أخبار
رئيس مجلس الأمة: ضرورة إزالة الخلافات والإشكالات بين العرب ورصّ الصفوف وتوحيدها لتحقيق الانجازات

عبيد الوسمي: أهميــة دور الديبلوماسيـة البرلمانية في دفع العمل العربي المشترك
عبدالله الطريجي: الكويت مواقفهـا ثابتة تجاه القضايا العربية المختلفة
سلمان الحليلة ومساعد العارضي: أهمية عقد المؤتمرات العربية لتحقيق مصالح الشعوب
أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم على ضرورة إزالة الخلافات والإشكالات بين العرب ورص الصفوف وتوحيدها لمواجهة التحديات الخطرة والانتصار عليها، مشددا على ضرورة التنسيق بين البرلمانات العربية لتحقيق الإنجازات والأهداف المطلوبة.
وأضاف الغانم، في تصريح صحافي عقب اختتام أعمال المؤتمر الـ 32 للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة تحت عنوان «التضامن العربي»، ان هناك الكثير من الخطوات الواقعية الفعلية التي اتخذت وظهرت في البيان الختامي للمؤتمر.
وأكد «أن من أهم الأمور هي رص الصفوف لمواجهة التحديات الخارجية الخطرة جدا في وقت لا نعتبره من أفضل أوقاتنا كعرب».
وأوضح «الخطوات الصحيحة في الاتجاه السليم هي محاولة إزالة كل الخلافات والإشكالات بين العرب وتوحيد الصفوف ورصها لنتمكن من المواجهة والانتصار».
وذكر الغانم أن البرلمانات تمثل ضمائر الشعوب وآراءهم، وإن لم يكن هناك وفاق وتضامن بين البرلمانات فكيف يتم مطالبة الحكومات بهذا الوفاق والتضامن.
واعرب الغانم عن شكره لرئيس الاتحاد البرلماني العربي صقر غباش خلال الفترة الماضية، متمنيا لرئيسة مجلس النواب البحريني فوزية زينل التي ستترأس الاتحاد في الدورة القادمة التوفيق في قيادة الاتحاد إلى بر الأمان وتحقيق طموحات البرلمانات العربية.
وردا على سؤال صحافي حول كيفية تحقيق التضامن العربي وترجمته إلى واقع، قال الغانم «ترجمة التضامن العربي إلى واقع يشعر به المواطن العربي يكون أولا بنبذ كل الخلافات بين العرب والدول العربية».
وأضاف «ثانيا ان تكون لنا استراتيجية متفق عليها توصلنا إلى أهدافنا، وثالثا أن يكون لنا صوت واحد في المحافل الدولية والإقليمية وأن نتفق على أولوياتنا وننسق بشأنها».
وأوضح الغانم «طالبنا بإضافة نقطة ضرورة التنسيق بين البرلمانات العربية في كل المحافل لأنه تم تحقيق العديد من النجاحات في الاتحاد البرلماني الدولي وبعض المؤتمرات الإقليمية نتيجة هذا التنسيق».
وأكد «عندما غاب التنسيق غابت الإنجازات وفشلنا في تحقيق الأهداف المطلوبة منا»، داعيا إلى ضرورة عودة التنسيق على أعلى مستوى وتحديد استراتيجية واضحة ومحددة المعالم.
وفي هذا الاطار، أكد أمين صندوق الشعبة البرلمانية النائب سلمان الحليلة وعضو الشعبة النائب مساعد العارضي أهمية عقد المؤتمرات العربية في تسليط الضوء على القضايا العربية ومناقشتها وبحث سبل حلها من أجل تحقيق مصالح الشعوب.
جاء ذلك خلال مشاركة وفد الشعبة البرلمانية برئاسة رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم في أعمال المؤتمر الـ 32 للاتحاد البرلماني العربي المنعقد حاليا في العاصمة المصرية (القاهرة).
وقال الحليلة في تصريح صحافي إن إقامة المؤتمرات العربية أمر في غاية الأهمية لاسيما في تناول وبحث القضايا المشتركة وتحقيق مصالح الشعوب، مؤكدا الحاجة الماسة لمثل هذه الاجتماعات لمواجهات التحديات التي تمر بها الدول العربية.
