مقالات وكتاب
في شهر الأعياد.. .تحية للكويت وطن الإنسانية
بقلم: د.يوسف العميري
وبدأ فبراير المجيد، ذلك الشهر الذي يمثل لكل الكويتيين تاريخ من العزة والفخر، تحت راية وطن حر متقدم، بقيادة مخلصة وحكيمة لآباء مؤسسين مضى على خطاهم قادة أقسموا ألا تنتكس الراية أبد الدهر.
وهكذا انطلقت مراسم رفع العلم إيذانا باحتفالات الوطن العزيز بالذكرى الثانية والستين للعيد الوطني والذكرى الثانية والثلاثين ليوم التحرير تحت شعار «عز وفخر»، حيث شمل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح برعايته وبحضور ممثله سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مراسم رفع العلم بقصر بيان، في مشهد تخفق له القلوب.
ودعوني أستلهم من كلمات سمو ولي العهد رؤية وتفاؤلا تمثل جسرا يربط بين ماض يدعو للفخر ومستقبل ملئه العزة والكرامة، إذ يقول «يطيب لنا ونحن نهنئ سموكم حفظكم الله ورعاكم بهذا الحدث الوطني العزيز علينا وعلى أبناء وطننا الحبيب والمقيمين على أرضه الطيبة أن نستذكر بالفخر والاعتزاز تضحيات شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل وطننا الغالي متضرعين إلى الله تعالى أن يفيض عليهم بواسع مغفرته وعظيم رضوانه وأن يجمعهم في مستقر رحمته مع النبيين».
فهكذا يكون الوفاء في وطني، لهؤلاء الشهداء الذين قدموا أرواحهم عن طيب خاطر فداء للوطن ولاستقلاله، فمن ليس له ماض لا مصتقبل له، ومن لا يشكر أصحاب الفضل لا أمان له.
وفي المقابل، لم ينس حضرة صاحب السمو أمير البلاد- -حفظه الله- ورعاه – في رسالته لأخيه سمو ولي العهد- -حفظه الله- – التقدم بخالص شكره وتقديره على ما عبر عنه سموه من خالص التهنئات وطيب المشاعر وخالص الدعاء بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة.
والناظر في هذه الكلمات، يرى عظمة القيادة الكويتية، في عدم التفريق بين المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، بما يعكس رؤية وفلسفة «دولة الكويت»، التي تضرب المثل دوما في «الإنسانية» حتى في أغلى الأوقات وأطيبها.. .وهو «يوم التحرير».
وكذلك تذكر سموه بكل الفخر والإعتزاز «ما سطره شهداء الوطن الأبرار من تضحيات ستظل خالدة في الوجدان وتاريخ الوطن العزيز متضرعا سموه إلى المولى تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وينزلهم منازل الشهداء».
وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا، أتوجه بالتهنئة لوطني، قيادة وحكومة وشعبا أبيا، وأنا منتش بالفخر والعزة لأني كويتي، ولدت ونشأت وعشت وحققت ما حققت على هذه الأرض الطاهرة، التي لا تفرق بين هذا وذاك دون النظر لأي اعتبارات «عنصرية»، فالإخلاص والتفاني والالتزام هي المعايير التي ينظر بها وطني إلى الجميع، وهو ما يؤكد على «إنسانية هذا الوطن» في يوم عيده.
وربما لذلك لم يكن غريبا أن تختار الأمم المتحدة في العام 2014 دولة الكويت مركزاً للعمل الإنساني، خلال احتفال تاريخي رسمي أقامه الأمين العام السابق بان كي مون، وهو حدث غير مسبوق في تاريخ المنظمة الأممية.
إلى الكويت وطني، تاريخك مجيد وحاضرك مشرف ومستقبلك زاهر.. .حفظك الله يا وطن، وحفظ حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وكل أبناء الكويت والمقيمين على أرضها، وأدام المولى نعمته على الكويت.. .كويت الإنسانية.