أخبار
وزير الخارجية: نحن في حاجة ماسة إلى جهود مكثفة لمواجهة الإرهاب
إعلان الكويت يمثّل وثيقة توجيهية لجهود مكافحة الإرهاب وبناء القدرات في مجال أمن الحدود
دعم الجهود الدولية في التصدي للجماعات الإرهابية وجميع العوامل المغذية للفكر المتشدد
الكويت ملتزمة بتعزيز التعاون للتصدي للإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود
فلاديمير فورونكوف: من الصعب وجود توافق على تعريف دقيق للإرهاب وهذا يؤدي إلى ارتباك كبير
أسامة دياب
أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا التزام الكويت بتعزيز التعاون متعدد الأطراف والتعاون الإقليمي والثنائي للتصدي للتهديدات التي يشكلها الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
جاء ذلك في كلمة للوزير اليحيا في الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر رفيع المستوى الرابع حول «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود ـ مرحلة الكويت من عملية دوشانبه» الذي استضافته دولة الكويت برعاية أميرية سامية لمدة يومين.
وقال اليحيا إنه تم خلال المؤتمر مناقشة عدة مواضيع مهمة منها معالجة تحديات أمن الحدود العالمية وتأمين الحدود من التقنيات الجديدة وبناء استراتيجيات وخطط عمل وطنية قوية وفعالة لإدارة أمن الحدود.
وأكد ضرورة التزام الدول بتطبيق كل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بمكافحة الإرهاب ودعم المبادئ والإجراءات الأممية تعزيزا للتعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب ودعما لجهود المكتب الأممي لمكافحة الإرهاب في ذات السياق.
وأعرب عن بالغ التقدير والشكر لجميع الوفود التي شاركت في هذا المؤتمر الأممي الهادف إلى تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وبناء الآليات المرنة لأمن الحدود.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب الانتهاء من المؤتمر الرابع أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا الحاجة إلى جهود إقليمية ودولية مكثفة من أجل مواجهة ظاهرة الإرهاب بكافة أشكالها، وتعدد تسمياتها، مع التأكيد على أن الإرهاب لا يمثل دينا أو مذهبا أو وطنا بعينه، وإننا نطالب ببذل الجهود من أجل القضاء على هذه الآفة التي أصبح خطرها يهدد الجميع.
وأضاف اليحيا اننا استكملنا عقد أعمال المؤتمر الرابع حول «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود – مرحلة الكويت من عملية دوشانبي»، وذلك في إطار استكمال عملية دوشانبي لمكافحة الإرهاب وتمويله، التي أطلقتها جمهورية طاجيكستان في عام 2018.
وتابع: لقد كان المؤتمر منصة محورية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي بشأن أمن الحدود في سياق مكافحة الإرهاب وتمويله، وفرصة لتبادل الخبرات والدروس المستفادة ومناقشة سبل مواجهة التهديدات الناشئة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب.
وبين اليحيا انه تم في ختام المؤتمر اعتماد إعلان الكويت بشأن أمن الحدود وإدارتها، والذي عكس المناقشات والرؤى، ووجهات نظر المشاركين، ويمثل الإعلان وثيقة توجيهية لجهود مكافحة الإرهاب وبناء القدرات في مجال أمن الحدود.
وأكد ان هذه الاستضافة تأتي انطلاقا من حرص الكويت على دورها الدولي والإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، ودعم جميع الجهود الأممية والإقليمية للقضاء على هذه الآفة التي تهدد الأمن الدولي والإقليمي.
