الفن
«الأمومة» في الفن.. قدرات هائلة

لأمومة ليست بالشيء السهل أو الدور العادي، كم تغنوا بها وأسموها بـ «ست الحبايب»، وأبدعت الراحلة فايزة أحمد بتوصيل معاني هذه المفردة بأدائها وإحساسها المرهف الحنون والتي اصبحت تلك الاغنية اسطورة تغنى في كل سنة مع مناسبة عيد الام، أما عن الواقع فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، وهي من تكون الجنان تحت أقدامها، فأي قوة بتلك المعاني للأم والأمومة انها لا تعد ولا تحصى في عطايا الام كثيرة وتعبها وسهرها، ناهيك عن المبادئ التي تعلمها لأبنائها طيلة سنوات حياة ابنها او ابنتها ومراحل نموه، ولكن في دور السينما وامام شاشات التلفاز، كم ام نرى في عمق المشاعر التي تمتلكها وكمية الحنان التي تنصب من خلال حوارها الدافئ، واثبتت ايضا نجمات كبارا لهن تاريخهن ولهن مشوارهن الفني الثري جسدن ادوارا لها اثر في قلوب المشاهد طيلة سنوات عمرهن، ولو ان بعضهن لم يرزقن بابن او ابنة ولكنهن مفعمات بمشاعر الامومة الصادقة، وكنا ونحن نشاهدهن من خلال الشاشة الفضية نهمس في انفسنا «ريتنا نراهن مع اولادهن».
فلو اردنا تسليط الضوء على ادوار الامومة التي نشاهدها في المجال الفني من خلال شاشة التلفزيون والسينما لوجدنا ان هناك العديد من الفنانات اللواتي جسدن ادوار الام يمتلكن قدرات فنية هائلة، فعندما نذهب الى القاهرة نجدها ولادة لنجمات قديرات مثل عذراء السينما المصرية الراحلة امينة رزق، رغم انها لم تتزوج ولم تحس باحساس الامومة الحقيقي، الا انها كانت تجسد الدور بمشاعر خالصة وحنان يملأ عيناها بشكل غير اعتيادي وصفة الصبر اللامتناهي، فهي من لقبت بـ«ام السينما المصرية»، فهي ابدعت في تأدية هذا الدور وخصوصا في فيلم «غضب الوالدين».
اما الراحلة كريمة مختار التي عاشت من خلال الشاشة احساس الامومة في سن مبكرة، فجسدت دور الام وقدمته بحس عال مع ان من يقوم بدور ابنائها في ذلك الحين كانوا يقتربون من عمرها آنذاك.
ومن اشهر ادوار مختار الدور الذي جسدته في فيلم «وبالوالدين احسانا»، وايضا دورها في مسلسل «يتربى بعزو» عندما جسدت دور «ماما نونة» مع النجم يحيى الفخراني.
ومن الفنانات اللواتي قدمن ادوار الام القديرة عفاف شعيب التي اجادت في دورها بالعمل الدرامي المهم في مشوارها الدرامي وذلك في مسلسل «مسلسل الشهد والدموع» التي قدمت فيه دورا لا يمكن تكراره في مشوارها الفني الطويل وذلك لكمية الاحساس الكبيرة التي نشعرها نحن كمشاهدين ونحن نتابع ابداعاتها.
وهناك ايضا في الدراما السورية فنانات قدمن ادوار الامومة بشكل مؤثر، منهن القديرة منى واصف التي تثير الشجن لي والقريبة مني دائما وابدا، والتي في كل مرة ارى بها ملامح من ملامح وتصرفات جدتي حين تكون حازمة ولكن بكل حنان، لأنها تعطيك احساس الامومة دون ان تتكلم، ورقة صوتها الحنون الدافئ الذي يمتلك حب من يسمعها دون استئذان لما له من تأثير قوي وشجن عال رغم ان ملامحها قوية، وادت ادوار الام الحازمة الصارمة، الا انها في مسلسل «الهيبة» كانت صارمة لتسند ابنها وتقويه بحب كبير.
وايضا في الدراما السورية هناك الراحلة نجاح حفيظ التي استخدمت كل طاقاتها لتجسد دور الام والمرأة في المجتمع العربي، اذ هي الزوجة المغلوب على امرها والام التي تحاول مرارا الحفاظ على اولادها والحفاظ على ان تبقى الكلمة الاولى والاخيرة للأب مهما كانت الظروف.
وفي وسطنا الفني المحلي لابد ان نشير الى من اجتهدن ونجحن في ادوار الام ومنهن «سيدة الشاشة الخليجية» القديرة حياة الفهد التي اذا اجهشت بالبكاء على ضناها تعصر قلبك وانت تراها وتندمج معاها ويتأثر معاها المشاهد دون ان يشعر بدموعه تهطل، فهي لا تمثل بل تعيش الشخصية بكل اتقان وحرفية وتفان، حتى في ادوارها الكوميدية تجسد دور تعلقها بابنائها بكل حنان وخوف وذلك مثلما شاهدناها في مسلسل «خالتي قماشة» صدق احساسها لا يختلف عليه احد، فهي منفردة بذلك، حتى انك تستشعره وتلمسه من خلال اداء ام سوزان، الله يطول بعمرك يا ماما حياة.
اما «سندريلا الشاشة الخليجية» سعاد عبدالله فهي اثرت مكتبة الاذاعة والتلفزيون في ادوار الامومة، والتي امتزجت بالطابع التعليمي وتقديم الرسائل الهادفة من خلال اعمالها الدرامية القوية المتينة التي لاتزال تعلمنا من خلالها، فهي مدرسة نتعلم كنا ومازلنا منها، ربي يطولنا بعمرك يا أم طلال ماما سعاد.
المصدر: الأنباء الكويتية