياسة دولية
كيري: ليس بالضرورة أن يرحل الأسد في اليوم الأول للمفاوضات
أكدت مصادر مطلعة في وزارة الدفاع الاميركية «الپنتاغون» ان اتصالات اميركية ـ روسية قد بدأت على مستوى العسكريين لتجنب حدوث اي احتكاكات غير مقصودة بين الجانبين في سورية. وقالت تلك المصادر ان افق تطوير تلك الاتصالات «وارد تماما ولكن ذلك يتطلب قرارا من جهات اخرى غير وزارة الدفاع»، حسب قولها. ويبدو مما يمكن قراءته في واشنطن في اللحظة الراهنة ان النقاش حول ما يتعين عمله تجاه المبادرة الروسية بتعزيز الدعم العسكري للنظام السوري في هذه اللحظة في سبيله الى الانتهاء ان لم يكن قد انتهى بالفعل.
ويعتزم وزير الخارجية جون كيري الذي يقوم حاليا بجولة بين العواصم الاوروبية استطلاع رأي الحلفاء الاوروبيين على اساس من انهاء وضع اللمسات الاخيرة على الموقف الذي سيقدم للرئيس اوباما قبل السادس والعشرين من الشهر الجاري وهو موعد القاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخطاب في نيويورك امام الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقالت مصادر وزارة الدفاع التي طلبت تجنب الكشف عن هويتها ان الاتجاه العام للنقاش حول الموقف الاميركي يمضي بالفعل في اتجاه ادخال تعديلات جوهرية على مقاربة الولايات المتحدة للأزمة في الشرق الاوسط وفي سورية بصفة خاصة»، حول احتمالات ما اطلقت عليه مصادر الپنتاغون «استراتيجية جديدة تجاه سورية». ويبدو ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة تمثل تراجعا عن مواقفها السابقة المطالبة برحيل الاسد باعتباره أساس المشكلة، امام الامر الواقع الذي فرضته روسيا بتدخلها العسكري الداعم عتادا وقوات للنظام السوري. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل لكن توقيت رحيله يجب أن يتقرر من خلال التفاوض.
ودعا بعد أن أجرى محادثات مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند روسيا وإيران إلى استغلال نفوذهما لإقناع الأسد بالتفاوض.
وقال إن هناك حاجة ملحة لتجديد جهود التوصل لتسوية سياسية لإنهاء الصراع السوري الذي دخل عامه الخامس ولإنهاء أزمة اللاجئين في سورية التي تزداد سوءا.وقال عن رحيل الأسد: «ليس بالضرورة أن يكون من اليوم الأول أو الشهر الأول.. هناك عملية يجب أن تجتمع فيها كل الأطراف معا للتوصل إلى تفاهم بشأن كيفية تحقيق ذلك على أفضل وجه».