وأشار اليحيا إلى انه تم إجراء مباحثات مستفيضة حول آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، ومختلف القضايا المحورية والرئيسية في منطقتنا، التي تشهد أحداثا وتطورات مهمة تتطلب منا المزيد من التنسيق والتواصل، حيث جاءت على رأس هذه المباحثات قضية تفشي ظاهرة الإرهاب والتطرف الفكري، مؤكدين أهمية دعم الجهود الدولية في التصدي للجماعات الإرهابية وجميع العوامل التي تغذي الفكر المتشدد والعمل على مكافحته وتجفيف منابع تمويله، حيث أصبح التطرف الفكري والإرهاب آفة العصر التي تنافي كل القيم والتعاليم الإسلامية والإنسانية، إيمانا منا بمحاربة الفكر بالفكر، واقتلاع آفة الإرهاب من جذورها، ونبذ الكراهية بكل أشكالها، كما اتفقنا على ضرورة توحيد هذه الجهود من أجل الوصول إلى الغاية المنشودة وتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وأكد اليحيا أن السبيل إلى الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار يتطلب استمرار الجهود الجماعية في محاربة الإرهاب وجماعاته المجرمة، ومواجهة الفكر المتطرف الذي يتناقض مع كل الشرائع السماوية والقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية.
وتقدم بشكر لدولة الكويت وترحيبها بجميع ممثلي الدول الشقيقة والصديقة المشاركين في أعمال هذا المؤتمر، ضيوفا أعزاء، في بلدهم الثاني الكويت، آملين لهم طيب الإقامة ووافر الصحة والسعادة.
بدوره، قال وزير خارجية جمهورية طاجيكستان سيراج الدين مهر الدين إن المؤتمر تناول العديد من المواضيع المهمة التي تتعلق بمكافحة الإرهاب والأولاد الاستراتيجية لتعزيز التعاون متعدد الأطراف في مجال مكافحة الإرهاب فضلا عن بحث المخاطر الاستراتيجية وفرص التغيير والتطوير بالإضافة إلى مناقشة الروابط بين جهود مكافحة الإرهاب والتحليل الأمني وانفاذ القانون.
من جهته، تحدث وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الارهاب فلاديمير فورونكوف عن الجهود الدولية التي تبذلها الأمم المتحدة في مكافحة الارهاب وانه خلال اليومين الماضيين جمعنا أكثر من 500 مشارك و26 وزيرا ومسؤولين كبارا و39 ممثلا عن منظمات دولية وإقليمية و24 منظمة من المجتمع المدني.
وأضاف «أن هذا هو المؤتمر الرابع رفيع المستوى الذي تنظمه الامم المتحدة كجزء من عمليات دوشانبي بالتعاون مع طاجيكستان وأعضاء دوليين آخرين، وهذا يعتبر احد المؤتمرات الدولية الـ15 التي نظمها مكتبي لفترة ماضية بهدف تعزيز التعاون العالمي في مجال مكافحة الارهاب».
وتابع: «هذا المؤتمر يطلق مرحلة الكويت من عمليات دوشاني والتي تفتح آفاقا جديدة لتعزيز التعاون والشراكة بين مناطق آسيا الوسطى وجامعة الدول العربية وأفريقيا وجنوب آسيا».
وأضاف «من الصعب وجود توافق على تعريف دقيق للإرهاب وهذا يؤدي إلى ارتباك كبير جدا، ولكن اود ان اشدد على أن هذا ليس دور الامانة العامة للأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق بخصوص هذا التعريف وهو دور الدول الأعضاء».
وتابع «النقاش هذا يكون خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة والنقاش لايزال مستمرا وهناك مفاوضات للتوصل إلى تعريف للارهاب، وما يعنيه من حيث المقاربة العالمية وهو نقاش صعب ويجب ان يكون هناك تعريف واضح ومحدد لمفهوم الارهاب».
وقال «مازلنا في المرحلة الاولى من مباحثات دوشانبي ونحن نحاول ان نقيم كل هذه الأمور من خلال النقاشات وبرامج بناء القدرات التي يتم تنفيذها من قبل مكتب مكافحة الارهاب، اضافة إلى مساهمة الكثير من الدول الأعضاء في برامج مكافحة الارهاب وتطبيقه في 84 دولة وهو يتطور بشكل سريع».
وأشار إلى أن هناك برنامجا يتم تنفيذه في مجال امن الحدود في 28 دولة حاليا وهذا يركز على بناء القدرات، مضيفا «في السابق كانت تقام جميع برامج دوشانبي في آسيا الوسطى والآن تم تطبيقه في الشرق الأوسط».
المصدر : الأنباء