مقالات وكتاب
سعادة إسماعيل بك الظرمه لي
سعادة إسماعيل بك الظرمه لي
( قبل 1215 – بعد 1255هـ = 1800 – 1839م )
( واقف في مجال العمل الخيري )
جمع و إعداد : د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي الامين العام السابق للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت
نشرع بإذن الله في أيام الخميس الخمسة من شهر أغسطس لهذا العام 2019م التعريف ببعض أعلام الوقف في سوريا مع الأخذ بالاعتبار أن التصنيف الجغرافي المعتمد في معجم تراجم أعلام الوقف لا ينطبق بالضرورة على التصنيف التاريخي ، وعلى سبيل المثال : تم تصنيف المماليك في حقبة تاريخية واحدة على أكثر من دولة كمصر والشام حسب الإقامة والإسهام الوقفي للشخصية المعنية بالتوثيق ، ومثال آخر : تم تصنيف العديد من الشخصيات التاريخية حسب الواقع الجغرافي الحالي بغض النظر عن نشوء الدول الحديثة بأنظمتها السياسية المتنوعة :
سعادة إسماعيل بك الظرمه لي
( قبل 1215 – بعد 1255هـ = 1800 – 1839م )
( واقف في مجال العمل الخيري )
هو: إسماعيل بن محمد علي الظرمه لي، لم تذكر المصادر المتاحة عن سيرته أي معلومة موثقة عن مولده أو وفاته أو موطنه الأصلي أو كيفية تعليمه وأساتذته بشكل دقيق، ومن ثم فإن سيرته الشخصية مجهولة، سوى من بعض الوظائف التي تقلدها وما أوقفه من خير، ولعل أبرزها تعيينه من قِبل إبراهيم باشا بن محمد علي باشا عام 1832م حكمداراً ( حاكم ) على مدينة حلب في سوريا.
إسهاماته في مجال الوقف والعمل الخيري:
أحيى في عام 1255هـ الموافق لعام 1839م أرضاً كانت مسجداً يدعى “مسجد زين العابدين” قد دُمر واندثر، فأنشأ في هذه الأرض “المسجد والمدرسة الإسماعيلية”، وكانت المدرسة تضمُ غُرفاً لطلبة العلم ولأحد المدرسين، وقد أوقف عليها مزرعته وعدة بساتين وأرض “المغاير” مع أراض أخرى، وكلها في قرية تُسّمىَ “خانتومان”، كما أوقف عليها زيتوناً في قرية “أرمناز”، فضلاً عن بستان “القّبار”، مع دار كانت في أوقاف نصوح باشا عظم زاده تقع في شمال حلب، بالإضافة إلى أوقاف أخرى؛ منها طاحوناً في قرية “الشيخ أحمد”، وطاحون هواء خلف جبل “الخناقية”، مع تسعة دكاكين يضاف إليها دار في حلب. كما أوقف على المدرسة المذكورة خمسين كتاباً في العلوم المختلفة باللغات العربية، والتركية، والفارسية. وقد أصبحت أوقاف المدرسة الإسماعيلية تحت إدارة دائرة الأوقاف العامة عام 1921م، والتي تكفلت بدفع رواتب الطلبة والمدرسين. وكان المذهب الحنفي هو السائد حتى عام 1921م، حيث قام مدير أوقاف حلب يحيى الكيّالي بتنظيم دروسها وجعلها مرتبطة بالمدرسة الخسرويةً ( نسبة إلى خسرو باشا )، وقد استمر عطاؤها إلى عام 1949م، حين توحدت المدارس الشرعية في أنحاء حلب في مدرستين اثنتين فقط، هما: المدرسة الخسروية، والمدرسة الشعبانية. وقد وضع المترجم له بعض الشروط لأوقافه، منها: صرف ريع أوقافه على فقراء مكة والمدينة المنورة مناصفة، وفي حال تعذر ذلك يتم صرفها على فقراء حلب، وما زاد يتم به تعمير وترميم المسجد والمدرسة، وما زاد عن ذلك يصرف على القائمين على المسجد والمدرسة وطلاب العلم.
الوفاة:
لم تذكر المصادر المتاحة أي معلومة موثقة عن تاريخ وفاة إسماعيل بك الظرمه لي، لذا فإنه من المرجح أن يكون بعد تاريخ إنشائه للمسجد والمدرسة في عام 1255هـ الموافق 1839م. رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وجعل أعماله في ميزان حسناته.
المصادر
1- عبد الرحمن فرفور، وقفية المسجد والمدرسة الإسماعيلية، في ندوة أهمية الأوقاف الإسلامية في عالم اليوم، عمّان، المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، 1996، ص290-310.
2- كامل بن حسين بن محمد البالي الحلبي الغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب، حلب، المطبعة المارونية، 1923، ص138.
3- محمد راغب الطبّاخ، أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، حلب، المطبعة العلمية، 1926، ج3، ص434-436.
المرجع :
معجم تراجم أعلام الوقف ج1
إصدار الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت