مال وأعمال
10 ملايين دينار لتسويق التنمية إعلامياً .. والنتيجة «لا شيء يذكر»!

تفاعلا مع افتتاحية القبس في عددها الصادر بتاريخ 17 ديسمبر الحالي التي جاءت تحت عنوان «وسائل الإعلام الكيان الأقوى»، كشفت مصادر معنية أن الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط صرفت مبالغ تصل الى 10 ملايين دينار كويتي خلال السنوات الخمسة الماضية، وذلك لتسويق الخطة الإنمائية الثانية، دون تحقيق أي قيمة مضافة للدولة، وفقا لمصادر معنية بمتابعة الإنجاز.
يّنت المصادر المطلعة ان مبلغ 10 ملايين دينار من شأنه التسويق لمشروع دولة بكل جوانبه سواء في الداخل أو الخارج، وليس لتسويق عدد من المشاريع التنموية التي تعاني من التعثر ولم يتحقق منها سوى مشروعات تعد على أصابع اليد الواحدة طوال السنوات الماضية، مدللة على ذلك بتصريحات قبل أيام أتت على لسان امين عام الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط ان نسبة انجاز المشروعات التنموية خلال النصف الأول من العام 2019 – 2020 بلغ %2 فقط!
وسألت المصادر عن مصير الملايين العشرة، التي تبخرت خلال السنوات الخمسة الماضية دون تحقيق اهداف مشروع تسويق الخطة الإنمائية الثانية؟ وعلى ماذا صرفت، خصوصا ان غالبية لقاءات واعلانات الخطة التنموية تتم بالمجان، سواء من قبل تلفزيون وإذاعة الدولة بكل قنواتهما، او الصحف المحلية التي تقوم بعمل تغطيات للمؤتمرات الصحافية وورش العمل بالمجان لمشاريع الدولة، أو حتى قنوات القطاع الخاص.
كما ان الراصد للرأي المحلي يجد ان المواطنين لايعلمون الكثير عن ماهية خطة التنمية، وكل انطباعاتهم انها خطط دائما ما تنتهي بالفشل وضعف الإنجاز أو تأخرها أو سوء تنفيذها.
وأفادت ان هذا المبلغ الضخم نسيباً لو تم تسخيره لاستقطاب احدى الشركات العالمية في التسويق لقامت بعمل محترف يسوق خطة التنمية بطريقة مقنعة تصل الى كل شرائح المجتمع داخليا، وكذلك خارجيا.
على ذات صلة، كشفت المصادر ذاتها أنه بحسب موقع «كويت 2035» الخاص بعرض منجزات مشاريع الدولة التنموية، نشر الموقع ان الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط اعتمدت مشروعاً جديداً بقيمة 20.5 مليون دينار، ويمتد تنفيذه إلى عام 2025، حيث يهدف الى تسويق مشروعات الخطة الإنمائية.
والسؤال الذي يتبادر الى ذهن الجميع: هل هذا المبلغ الضخم سيجري استخدامه لتسويق الخطة الإنمائية الثالثة فقط؟ ام انه مبلغ مخصص لمشروع سابق تم تجديده، وتغيير تواريخ انجازه مثل عدد كبير من المشاريع التي تنتهى من دون تنفيذ ومن ثم يتم تغيير وتمديد تواريخ انجازها؟
وبينت المصادر ان ذكر موقع حكومي لمبلغ 20.5 مليون دينار، مخصص لتسويق خطة إنمائية، من دون وجود شفافية تشرح ماهية هذا الرقم، يتنافى مع الشفافية التي تدعي بعض الجهات الحكومية انها تتحلى بها.
واستغربت كيف أن المجلس الأعلى للتخطيط الذي يتمتع بعضوية رجالات اقتصادية جليلة وافق على اعتماد هذا المبلغ الضخم الذي يعادل 67 مليون دولار لتسويق مشاريع تعاني ما تعانيه من تعثر؟ على اعتبار ان مثل تلك المشاريع يجب ان يجري اخذ موافقة المجلس الأعلى لإدراجها في الخطة الانمائية، مؤكدة ان تسويق اكتتاب أرامكو في جميع أسواق العالم ونجاح المملكة العربية السعودية الباهر في الترويج للشركة محليا وعالميا في كل وسائل الاعلام التقلدية والحديثة قد لا يكونان كلفا المملكة السعودية مبلغاً يساوى قيمة ما تريده الأمانة العامة للتخطيط لتسويق مشاريع على المستوى المحلي.
هذا، وحصلنا على مسودة مشروع «الدعم الإعلامي للخطة الإنمائية»، حيث اتت اهداف المشروع بصياغة انشائية، بخلاف الأهداف السطحية والمتكررة، هذا وتعترف الأمانة العامة للتخطيط بان هذا المشروع لن يوفر أي فرصة عمل لمواطن كويتي واحد.
وفي ما يلي نص موجز لمشروع الدعم الإعلامي للخطة الإنمائية
هو مشروع للدعم الإعلامي للخطة الإنمائية والخطط المنبثقة منها، ونشر الثقافة التنموية والوعي الإعلامي بركائز الخطة وتسويقها برلمانيا وشعبيا، والسعي إلى مشاركة المواطنين في التنمية عن طريق تكثيف البرامج التلفزيونية والاذاعية المتخصصة بالتنمية وانتاج برامج وأفلام وفلاشات تنموية داعمة للمشاريع الاستراتيجية والتنموية للدولة، وعمل بحوث ودراسات تسويقية، والتسويق في جميع الطرق الإعلانية للوصول إلى أوسع شريحة ممكنة داخل الكويت وخارجها، وزيادة نسبة الوعي والرضا عن مخرجات الخطة الإنمائية لدى الجمهور.
خلق حالة من الثقة بالأداء المؤسسي
تذكر مسودة مشروع الدعم الإعلامي للخطة الإنمائية ان الخدمات التي يهدف إليها هي «الاستفادة الايجابية من طاقات الافراد والمجتمع في مسيرة التنمية، ودعم القرار الحكومي للمشاريع التنموية وخلق حالة من الثقة بالاداء المؤسسي.. وورد كل ذلك من دون تفسير علمي لكيفية خلق هذه الثقة في الناس.
أهداف المشروع:
– تكريس الفهم الكامل لخطة التنمية ومرتكزاتها وتسويقها برلمانيا وشعبيا.
– زيادة نسبة مستمعي اذاعة دولة الكويت بنسبة %15.
– تكثيف وتنويع البرامج التلفزيونية والاذاعية التنموية المتخصصة للوصول الى أوسع شريحة ممكنة داخل الكويت وخارجها.
– دعم الخطة الإنمائية والخطط المنبثقة منها.
– نشر الثقافة التنموية وتشجيع العاملين في الخطة للمساهمة في إنجازها.
– السعي إلى مشاركة المواطنين في التنمية.
– إقامة مؤتمرات وورش عمل خاصة بالخطط.
– إقامة معرض خاص بالخطة.
– إعلان في الشوارع والأماكن العامة وعبر شاشات السينما وعبر حافلات النقل العام.
– الإعلان عبر وسائل الإعلام الجديدة.
فكر « غوبلز» حاضر
سأل مصدر عن هدف الأمانة العامة للتخطيط من زيادة نسبة مستمعي اذاعة دولة الكويت بنسبة %15 في ظل التطور التكنولوجي ووجود وسائل التواصل الاجتماعي.. قائلا: يبدو ان من قام بكتابة الأهداف متأثر جدا بوزير الدعاية الألماني الشهير جوزيف غوبلز الذي استخدم الإذاعة بشكل كبير لاهداف {بروباغندا} لا أكثر.
(القبس)