مقالات وكتاب

هل حقق إبليس وعده..؟!

بقلم: مبارك فهد الدويلة

عندما طرد الله، إبليس من الجنة ومن رحمته، طلب من الله أن يمهله الى يوم القيامة، فأجابه الله الى طلبه، فقال ابليس عليه لعنة الله متعهداً بإغواء بني آدم وتضليلهم (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) وقال موغلاً في الإضلال (فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)..

لم أتوقع أن يتمكن ابليس من تنفيذ تهديده بتغيير خلق الله. فهذا الأمر مناف للفطرة الانسانية، ولم أتوقع أن يتقبل المجتمع الدولي هذا التغيير، فالرجل رجل والمرأة امرأة، والجينات الذكورية تختلف تماماً عن الجينات الأنثوية، ولكن ما الذي حدث؟

بدأ ابليس تنفيذ مخططه الشيطاني بإبعاد الناس عن الدين، وأولى خطوات تحقيق ذلك تشويه الدعوة الى الإسلام، وتشويه صورة المتدينين، واستغلال وسائل اعلام مشبوهة وأقلام علمانية وليبرالية تكتب ليل نهار عن تشويه الإسلام واتهام دعاته بالطالعة والنازلة، حتى عمل الخير شوهوه، واتهموه بتمويل الارهاب، واستغلوا أحداث 9/‏11 لتشويه كل ما يمت للاسلام بصلة، وعندما ضعف الوازع الديني بين طبقات كثيرة ومجاميع عديدة خاصة في المجتمعات المتحضرة، بدأ الشيطان مخططه في تنفيذ تعهده وتغيير خلق الله.

لم نكن نتوقع أن تصلنا الدعوات الشاذة لمجتمعاتنا الشرقية المحافظة، حتى شاهدنا وقرأنا بعض المنتسبين للاسلام وهم أشد خصومة يدعون إلى السماح للمخنثين والشواذ بممارسة شذوذهم وقذاراتهم عندنا، ونحمد الله أن عندنا دستوراً يؤكد أن الشريعة الإسلامية مصدر التشريع، وعندنا مجلس أمة فيه عدد كبير من النواب ذوي توجهات محافظة، ولو تحققت رغبة بعض العلمانيين لوجدنا من بين نوابنا من يدعو الى هذا الأمر المقرف والمظهر المقزز!

لقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن «يأتي زمان يصبح فيه المعروف منكراً والمنكر معروفاً» وهذا والله الزمان الذي نعيشه اليوم، أصبح الستر والحشمة والعفاف مظاهر مستنكرة والدعوة إليها تخلف ورجعية، بينما يوصف التعري والتحلل من الضوابط الشرعية تقدماً وتطوراً.

هل عرفتم لماذا حاربوا إنشاء لجنة للظواهر السلبية؟ لأنهم يريدون تدمير أخلاق المجتمع من دون إزعاج، ومن دون أي مواجهة تؤخر مخططهم الإبليسي في تغيير خلق الله!

هل لاحظتم حماستهم الغريبة لتنفيذ أي نشاط فيه اختلاط؟ إنهم يريدون أن يثبتوا صورة المرأة في نظر الرجل ونظرة المجتمع لها، المرأة التي تلبس اللباس الضيق وتظهر مفاتنها وتمشي أمام الرجال وبينهم دون حياء من كشف عورتها! دائماً ما يبدأ الانحطاط بتجريد المرأة من حيائها وتعودها على مزاحمة الرجال في كل مكان، ولن نستبعد أن نسمع قريباً مطالبات دعاة تحرير المرأة بقوانين تعطي للمرأة الحق في تغيير جنسها ومعاقبة من يمنعها من ذلك، فالتقليد الأعمى للغرب أصبح هو الأساس في منهج هؤلاء الشواذ!

إغلاق
إغلاق