مال وأعمال

6.4 مليارات دولار صافي مبيعات الكويتيين بالأسهم الأميركية في 11 شهراً

واصل الكويتيون بيع استثماراتهم في أسهم الشركات المدرجة بالأسواق الأميركية للشهر الثالث على التوالي خلال تعاملات نوفمبر الماضي، وهو ما يتزامن مع ارتفاع مؤشرات البورصات الأميركية الرئيسية، ويعكس عمليات جني أرباح في ظل الارتفاعات التي تشهدها الأسهم الأميركية.

وسجلت تداولات الكويتيين خلال شهر نوفمبر الماضي عمليات شرائية لأسهم الشركات الأميركية المدرجة بنحو 1.5 مليار دولار، مقابل مبيعات تخطت قيمتها 1.7 مليار دولار، ليصل صافي استثماراتهم خلال الشهر بحصيلة بيعية بقيمة 230 مليون دولار.

وعلى مدار ثلاثة أشهر خلال الفترة بين سبتمبر ونوفمبر من العام الماضي، سجلت تداولات الكويتيين صافي استثمار بحصيلة بيعية بلغت 943 مليون دولار، وأصبح إجمالي التخارجات الكويتية من الأسهم الأميركية إلى نحو 6.4 مليار دولار بالفترة بين يناير ونوفمبر ٢٠٢٠، حيث يتم التخارج في ظل حالة الفورة التي تشهدها الأسهم منذ بداية العام الماضي.

وهو ما يؤشر الى أن الصناديق الكويتية لا ترى فرصا في الارتفاعات الكبيرة أو أنها تسيل الأسهم لاحتياجات محلية أو هي تعيد بناء مراكزها مع التغييرات السريعة في الأسواق الأميركية، وكانت أعلى قيمة مبيعاتهم سجلت خلال شهر أبريل الماضي عندما بلغت 8.7 مليارات دولار، والتي تزامنت مع ارتدادة قوية شهدتها الأسهم الأميركية، بعدما انخفضت بشدة في مارس من العام نفسه.

جني أرباح وبناء مراكز

وتتزامن الحصيلة البيعية لصافي استثمارات الكويتيين خلال شهر نوفمبر الماضي مع ارتفاعات كبيرة للأسهم الأميركية، حيث سجلت مؤشرات بورصاتها الثلاثة ارتفاعات برقمين، بعدما ارتفع مؤشر «داو جونز» للأسهم الصناعية بنسبة 11.8% خلال تعاملات الشهر، يليه مؤشر «ناسداك» لأسهم شركات التكنولوجيا بنفس النسبة تقريبا، فيما ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» للأسهم القيادية بنحو 10.75% لتسجل ارتفاعات شهرية بين الأقوى خلال الفترة الماضية.

وتتشابه تداولات الكويتيين في الربع الأخير من العام مع الأعوام السابقة، حيث مالت للبيع لتعود للشراء مرة أخرى مع بداية العام الجديد، وهو ما حدث تقريبا في العامين 2018 -2019، في إشارة إلى ما يعرف بإعادة بناء المراكز الاستثمارية قبل إغلاق السنة المالية، والتي يلجأ إليها بعض مديري الصناديق الاستثمارية الكبرى في حالة تحقيق أرباح، بما ينعكس على الأداء السنوي لمحافظهم ويوفر السيولة الكافية لنجاح استراتيجيتهم الاستثمارية في العام الجديد.

مبيعات سيادية

وعلى صعيد أدوات الدخل الثابت اتجهت الكويت إلى خفض حيازتها من سندات الخزانة الأميركية خلال نفس الشهر بنحو مليار دولار بالتزامن مع ارتفاع في العائد على السندات خلال الشهر، حيث وصل لعائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات خلال نوفمبر إلى نحو 0.7%، مقارنة بمستويات تراوحت بين 0.48 – 0.6% خلال شهر أكتوبر.

وكانت الكويت قد زادت حيازتها من السندات الأميركية خلال شهر أكتوبر بنحو 500 مليون دولار بالتزامن مع انخفاض العائد لتعود إلى البيع بمليار دولار بعد الارتفاع.

ولكن تلك المبيعات فاتتها ارتفاعات أكبر حيث وصل العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات مع نهاية يناير من العام الجديد إلى نحو 1.1%، مما قد يؤشر الى عمليات التسييل قد يكون لاحتياجات أخرى.

وتنوع الكويت حيازتها ما بين سندات قصيرة الأجل بقيمة 13.51 مليار دولار، فيما تبقى النسبة الأكبر من السندات طويلة الأجل بقيمة 32.56 مليار دولار.

تباين خليجي

ومع اتجاه الاستثمارات الكويتية إلى البيع، كانت الاستثمارات الإماراتية تتجه إلى مراكمة محافظها بأسهم الشركات الأميركية، بعدما تخطت مشترياتها 8 مليارات دولار مقابل مبيعات لامست 3 مليارات دولار، لتسجل صافي استثمارات خلال نوفمبر بحصيلة شرائية تخطت 5 مليارات دولار، فيما قد غلبت على استثماراتها تسجيل صافي استثماري بحصيلة بيعية خلال الأشهر السابقة بدءا من أغسطس الماضي.

وعلى الجانب الآخر، ساد الهدوء تداولات الاستثمارات السعودية التي مالت للبيع ولكن بنحو 28 مليون دولار فقط خلال تعاملات نوفمبر، لتواصل تسجيل صافي استثمار بيعي للشهر الثاني على التوالي.

لماذا ينجذب الكويتيون للأسهم الأميركية؟!

هناك جاذبية عالية لتداول الأسهم الأميركية من قبل فئات عديدة من المستثمرين الكويتيين، والسبب غالبا يأتي نتيجة الارتفاعات الحادة، التي نراها في الأسهم الأميركية بين الحين والآخر، سواء على مستوى السوق ككل أو في شركات وقطاعات محددة.

من بين أبرز الأسباب التي تدفع المستثمرين الكويتيين للاستثمار في أسواق الأسهم الأميركية، الفارق الكبير بين العائد السنوي على الاستثمار بالأسهم الأميركية والأسهم المحلية، بالإضافة الى توافر وسائل استثمارية وتحوط عالية في الأسواق الأميركية من خلال البيع على المكشوف وعقود الخيارات والعقود المستقبلية وصناديق الاستثمار المتداولة بأنواع عديدة وباستخدام رافعات مالية عالية.

وكغيرها من الأسواق، تشهد الأسهم الأميركية تذبذبا بين الحين والآخر، ولكن تبقى الارتفاعات الكبيرة لبعض الشركات الأميركية، هي عامل الجذب الأكبر للمستثمرين الكويتيين للأسهم الأميركية، حيث يمكنهم تحقيق أرباح وعوائد جيدة من الاستثمار بها.

المصدر: الأنباء الكويتية

إغلاق
إغلاق