ثقافة وأدب وفنون

سلمان العماري… قطف زهور «الفولكلور الكويتي»

تألق الفنان سلمان العماري في قطف باقة من زهور الفولكلور الغنائي، ليصنع أمسية جميلةً كانت على درجة من الروعة تجعل منها بحقٍّ «مسك الختام» للموسم الثقافي الـ23 لدار الآثار الإسلامية، ليغادر الجمهور الكبير الذي حضر الحفل مقاعده، وهو ممتلئ الوجدان بتراث الكويت الحافل، كما هو ممتلئ القلب بأمل في موسم فني وثقافي جديد يبدأ سبتمبر المقبل.
وكان العماري تغنى أول من أمس، وعلى مدار 60 دقيقة، بباقة متنوعة قطفها من حدائق الفولكلور الكويتي المكتظة بأشكال متباينة من الزهور، فأمتع الجمهور الحاشد – الذي كان في مقدَّمه كل من مدير إدارة البرامج الإعلامية والتقنية والعلاقات العامة أسامة البلهان، وعضو ديوانية الموسيقى صباح الريس – بفن «البحري» مقدماً السنكني والدواري واليامال، ليُتبعها بالخماري والنجدي، قبل أن يبدع في فن «الصوت»، مقدماً العربي والشامي، ثم أرضى عشاق «السامري» الذين منحهم العماري نصيباً من تألقه، مختتما بالفن «القادري»، بالتوازي بين الغناء والرقصات والإيقاعات الشعبية بمصاحبة متميزة من فرقة الماص للفنون الشعبية.
استهل العماري وصلته الغنائية مع أغنية «هيلي الهوا» التي لاقت استحسان الجماهير منذ بداية الحفل، وتفاعل معه الحضور بالتصفيق، وليتألق «بونواف» مجدداً من خلال أغنية «لي خليل حسين»، والتي صاغ كلماتها الشاعر أحمد العدواني ولحنها أحمد باقر وكان غناها من شادي الخليج الفنان عبدالعزيز المفرج.
وتقول كلماتها:
«لي خليل حسين يعجب الناظرين/ جيت أنا أبغى وصاله كود قلبه يلين، القمر طلعته والغزال لفتته».
تلتها أغنية «ردوا له ولد الباشا»، ومن ثم دور الفنون البحرية ليشدو العماري بأغنية «يا مال» مع استعراض فرقة فنون «الماص» وعادوا بالتراث الكويتي الأصيل، ثم مع «يا بويوسف» و«لكم خبر يا أخوان».
وأبدع معيداً الأغاني التراثية مع «يا ليل دانه» من كلمات الراحل الفنان الشاعر ماجد سلطان ومن ألحان خالد الزايد وغناء الراحلة عايشة المرطة.
وتقول كلماتها:
«يا ليل دانه لدانه/ يا ليل دانه لدانه، يا ليل دانه لدانه/ الله يجازي الحبيب، يا ليل دانه لدانه/ أشكي ولا من يجيب، إن كان هذا جزانا/ الله يجازي الحبيب».
وختم العماري أمسيته الرائعة بأغنية «نادي المنادي».
وبمناسبة إسدال الستار على الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية، أعرب أسامة البلهان لـ «الراي» عن سعادته بنجاح الموسم الثقافي الـ 23 للدار، مردفاً: «الموسم المنتهي كان ناجحاً وحافلاً بالفعاليات الغنية فنياً وثقافياً، من خلال مروحة متنوعة الألوان الفنية، فقد نظمت دار الآثار الإسلامية 65 فعالية موسيقية مختلفة منها المحلي والعربي والأجنبي، كما عقدت 35 محاضرة ثقافية وفكرية في مجالات عدة، إلى جانب عرض 10 أفلام ومسرحيتين»، مكملاً «أن الموسم احتضن أيضاً أنشطة متعددة للأطفال والناشئة، انسجاماً مع إيمان الدار بحق هذه الفئة في ثقافة راقية تسهم في تكوين وعيهم، وتعمق انتماءهم».
وعن الموسم المقبل تابع البلهان: «من المقرر افتتاح الموسم الثقافي الـ 24 في شهر سبتمبر المقبل، عقب انتهاء موسم العطل الصيفية، وأبشر الجمهور بأنه سيكون موسماً قوياً وعامراً بمزيد من الفعاليات الثقافية والفنية المنوعة في حلة جديدة»، لافتاً إلى «أن هذا الموسم سيتضمن كثيراً من الأنشطة التي تُعنى بالشباب وتدعمهم ثقافياً، وهناك برامج تثقيفية تتعلق بالبيئة، بهدف رفع الوعي العام بالقضايا البيئية وأهميتها».
وختم أسامة البلهان حديثه بالقول: «إن دار الآثار تهدف إلى الإسهام بجهود فعالة في رفع المنسوب الثقافي للمجتمع الكويتي، اتساقاً مع الرؤية الحكيمة والسامية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بأن الثقافة قاعدة للتنمية الشاملة، وترمي الدار إلى أن تكون جزءاً من تطلعات سموه إلى جعل الكويت مركزاً مالياً وتجارياً عالمياً».

الراي

إغلاق
إغلاق