ثقافة وأدب وفنون

سعاد الصباح: يجب علينا أنْ نجعلَ الشِّعرَ الأصيلَ … أنشودةً على لسانِ البراءة

اختتم مهرجان «سعاد الصباح لبراعم الأدب العربي» مساء أول من أمس… فعاليات دورته الثانية، في مسرح مكتبة الكويت الوطنية، بحضور نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح، وذلك بتكريم الناشئة والأطفال الذين شاركوا فيه.
وتضمن حفل الختام إلقاء الأطفال لقصيدة «إننا باقون هنا» للشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في أداء فني جذاب، بالإضافة إلى إلقاء قصائد شعرية من روائع الأديب العربي بمشاركة تلاميذ وتلميذات من مختلف مدارس الكويت.
وقرأ المدير العام لدار سعاد الصباح للنشر، علي المسعودي، كلمة راعية المهرجان الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح التي قالت فيها: «أحباءَ الشِّعر واللغةِ البكر… يا قصائدَ الحياةِ الجميلةَ وألوانَها الصادقةَ… مرحباً بكم على مائدةِ الأدبِ في موسمِنا الجديدِ… وليتَ المواسمَ كلَّها للقصيدةِ… وعن القصيدةِ».
وأضافت: «ها قدْ مرَّ عامٌ من العمرِ سريعاً… في زمنٍ يسيرُ كالإعصارِ… فيخطِفُنا من أنفسِنا ومِن بساطتِنا، ويخطِفُ منا هدوءَنا… ولا سبيلَ إلى إيقافِ هذهِ السُّرعةِ الجنونيّةِ إلا بالعودةِ إلى منابعِ الطفولةِ… أغصانِ الأدبِ اليانعةِ وهي تُلقي بالشِّعْرِ على كتفِ الزَّمانِ».
واستطردت الصباح: «ولمّا كانتِ المقارنةُ بينَ الفنونِ تنحازُ دوماً إلى الشِّعرِ، فإنّنا اليومَ منحازونَ لما انحازَ له الجَمالُ، حينَ تكتمِلُ اللوحةُ باجتماعِ الشِّعرِ والطفولةِ على بِساطِ الإبداعِ الأخضرِ… والواجبُ التاريخيُّ يفرِضُ علينا أنْ نجعلَ الشِّعرَ الأصيلَ أنشودةً على لسانِ البراءةِ الناطقِ بلغتِنا العربيّةِ.. هُوِّيَتِنا التي بها نفخَرُ».
وأكدت أنه «في هذا اليوم نسعى لنعيدَ الشجرةَ إلى جذورِها… والطيورَ إلى أعشاشِها، لنقولَ إنَّ العروبةَ اختيارُنا، والكلمةَ الفصيحةَ هدفُنا.. ولنظلَّ نرتوي من ذاكَ الينبوعِ الذي تفجّرَ منذُ ولادةِ القصيدةِ العربيّةِ.. ومنذُ الأمرِ الأولِ: (اقرأْ باسمِ ربِّكَ الذي خلَقَ)».
وحذرت من تبعات سوء استخدام التقنيات الحديثة لتقول: «في عصرِ تكنولوجيا الألعابِ وذبْحِ الطُّفولةِ بالطريقةِ الإلكترونيّةِ نجدُ أنفسَنا مُلزمينَ بأنَ نُعيدَ لهذهِ الطُّفولةِ الجريحةِ حقَّها في السعادةِ والعِلمِ والمعرفةِ والثقافةِ والعروبةِ… ونحنُ على يقينٍ بأنَّ الشّعرَ العربيَّ سيتألَّقُ من جديدٍ، ويحيا من جديدٍ، ويعيشُ معنا من جديدٍ».
وتابعت: «في هذا المهرجانِ… مهرجانِ براعمِ الأدبِ العربيِّ في موسمِه الثاني نُكمِلُ وضْعَ اللَّبِناتِ المطلوبةِ لبناءِ هذا الجدارِ المَكِينِ على أرضِ الكويتِ العربيّةِ العربيةِ، وإنْ لمْ يكتملِ البناءُ على أيدينا، فحتماً سيُكمِلُه السائرونَ معنا أو منْ خلفنا».
