علوم شرعية وفتاوي
العلماء: نصرة الأقصى واجبة على المسلمين وسيبقى وقفاً إلى يوم القيامة
أكد عدد من علماء الكويت حرمة التفريط في المسجد الأقصى وما حوله.
وشددوا على انه ليس من حق أحد ان يتصرف في أرض فلسطين لا بيعا ولا تقسيما ولا تنازلا ولا تخاذلا ولا غلبة.
في البداية، يؤكد د.خالد المذكور ان الأقصى وما حوله لا يجوز التفريط فيه لا بيعا ولا تقسيما ولا تنازلا ولا تخاذلا ولا غلبة.
ويضيف الشيخ د.ناظم المسباح، القدس لها ما لها من مكانة في قلوب ونفوس المسلمين، فقد كانت أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ووردت نصوص في الكتاب العزيز وفي السنة النبوية عن مكانتها، فقال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير).
وأوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بشد الرحال إليها بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، ومن قال لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأسلم لرب العالمين لا يستطيع أن ينفك من هذه المقدسات، مؤكدا انه لا يجوز التفريط في القدس فهي أرض الإسلام والمسجد الأقصى وصفه الله سبحانه وتعالى في هذه البقعة من الأرض بـ «المباركة» في أكثر من موضع في كتابه العزيز.
ولفت إلى ان الأمة الإسلامية الآن تمر بحالات من الضعف ولابد أن يأتي اليوم الذي يرفع الله عنها هذا الضعف ويجمع الكلمة ويوحد الصفوف وتعود هذه المقدسات لأمة الإسلام، فلا يجوز ان نتوانى في حماية الأقصى وواجبنا كبير تجاه القدس والأقصى بأن نعمل بكل ما نستطيع لنصرته شرعيا وماليا وإعلاميا.
ويضيف د.محمد الحمود النجدي قائلا: القدس لها مكانة لا تنكر في الدين الإسلامي منذ بداية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجه بصلاته الى المسجد الأقصى المبارك الذي هو قبلة الأنبياء ومهبط الوحي، وقد كان العرب وقتها على بقايا الحنيفية السمحة شريعة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وقد تأكدت هذه القدسية في قلوب المسلمين وترسّخت بعد حادثة الإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى المبارك، وإمامة النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء والمرسلين، وقد نزل في هذه الحادثة قول الله تبارك وتعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) الإسراء ـ 1.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يربط المسلمين بالمسجد الأقصى ربطا شرعيا من خلال توجيههم للصلاة فيه وذكر فضائله، والدعوة لإعماره، فالمسجد الأقصى هو ثاني المساجد بناء بعد المسجد الحرام، روى البخاري من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أيُّ المساجد وضع في الأرض أولا؟ قال: (المسجد الحرام)، قلت: ثم أي؟ قال: (المسجد الأقصى). قلت كم بينهما؟ قال: (أربعون سنة).
فالمسجد الأقصى متقدم على غيره من المساجد، وهو ثاني بقعة ظهرت فيها معالم العبودية لله تعالى، لذلك فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على زيارة المسجد الأقصى المبارك وشد الرحال إليه، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى»، متفق عليه.
وفيه دلالة على توجيه المسلمين الى زيارة المسجد الأقصى وقصده بالزيارة حتى يظل عامرا حيا بالمسلمين.
وقد قال علماؤنا: لن ينجح العرب في استرداد فلسطين باسم العروبة أبدا، بل لا يمكن ان يستردوها إلا باسم الإسلام على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، كما قال تعالى: (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين)، الأعراف: 128، ومهما حاول العرب بغير هذا السبيل فإنهم لن يفلحوا أبدا مهما ملؤوا الدنيا من الأقوال والاحتجاجات والله وحده الهادي الى الحق والصواب.
ويؤكد د.بسام الشطي ان الكويت من أكثر الدول المانحة للمساعدات بكل أنواعها من أموال ومشاركة في التعليم وإنشاء المدارس وكفالة الطلاب وصيانة المسجد الأقصى للشعب الفلسطيني على مدى 60 عاما، فهي قضيتنا منذ زمن وليس من اليوم ويتهم البعض ان دول الخليج ليست مهتمة بالمسجد الأقصى، وهذا اتهام باطل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم»، فالاهتمام بقضاياها ومقدساتهم ومد يد العون لهم سمة لأهل الكويت، لافتا الى ان القدس لا تفريط فيها والمسجد الأقصى من مقدسات المسلمين وسيبقى الى يوم القيامة قدسا ووقفا للمسلمين ولا تنازل ولا تفريط في القدس والمسجد الأقصى.
من جهته، قال د.سعد العنزي: الأقصى هي القضية الأولى والمركزية للعالم الإسلامي ولن ترضى الأمة الإسلامية إلا بتحريرها من الصهاينة المحتلين، ومن يدعي غير ذلك ففي عقله خبل ومنهجه متصهين، وهو من الإسلام أبعد. وأكد د.العنزي ان المسجد الأقصى قبلة المسلمين في الماضي وعشق المسلمين في الحاضر ومنهج تحريرها قائم ولا تزال الأمة تسعى لإنقاذها، فنسأل الله تعالى ان يفك أسر الأقصى من براثن المغتصبين ويرحم شهداء الأقصى من المسلمين.
وأضــاف د.مـطـلــق الجاسر، أشيد بموقف بلدنا الحبيب الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب المعتدي، بدءا من صاحب السمو الأمير ومرورا بمجلس الوزراء ومجلس الأمة والشعب الكريم، طهر الله المسجد الأقصى من دنس الصهاينة الغاصبين.
وأكد الباحث الإسلامي والإعلامي حمد المري انه ليس المسجد الأقصى وحده حق للمسلمين ولا يجوز التفريط فيه، بل جميع أرض فلسطين الخالدة هي ملك وحق للشعب الفلسطيني وللعرب ولا يحق التنازل عن شبر منها تحت أي ظرف من الظروف، أسأل الله ان يرد كيد اليهود ومن يؤيدهم في نحورهم.
(الأنباء)