مقالات وكتاب
أحد كبار نظار الوقف في إرتيريا الشيخ إبراهيم المختار
وقفة الخميس مع الوقف :
أحد كبار نظار الوقف في إرتيريا :
الشيخ إبراهيم المختار
(1326 – 1384هـ = 1909 – 1965م)
هو : إبراهيم المختار بن أحمد عمر، المولود عام 1326هـ الموافق لعام 1909م في مكان يطل على البحر الأحمر في شرق إرتيريا، على بعد حوالي 30 كيلو متراً من مرسى “إرافلي”. نشأ في بيت والده الشيخ أحمد عمر الذي تلقى تعليمه في بلده وأتمه في الحجاز، وكان من العلماء المشهود لهم بالزهد والورع، فقد عُرض عليه تولي القضاء مرتين فرفض، وفي هذا الجو العلمي نال إبراهيم المختار تعليمه من والده، فحفظ القرآن الكريم على يديه، وأخذ عنه مبادئ العلوم الشرعية، وعلوم اللغة، والأدب وغيرها.
توفيت والدته وهو في سن العاشرة، وكان له ستة إخوة، وبقي إلى جوار أبيه الكبير في السن يرعاه حتى وافته المنية في 1 من يناير 1924م. وبعد وفاة والده بنحو عام، وتحديداً في 21 من ديسمبر 1924م، سافر إلى السودان في رحلته الأولى لطلب العلم، وأقام في مدينة “كسلا” فترة، ثم اتجه إلى “أم درمان” في 6 من مارس 1925م، وهناك انتسب إلى معهد أم درمان بعد أن تكفل أحد التجار بنفقته، حيث درس مدة عامين فيه، ولم يكتف بدروس المعهد فقط، وإنما اجتهد في تحصيل العلم خارجه، وخاصة على يد الشيخ القوصي الحنفي. وكانت رحلته الثانية إلى مصر التي وصلها يوم 26 من أغسطس 1926م، حيث كان يرغب في استكمال دراسته في الأزهر الشريف، وفي هذه الفترة اجتهد في طلب العلم، فكان كثير التردد على المكتبات: كدار الكتب المصرية، والمكتبة التيمورية، ومكتبة السيد عمر مكرم، ومكتبة قولة، ومكتبة الشنقيطي، ومكتبة أحمد زكي باشا، ومكتبة مصطفى كامل باشا، ومكتبة الأزهر، ومكتبة رواق الأتراك والمغاربة، وقد أمكن له من خلال تردده على هذه المكتبات أن يطَّلع على مخطوطات نادرة، وموسوعات فريدة، مما كان له أكبر الأثر في تكوينه الثقافي، وفي هذه الفترة التحق بالمدرسة الإيطالية في بولاق لتعلم اللغة الإيطالية، ثم التحق بمدرسة تحسين الخطوط الملكية، وحصل على الشهادة العالمية النهائية من الأزهر في 10 من أغسطس 1937م، وبعد حصوله على الشهادة العالمية تخصص في الفقه والأصول، حيث أتم دراسته في ثلاث سنوات، تخرج بعدها من الأزهر الشريف.
وفي فترة التخصص جمع الشيخ إبراهيم المختار بين الدراسة والعمل، وقد عمل في عدة مجالات كالتدريس، والمحاماة الشرعية، كذلك عمل مصححاً في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وغيرها من المكتبات، كما عمل بالتحقيق والتأليف، وصنف سبعة عشر كتاباً في الفقه والتاريخ القومي لإرتيريا، منها: الدرة البهية في حل الرموز الفقهية، ومفيد المفتي والسائل إلى مختلف المسائل، ولفت النظر إلى علماء الإسلام في إرتريا والحبشة، وإزالة الغواشي عن أخبار النجاشي، كما أن له تعليقات مفيدة على بعض الكتب الفقهية والأصولية، وله عدة مقالات نشرت في مجلة الإسلام القاهرية، وفي صحيفة القلم الصريح التي كان يكتب فيها باسم مستعار ضد الاستعمار الإيطالي حتى مُنعت الصحيفة من الصدور نتيجة لشكاوى الحكومة الإيطالية المتكررة على الصحيفة.
عُين أول رئيس لمحكمة الاستئنافات الشرعية النهائية، وقاضياً لقضاة إرتيريا في 4 من ديسمبر 1939م. كما عُين أول مفتٍ للديار الأرتيرية عام 1940م، وفي نفس العام عُين أول مفتش لكافة المحاكم الشرعية، وذلك في يونيو 1940م، وبعدها عُين أول رئيس لكافة أوقاف إرتيريا في نوفمبر 1943م، ثم ترأس جبهة العلماء الأرتيرية بعد أن سعى إلى إنشائها في مايو 1952م. وفي سبتمبر من نفس العام عُين أول قاضٍ وطني في محكمة أرتيريا الكبرى النهائية.
إسهاماته في مجال الوقف والعمل الخيري:
– بعد أن تولى منصب رئيس كافة أوقاف إرتيريا أواخر عام 1943م، اجتهد في تنظيم الأوقاف، فجمع حججه، ونشر الإحصائيات عن المساجد والمعاهد والكتاتيب الموجودة في إرتريا، كما وضع لائحة للأوقاف، وأسس العديد من المعاهد والمدارس والمكتبات والجمعيات؛ كما بُني في عهده أكثر من ثلاثين مسجداً جديداً في أنحاء البلاد، كذلك فقد كانت له مواقف مشهودة في الدفاع عن الأوقاف وحمايتها من الضياع والمصادرة، وله خطاب مشهور احتج فيه على تدخل مفتش منطقة “عصب” في شؤون الأوقاف.
– له فتاوى مهمة في مجال الوقف، منها: حكم بيع المساجد والأوقاف المهدومة، وحكم بيع الوقف ببدل أنفع. كما أن له مُؤَلَّفاً قيِّماً في الوقف، جمع فيه أخبار أوقاف إرتيريا وسماه “الثريا بأخبار أوقاف إرتيريا الإسلامية”، وهو يعتبر مرجعاً مهماً للباحثين في هذا الموضوع.
الوفاة:
توفي الشيخ إبراهيم المختار عام 1384هـ الموافق لعام 1965م في إرتيريا، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وجعل أعماله في ميزان حسناته.
المصدر
1. موقع مفتي أريتريا الشيخ إبراهيم المختار أحمد عمر، على الرابط: http://www.mukhtar.ca
المرجع :
معجم تراجم أعلام الوقف ج1
إصدار الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت 2018
جمع و إعداد : د عبدالمحسن الجارالله الخرافي الامين العام السابق للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت