مقالات وكتاب
وقف الهدر، قبل الاقتراض ،او العبث بصندوق الأجيال .. لتغطية ( مؤقتة ) للعجز
فيصل الزامل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأخرت جهود مواجهة عجز الموازنة لسنوات ، و اليوم صارت المواجهة حتمية و ليست اختيارية ، وهي لن تحقق هدفها بالإلتفاف حول المعالجة الحقيقية ، كالذي ينظف السجاد بوضع التراب تحته ، بل لا بد من وقف الهدر المالي بكل أشكاله ، و منه :-
– كودار مصطنعة خارج نظام الخدمة المدنية المعتمد للجميع بشكل عادل ، يوم أن جعل السيرك السياسي الموظف (س) يأخذ ضعف راتب الموظف (ص) المطابق له في كل شيء، الشهادات والخبرة و طبيعة العمل ، لأن واضعي الكادر حددوا تاريخ البداية ليدخل هذا .. و يستبعد ذاك!
– ( اقتراح برغبة ) الذي أفرز هبات مالية تحقق لنائب (…) العودة الى كرسيه على حساب الموازنة .
– الفساد الذي تغلغل ، و عشعش ، لا تزال مواجهته بطيئة رغم البداية الطيبة لهذا العهد ، و هاهو ملف تجار الاقامات ..يمثل اختبارا لجدية و قوة المكافحة .
– ان اقتراح (استرجاع) ما تحقق لصندوق الأجيال بين 2012 -2015 بسبب زيادة الاستقطاع من 10% الى 25% من ايرادات النفط هو اقتراح غير عادل ، و للتوضيح، فإن زيادات الرواتب التي تمت في القطاع النفطي بفترة ارتفاع سعر البرميل الى 100دولار ، و التي قال عنها حينها شخص ما في هذا القطاع ( نحن شركاء في هذه الزيادة ) .. فسال لعاب البقية ولم يتحرك شخص حكيم في سدة القرار ليربط الزيادة (الجائرة) باسترجاع الدولة لها، اذا انخفض سعر البرميل الى 20 دولار ، على قاعدة الغنم بالغرم !
هذا مجرد مثال، و هو ينطبق على بقية الهبات الجائرة في. قطاعات أخرى.
يا سادة يا كرام ،،
لنرجع الى المنطق و العقل ، فأي اقتراض ،أو عبث بصندوق الأجيال لتغطية الهدر هو جنون، و عمر هذا الجنون هو سنة او سنتين ، و قد تعلمنا في مادة الادارة المالية بالجامعة أن السيولة الداخلة الى السوق ستتجه فورا نحو أسعار السلع، و ترفعها بقدر ما تدفعه الدولة والبنوك و شركات التمويل ، فالأرض التي كانت بسعر 60 ألف عام 1997 تحولت في نفس السنة الى 90 ألف بمجرد أن تمت زيادة القرض السكني من 54 أل الى 70 ألف ، و لم يستلم المواطن من تلك الزيادة شيئا ، شفطها سوق العقار بل تجاوز الزيادة مرتين و ثلاثة ، و صار الشباب يقترضون لاطعام السوق .. الشره ، و السبب ..هي تلك التصرفات الغير عقلانية .. التي قال عن احدها موظف مصرفي يتقاضى راتبا ضخما جدا ، قال ( يا جماعة، أنا…
يصرفون لي دعم من جهاز هيكلة العمالة ؟ هذا الدعم مفروض لصالح شاب يصارع ليقف على رجله في سوق العمل .. شلون ؟ تعرفون شنو الرد اللي وصلني ؟.. هذا قانون .. لك و لغيرك ).
يا سادة .. اليوم.. يوم العقل ،
أيهما أفضل لنا
( الدولة التي تقترض لتصرف بجنون الى أن تتوقف نهائيا عن سداد الرواتب أيا كان حجم راتب هذا و ذاك من الموظفين )
أم
( الدولة الحازمة ، التي تراجع أشكال الهدر ، و تسد الخروم ، قبل أن تملأ الخزان )؟
خذ موضوع تجارة الاقامات ، يقول لي شخص تقاعد من القطاع الأمني ( أسست شركة استشارات أمنية انا و زوجتي ، لتقديم خبراتي .. الخ ، في وزارة الشؤن أخبروني أنني أستطيع استقدام ثلاثين شخص، اقامات .. تحت مسميات .. كذا .. وكذا ، قلت لهم ، لا أحتاج كل هذه المسميات ، قالوا نوعية الرخصة اللي حصلت عليها تتيح لك ..إنت خاسر شيء .
ثم علق على هذه المسألة قائلا .. (.ياجماعة .. هل احنا في بلد مجانين ، شلون ما تصير تجارة اقامات ، و يكون في ناس بلا عمل ، و يضطرون لبيع الممنوعات و ممارسة كل شيء .. ليسددوا لهذا الكفيل ؟ ).
نعم ،
انتهي وقت الجنون ، و فرضت علينا الأحداث ( غصب) أن نمارس الحزم ، بل و العقلانية ، فهناك المئات.. اليوم.. الذين تنازلوا عن رواتبهم لدى شركات او غيرها ، لوجود بديل تقاعدي ، أو دعم عمالة .. حتى تستمر تلك الجهات و لا تسقط ، و هناك أصحاب عمارات خفضوا الأيجارات طواعية .
أهم من ذلك كله ، و على المدى الطويل ، فإن أسعار السلع ( التي بالغ السوق في رفعها)… ستعود الى حجمها الحقيقي ، ما يعني زيادة (قيمة) ، و قوة مرتبات الجميع حتى بعد التخفيض .
وأما الأخوة النواب ، فإن الفئة التي تشعر بمسؤلية وطنية منهم ، و هي كبيرة، ستملك الشجاعة لدعم جهود تصب على المدى الطويل في ( جيب المواطن ) و لن تشعر بالجبن .. و تسقي الناس الوهم .. الى أن تتوقف رواتبهم نهائيا ..
و لات ساعة مندم .