مال وأعمال
محافظ «المركزي»: البنوك المركزية وقعت في فخ السيولة بفائدة صفرية
أكد محافظ بنك الكويت المركزي د. محمد الهاشل استخدام السياسات النقدية غير التقليدية في السنوات الأخيرة من قبل البنوك المركزية خير مثال على النهج المبتكر للبنوك المركزية في صناعة سياساتها.
وأضاف أن الهاشل في كلمته بمؤتمر اليورومني في بدايات الأزمة المالية العالمية، عمدت البنوك المركزية في الدول المتقدمة الرئيسية إلى توفير سيولة كبيرة لدعم أنظمتها المالية المتضررة، كما أجرت تخفيضات متتالية لأسعار الفائدة.
على سبيل المثال، قرر البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض سعر الفائدة من حوالي 5.25% في يوليو 2007 إلى معدل يتراوح بين 0% إلى 0.25% في يناير 2009، وتبعه بنك إنجلترا على نفس النهج بتخفيض سعر الفائدة من 5.75% في يوليو 2007 إلى 0.5% في مارس 2009.
وأشار إلى انه على الرغم من أن أسعار الفائدة الرئيسية قد وصلت في بعض الأحيان إلى حدود الصفر بعد سلسلة من التخفيضات المتتالية، إلا أن حالة الاضطراب ظلت تخيم على الأسواق المالية واستمر الناتج الفعلي في التراجع، ولاحت في الأفق مخاطر بقاء معدلات التضخم عند مستويات أقل من المعدلات المستهدفة.
وأوضح أن النظرية الاقتصادية هنا تفترض أن البنوك المركزية قد وقعت في فخ السيولة عند مستوى فائدة في حدود الصفر مما يقيد من قدرتها على إجراء مزيد من التخفيض في سعر الفائدة، إلا أن البنوك المركزية في معظم الدول المتقدمة عمدت على استحداث سياسة مبتكرة تمثلت في تطبيق سياسة نقدية غير تقليدية، وأيضا البدء في جولات من برامج التيسير الكمي والتيسير الائتماني.
وتناول الهاشل أبعاد «الابتكار في مجال التمويل»، مبينا ان الابتكار أصبح اليوم أحد دوافع النمو والإنتاج والرخاء في مختلف الدول.
وذكر أنه يمكن مناقشة أهمية الابتكار من زوايا مختلفة، مفادها بأن عالم التمويل الحديث يتسم بحد ذاته بالإبداع، وقد مر في إطار عملية تطويرية امتدت لعقود.
وتناول الهاشل وجهة نظر الأطراف الثلاثة الرئيسية الخاصة بالابتكار في مجال التمويل وهي: البنوك المركزية، والمؤسسات المالية، وشركات التكنولوجيا، وهي الأطراف التي طرحت سياسات أو منتجات أو نظم مبتكرة لمواجهة التغير المستمر في مهامهم، كما أود مشاركتكم بعض الأمثلة حول التطورات المبتكرة إلى جانب تقييم مختصر لإيجابيات وسلبيات تلك التطورات.