وأشاد الحليلة بكلمة الرئيس الغانم أمام المؤتمر والتي جسدت استمرار جهود الديبلوماسية البرلمانية الكويتية في توحيد الصف العربي، وتنسيق المواقف في البرلمانات الدولية تجاه القضايا العربية.
واعتبر الحليلة أن تناول الكلمة لمقومات التواد والتراحم والتعاطف بين العرب، فضلا عن تبوؤ القضية الفلسطينية كعادتها جزءا رئيسيا من الكلمة، يعكسان بصدق وإخلاص التوجهات الكويتية الرسمية بشأن المحيط العربي والقضية الفلسطينية.
من جانبه، شدد العارضي في تصريح مماثل على أهمية عقد الاجتماعات والمؤتمرات للبرلمانات العربية من أجل بحث ومناقشة القضايا العربية وإيجاد الحلول المناسبة لها.
وذكر العارضي أن اجتماعات اللجان الدائمة والفرعية في المؤتمرات العربية تسهم في تسليط الضوء على أبرز القضايا التي تهم دول المنطقة، مبينا أن ذلك يساعد في تقريب وجهات النظر وتوحيد الجهود والمواقف تجاهها.
وأشاد العارضي بتفاعل وفود البرلمانات المشاركة في المؤتمر الـ 32 للاتحاد البرلماني العربي، معربا عن أمله بالخروج بنتائج إيجابية تحقق الأهداف المرجوة من عقد المؤتمر للوصول إلى التضامن العربي.
من جانبه أكد وكيل الشعبة البرلمانية النائب د.عبيد الوسمي أهمية دور الديبلوماسية البرلمانية في تصحيح بعض المسارات السياسية في إطار دفع العمل العربي المشترك.
جاء ذلك في تصريح أدلى به النائب الوسمي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بعد ترؤسه اجتماع لجنة الشؤون السياسية والعلاقات البرلمانية ضمن أعمال المؤتمر الـ 32 للاتحاد البرلماني العربي الذي يعقد في العاصمة المصرية القاهرة تحت عنوان «التضامن العربي».
وأشار د.الوسمي إلى أهمية الابتعاد عن كل ما يعكر صفو العلاقات العربية وتقديم نماذج جيدة للبرلمانيين العرب في التصدي للمشكلات السياسية وتقديم الحلول والتصورات التي من الممكن للجهات التنفيذية في الدول العربية أن تعمل من خلالها وفقا لرؤى واستراتيجيات يتم وضعها في هذا الشأن.
وقال د.الوسمي إن لجنة الشؤون السياسية ناقشت عددا من الموضوعات ومنها طرح تصور جديد وتعديل آليات العمل داخل اللجنة «حيث تم التوافق على هذه المسألة».
وأوضح أنه تم خلال الاجتماع دراسة أكثر من 20 توصية والتصديق على بعضها بالإضافة إلى تسوية بعض الإشكالات المتعلقة بهذه التوصيات خصوصا أنها كانت محل جدل لفترة طويلة.
وأشار في هذا الصدد إلى دور اللجنة في محاولة إذابة الإشكالات البينية بين الدول العربية والتي شكلت «قلقا» للعلاقات العربية ـ العربية خلال الفترة الماضية.
وأعرب الوسمي عن شكره وامتنانه لبرلمانيي الدول العربية على تزكيته رئيسا للجنة الشؤون السياسية والعلاقات البرلمانية وتنازلهم للكويت عن هذا المنصب وبالأخص مصر والأردن والمغرب، مضيفا «هذا شرف كبير».
وأكد رئيس الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب النائب د.عبدالله الطريجي ثبات الموقف الكويتي ورسوخه تجاه القضايا العربية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، معربا عن فخره بنشاط البرلمان الكويتي وحضوره القوي في مختلف المحافل البرلمانية العربية والدولية.
