مقالات وكتاب
اعتزال النخب

بقلم: الشيخ صلاح الجارالله
– قد تبدو كظاهرة في مجتمعاتنا وتزداد مع السنوات، وخاصة عندما توجد أحوال وظروف وروح الإحباط بسبب ضياع الحقوق وعدم التقدير للجهود، والشهادات العلمية، والنجاحات والخبرات، وتصدر أحياناً الرويبضة، وكما قال عليه الصلاة والسلام:
“سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة”.
قيل: وما الرويبضة؟
قال: “الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.”
وهذا واقع ملموس، ولكن كيف نتعايش ونتعامل معه، بروح إيجابية ومتفائلة، وواقعية، وكيف نستطيع معالجة هذا الأمر الخطير، والذي إذا اصبح ظاهرة في المجتمع فقدنا بسببه كثير من الطاقات، والقامات العلمية والعملية، وكثر من ينزوي على نفسه، وينسحب من المشهد
السياسي والمجتمعي والدعوي والإصلاحي في كثير من المجالات،
أقول: هذه مسؤولية أمام الله والمجتمع، تقع على كل من أنار الله بصيرته، وفتح له من الفهم والدراية، ما لم يفتح لغيره من الناس، فيتلمس بعض النخب لنفسه المعاذير والمبررات، والتي قد يكون بعضها حقيقي وواقعي،
والله تعالى يقول:
(بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره).
ولكن ما الفائدة من كثرة الأسى والحسرات، فهي لا تقدم وقد تؤخر،
فينبغي أن نجتهد جميعاً في مكافحة هذه الظاهرة بكل وسيلة مشروعة،
حتى ننهض بالنخب ونستثمر فيهم، ويكون لهم دور في المسئولية المجتمعية.
والله المستعان .