مقالات وكتاب
الواقفة : هدى هانم شعراوي

وقفة الخميس مع الوقف:
من اعلام الوقف في مصر :
الواقفة : هدى هانم شعراوي
هي: هدى بنت محمد سلطان باشا، المولودة عام 1296هـ الموافق لعام 1879م في “المنيا” بصعيد مصر. نشأت في القاهرة، وتلقت مبادئ العلوم واللغتين التركية والفرنسية والموسيقى على يد معلمات كنّ يأتين لتعليمها. وقد اشتهرت باسم “هدى شعراوي” نسبة لزوجها “علي شعراوي”، أحد أخلص رجال مصر وخيرة الوطنيين المخلصين. بدأت نشاطها الاجتماعي عام 1907م حين دعت إلى جمع تبرعات لإنشاء جمعية رعاية الطفل، فقوبلت دعوتها بالاستحسان والحماسة، وفي عام 1908م بدأت تدعو لإلقاء محاضرات ثقافية على السيدات في قاعات الجامعة كل يوم جمعة.
ظهر لها دور مع الحركة الوطنية عام 1918م التي نهضت بقيادة الزعيم سعد زغلول باشا، فرأست لجنة الوفد المركزية للسيدات، وأصدرت البيانات والاحتجاجات، وكانت خلال ثورة عام 1919م تتقدم المظاهرات. كوّنت “الاتحاد النسائي المصري” عام 1923م، والذي كان له برنامج سياسي واجتماعي وثقافي جذب أنشطة الجمعيات الأخرى، كما أسست “مجلة المصرية” باللغة الفرنسية عام 1925م، ثم أصدرتها باللغة العربية عام 1937م. كذلك عقدت المؤتمر النسائي الشرقي عام 1923م، ثم المؤتمر النسائي العربي عام 1944م، وحضرت عدة مؤتمرات نسائية عالمية. وقد حجت إلى بيت الله الحرام عام 1945م.
كان نشاط هدى هانم شعراوي في عمومه حركياً ميدانياً، وقد وثقت هذا النشاط في مذكراتها التي نشرها الاتحاد النسائي، كما جُمع ما قيل في سيرتها ورثائها من نثر وشعر في كتاب “ذكرى فقيدة العروبة”.
إسهاماتها في مجال الوقف والعمل الخيري:
كانت لهدى هانم شعراوي إسهامات متعددة في مجال العمل الخيري والتطوعي، إضافة للعمل الوطني التي اشتهرت به، ومن هذه الإسهامات:
– أنفقت الكثير من ثروتها في إيفاد البعثات العلمية إلى الخارج.
– وهبت أموالاً طائلة لإنشاء مصنع كبير لعمل الخزف وجميع أنواع الصيني، وجعلته خاصاً لتعليم المئات من أبناء الفقراء والأيتام.
– كانت ضمن المتبرعين للجمعية الخيرية الإسلامية عند تعرضها للأزمة المالية الكبيرة التي عانت منها في أوائل القرن العشرين. كما أرسلت خطاباً إلى الجمعية في 13 من يوليو 1922 أبدت فيه استعدادها للقيام هي والسيدات الأخريات ممن يرغبن في المساعدة في مجال الخدمة، خصوصاً في تحقيق طلبات الإعانة التي تقدم للجمعية من الفقراء وتحديد مدى استحقاقهم لهذه الإعانة.
– أسست بمعاونة الأميرتين: “عين الحياة” و”أمينة حليم” عام 1914م “جمعية المرأة الجديدة” للمساعدة في أعمال البر والإحسان، وتوعية المرأة، وإنشاء مدرسة للبنات، وكذلك “جمعيةَ الرُّقيّ الأدبي” للسيدات المصريات.
– سعت إلى تكاتف الأميرات المصريات في إنشاء “مبرة محمد علي باشا” عام 1909م، بقصد معالجة الأطفال من مرض الكوليرا، وكانت فكرة المبرة قد بدأت في صورة جمعية خيرية لتعليم الفتيات الحياكة، ومستوصف طبي لرعاية الأطفال صحياً، ومركز للتوعية الصحية للأمهات.
أما إسهاماتها الوقفية فقد تمثلت فيما يلي :
– إنشاء وقف أمام محكمة عابدين الشرعية بالقاهرة في 25 من شعبان 1351هـ الموافق 1932م، وخصصت حصة منه على “نقابة المحامين الأهلية في القاهرة” بغرض إعانة المحامين الفقراء، واشترطت أن يتولى مجلس هذه النقابة صرفه على الفقراء منهم أو عائلاتهم.
الوفاة:
توفيت هدى هانم شعراوي عام 1367هـ الموافق لعام 1947م في القاهرة، رحمها الله تعالى رحمة واسعة، وجعل أعمالها في ميزان حسناتها.
المصادر
1- إبراهيم البيومي غانم، الأوقاف والسياسة في مصر، ط1، القاهرة، دار الشروق، 1998، ص145.
2- أحمد رجائي، 1000 شخصية نسائية مصرية، القاهرة، ص126.
3- إيمان محمد الحميدان، المرأة والوقف، ط1، الكويت، الأمانة العامة للأوقاف، 2006، ص39.
4- حلمي أحــمد شلبـي، فصول من تاريخ حركة الإصلاح الاجتماعي في مصر: دراسة عن دور الجمعية الخيرية الإسلامية 1892-1952، ط1، القاهرة، الهيئة المصرية للكتاب، 1988، ص94-95، ص195-196.
5- خير الدين الزركلي، الأعلام، ط15، بيروت، دار العلم للملايين، 2002، ج8، ص78-79.
6- لمعي المطيعي، موسوعة نساء ورجال من مصر، ط1، القاهرة، دار الشروق، 2003، ص145-153.
المرجع:
معجم تراجم أعلام الوقف ج ١
إصدار الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت 2014