واعتذرت سعاد الصباح عن عدم حضورها بقولها: «كنتُ أتلهَّفُ للحضورِ في هذهِ المناسبةِ الغاليةِ على قلبي، وأنتظرُ هذا اليومَ، ولكنَّ أقدارَ اللهِ كتبتْ أنْ أفقِدَ أخي، وأُحْرَمَ مِنْ لِقائكِم، فلّلهِ الحمدُ على كلِّ حالٍ».
ومن ثم شكرت المكتبةَ الوطنيّةَ مُمثلةً بمديرها العام كامل العبدالجليل والأساتذةَ وأولياءَ الأمورِ الأفاضلَ الذين كانوا في حرصِهم وصبرِهم وحضورِهم حصصَ التدريبِ الطويلةِ عوناً على إنجاحِ هذا العملِ. وشكرت المدارسَ وإداراتِها الكريمةَ التي بادرتْ بالمشاركةِ وتشجيعِ أبنائِنا على التفاعلِ.
وقال العبدالجليل من ناحيته: «بتعاون المكتبة مع دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع على تنظيم واستضافة وإقامة المهرجان في رحاب المكتبة الوطنية، تجلت كثير من المعاني على التقاء الأهداف الخيرة نفسها التي تؤمن بها وتؤديها كل من دار سعاد الصباح والمكتبة الوطنية في رسالتهما لاحتضان وتشجيع الناشئة للإقبال على الثقافة والمعرفة، من خلال القراءة وحفظ الشعر العربي الرصين وفهمه وحسن الأداء في إلقائه وإتقان قواعد اللغة العربية فيه».
وأضاف «إن مهرجان سعاد الصباح لبراعم الأدب العربي انطلق بنجاح باهر ويواصل تحقيق أهدافه الرامية إلى غرس محبة الشعر العربي الأصيل في نفوس الناشئة من البراعم الواعدة، وتذوق التعابير والمعاني والمشاعر الإنسانية التي تجود فيها القصائد العربية».
وأوضح العبدالجليل أن في هذا المهرجان تسمو القيم النبيلة في حب اللغة العربية ومعرفة أمجاد تاريخ العرب الذي وثقه الشعر من إبداع أعلام الشعراء، وانه محفز ومشجع للبراعم لمواصلة الطريق وفاتحا لفرص الظهور وإطلاق المواهب والإبداعات ورفع الثقة في الجيل الجديد.
وتابع «إن المهرجان في أهدافه إحياء التراث العربي، وهي مسؤولية كبيرة، علينا أمانة تحملها والاستمرار في العمل المتواصل لرفع شأن اللغة العربية وحمايتها والاعتماد عليها وصونها».
وبيّن أن المهرجان عزز في البراعم منذ الصغر مهارات فهم معاني اللغة العربية وتحسين الأسلوب وتكوين ثروة لغوية، وتعويدهم على النطق السليم وسلامة اللغة وقال: «إنه مهرجان لكل براعم العرب على ارض الكويت بلاد العرب».
وشكر العبدالجليل الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح على إقامة هذا المهرجان السنوي القيم وإتاحة الفرصة لمكتبة الكويت الوطنية على استضافته، والاحتفاء به خدمة للأهداف الثقافية المشتركة.
وختم «إن براعم الشيخة سعاد الصباح وغرسها الحنون في أبنائها سينمو ويكبر، ويثمر أزهارا تدين لها بالجميل والثناء والتقدير نتيجة لهذا المشروع التربوي الثقافي الرائع».
وترتكز فكرة المهرجان – الذي تنظمه وتقيمه دار سعاد الصباح للنشر بالتعاون مع مكتبة الكويت الوطنية – على مفهوم الحفاظ على اللغة العربية السليمة وحسن تداولها ونشرها على أوسع نطاق، ومن ثم رفع مستوى الذائقة الأدبية بين أبناء الكويت والمقيمين على أرضها، وتختار اللجنة المنظمة للمهرجان 15 طفلا من المتميزين في الحفظ والإلقاء للمشاركة في فعاليات المهرجان.

الراي

إغلاق
إغلاق