وقال الطريجي في تصريح صحافي عقب اختتام أعمال المؤتمر الـ 32 للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد على مدى يومين في العاصمة المصرية القاهرة، ان سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد والقيادة السياسية والبرلمان الكويتي متفقون على جميع القضايا العربية لذلك فإن الموقف ثابت في كل المؤتمرات واللقاءات.
وأضاف الطريجي: «إن مشاركات الشعبة البرلمانية الكويتية تعكس هذا الدعم والثبات في المواقف تجاه مختلف القضايا العربية».
وأثنى الطريجي على الدور المؤثر الذي يقوم به رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، قائلا: «نحن فخورون بأنه يوجد لدينا رئيس مجلس أمة متفهم وواع ومدرك للقضايا العربية الحساسة، ولذلك نجد النشاط الكويتي حاضرا بقوة في مختلف المحافل البرلمانية العربية والدولية».
وأشاد الطريجي بالأمانة العامة لمجلس الأمة وما تقوم به من جهود تحضيرية وتنظيمية متميزة، مشيرا إلى ما يقوم به موظفو الشعبة البرلمانية من دور في التنسيق والإعداد والمتابعة لجميع الفعاليات التي تشارك فيها الشعبة.
وثمن الطريجي مخرجات المؤتمر الذي يحضره بصفة مراقب وممثل عن الجمعية العمومية للاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب، مبينا أن المؤتمر كان ناجحا ومتميزا وصدرت قرارته كلها بالإجماع وتمثل ما تهدف إليه الشعوب حول التضامن العربي.
وذكر الطريجي: «سنخرج كاتحاد كشفي للبرلمانيين العرب بتقرير نرفعه للجمعية العمومية عن نجاح المؤتمر».
البيان الختامي: أهمية تبنّي طريق للتضامن العربي لمواجهة التحديات الخارجية
أكد رؤساء البرلمانات والمجالس العربية أهمية تبني طريق التضامن العربي سبيلا لمواجهة جميع التحديات الخارجية والداخلية ولتعزيز وحدة الصف العربي وتجاوز الخلافات العربية – العربية.
جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الـ 32 للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد على مدى يومين بالقاهرة تحت عنوان «التضامن العربي».
وشدد الاتحاد على أهمية الحاجة لتبادل الخبرات التشريعية والبرلمانية والتجارب الناجحة بين البرلمانات العربية وتنسيق جهود التحرك البرلماني لتوحيد الرؤى البناءة وتجاوز العقبات وصولا إلى تشكيل موقف عربي موحد تجاه أي قضية عربية أو إقليمية أو دولية.
وجدد موقفه التضامني «الراسخ» ودعمه «الدائم والمستمر» لقضية العرب المركزية والمحورية «فلسطين» إلى أن يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف بما يتوافق مع القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.
وشدد على أن تجاهل الاحتلال الإسرائيلي القرارات والشرعية الدولية والإجماع الدولي من شأنه تكريس ظواهر العنف والكراهية وزعزعة أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
وأكد الاتحاد البرلماني العربي أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس حق تاريخي اعترفت به دول العالم قاطبة مجددا رفضه وبشكل قاطع «العبث بالوضع القانوني القائم في القدس وما تمثله من رمزية بصفتها مهبط الرسالات وعاصمة الديانات».
وأعرب عن رفضه الواضح لأي «مخططات خبيثة» تهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا.
وطالب بزيادة حجم التواصل والضغط على المؤسسات الدولية لفضح النيات الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي وإعلاء الصوت العربي الرافض لممارسات الاحتلال وأعماله الاستيطانية التوسعية. وأكد في هذا الإطار تمسكه بمرجعيات القرارات الأممية ومبادرة السلام العربية باعتبارها الأساس لاستئناف أي مفاوضات سياسية تضمن المحافظة على حقوق الفلسطينيين «كاملة غير منقوصة».
على جانب آخر، دان الاتحاد استمرار الميليشيات الحوثية في التصعيد ومحاولاتها فرض سيطرتها بالقوة على المناطق اليمنية وتجاهل دعوات مجلس الأمن والمجتمع المدني، موضحا أنه «لا يمكن إحراز تقدم لإنهاء الأزمة اليمنية دون وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية ووضع حد لانتهاكاتها المتكررة ضد اليمنيين».
وفي سياق دعم الأمن القومي العربي وصيانته، دان الاتحاد بشدة أي محاولة هدفها المس بأرض وشعب وسيادة السعودية والإمارات من قبل ميليشيا الحوثي، مستنكرا في الوقت ذاته الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة التي تعرض لها البلدان.
واعتبر أن تلك الهجمات تمثل تهديدا مباشرا للسلم والأمن العربي والدولي مؤكدا دعمه الكامل لحق السعودية والإمارات في الدفاع عن سلامة أراضيهما وسيادتهما ومواطنيهما وأمنهما.
وأكد أهمية تعاون البرلمانات العربية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 لسنة 2015 الذي يحظر توريد الأسلحة للجماعة الحوثية والقرار رقم 8725 لعام 2022 الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية الذي يطالب الدول كافة بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية.
كما شدد الاتحاد على أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية لما لذلك من أثر فاعل في تقليل حدة الصراعات والنزاعات في المنطقة والعالم وفي تحقيق الأمن والسلم الدوليين، مؤكدا أهمية دعم توظيف العلوم المتقدمة في الطاقة النووية للأغراض السلمية حصرا.
وأكد التضامن العربي مع كل من مصر والسودان، مشددا على أن الأمن المائي للدولتين هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي ورفض المساس بحقوقهما في نهر النيل وفي القلب منها الحق في الحياة.
ودعا في الوقت ذاته الجانب الإثيوبي إلى التخلي عن سياساته وإجراءاته الأحادية وصولا إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم حول ملء (سد النهضة) الإثيوبي وتشغيله بالشكل الذي يعزز التنمية والاستقرار في المنطقة.
وجدد الاتحاد البرلماني العربي التأكيد على ضرورة إعادة صياغة الاستراتيجية العربية وتفعيل الديبلوماسية البرلمانية التي أثبتت جدواها وفاعليتها في ضمان التواصل بين الحكومات العربية وبرلماناتها الوطنية من أجل ترتيب الأولويات.
وأشار إلى أهمية الخروج بموقف عربي موحد وشامل وقادر على تهيئة عوامل صمود الأمة العربية ومنعتها في وجه الطامعين والمستعمرين بالإضافة إلى تعزيز دورها وحضورها الفاعل والمؤثر في المحافل الإقليمية والدولية.
ورحب بأي مبادرة عربية تجسد التضامن والتكاتف الإنسانيين في أوقات المحن والأزمات والأوبئة والكوارث بمعزل عن الاختلافات في المواقف والآراء السياسية «فنحن أمة واحدة لا يمكن لنا إلا أن نكون كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
وشدد على أن استمرار الحوار والتشاور بين الأشقاء من شأنه أن يسهم في إثراء النقاش وفي تقديم رؤية أكثر وضوحا لمختلف القضايا العربية الجوهرية وعلى رأسها قضية فلسطين وقضية اليمن إلى جانب قضية لبنان الذي «يعاني انهيارا اقتصاديا لم يسبق له مثيل» أو أي دولة عربية شقيقة أخرى خصوصا في ظل الظروف السياسية «العصيبة والمعقدة» التي يمر بها العالم أجمع ومن ضمنه المنطقة العربية.
وأشار الاتحاد إلى أهمية احتواء جميع الخلافات العربية وحلها داخل البيت العربي ومنع أي تدخلات إقليمية في هذا الشأن بما يضمن سلامة الدول العربية وأمنها وتحقيق استقرارها ونموها.
وشدد في هذا السياق على ضرورة حل الأزمة السورية والحفاظ على وحدة أراضيها وسيادتها وأمنها وضرورة تحقيق الاستقرار في السودان والإسراع بتشكيل الحكومة الليبية الوطنية «بعيدا عن كل التدخلات الخارجية» والحفاظ على سيادة الصومال ووحدة أراضيه.
المصدر : الانباء