تاريخ
التخلي عن النكد وقاية للأزواج وحماية للأبناء
الزوجة النكدية أكبر منغص للمرأة ، وهو أول مسمار يدق نعش الحياة الزوجية المستقرة ، بعض الزوجات يعتبرن أن النكد شطارة أو وسيلة لتأديب الرجل ، ولكنه على العكس تماماً ، لأنها بذلك تهدد حياتها إما بالطلاق أو “طفشان” الزوج من البيت وارتمائه في أحضان زوجة أخرى تحتويه بكل حب وحنان.
وبالرغم من إلصاق تهمة النكد بالمرأة المصرية وخراب البيت ونشر الأجواء التعيسة إلا أن الأمر مشترك أحيانا ، وقد يساهم الزوج في تحول زوجته لشخص كئيب أحياناً ، هذا ما أثبتته دراسة مصرية سابقة قامت بتبرئة الزوجة من ذلك مشيرة إلى عدم صحة اتهام الزوجة بأنها ” نكدية ” ، وأنها السبب فى تحول عش الزوجية الهادي إلى بيت لا تعرف البسمة الطريق إليه .
المصرية براءة
وأوضحت الدراسة أن الزوج المصري بالرغم من تعلم زوجته وخروجها لكل مجالات العمل ، إلا أنه يريد دائما أن يظل “سي السيد” في البيت وبين أفراد أسرته ،ومن هذا المنطلق ، يعتبر أن زوجته أصبحت ملكية خاصة به عقب عقد القران ، وعليها أن تقوم بأداء واجباتها علي أكمل وجه في البيت وخارج البيت ، بل تساهم في مصروف الأسرة في بعض الأحيان ، وتكون “المرأة المعيلة في أحيان أخري.
وأثبتت الدراسة أن في مصر أكثر من 30% من النساء تعولن الأسرة والزوج ، هذه المعاملة من جانب الزوج والضغوط التي تحاصر الزوجة سواء في البيت أو في العمل قد تحولها في بعض الاحيان إلي امرأة عبوس كثيرة الشكوي ، لذلك وصفها بعض الأزواج بالمرأة النكدية .
وفي هذا الصدد ، أجمع علماء النفس علي أن المرأة بصفة عامة والمرأة المصرية بصفة خاصة قادرة علي تحمل المسئوليات والصعاب ، ومواجهة المشاكل بجميع أنواعها وكل ما تنتظره من الزوج التقدير المناسب حتي ولو كان “كلمة حلوة” ، ولكن الزوج المصري عادة بخيل في مشاعره ويعتقد أن “كلمة الحب” ، التي تصدر منه للزوجة قد تفسر تفسيرا خاطئا وربما تفهم بأنها ضعف منه ، وعندما لا تجد الزوجة المقابل النفسي من جانب الزوج تتحول في معظم الأحيان إلي زوجته النكدية .
لكن مع منطق الدراسة تبقى هناك نسبة صغيرة من النساء يلجئن إلى النكد كوسيلة لتدليل الزوج بطريقة خاصة جداً ، ولكن احرصي أيها الزوجة فقد يتسبب النكد في إصابتك وإصابة زوجك بالأمراض والآلام المزمنة ، وهذا ما أكدته مجموعة من الدراسات .
يؤثر على صحة القلب
وأفادت دراسات طبية أن العلاقة الزوجية تلعب دورا مهما في المحافظة على صحة القلب والشرايين أو تدهورهما.
فقد اكتشف العلماء وجود ارتباط مباشر بين الحياة الزوجية وارتفاع ضغط الدم وضعف الأوعية الدموية حيث تزيد العلاقة غير الناجحة من مستويات التوتر في الجسم مما يؤثر سلبا على صحة القلب. ووجد الباحثون أن جدار القلب أقل سمكا عند الأزواج الذين يتمتعون بحياة مستقرة وسعيدة مقارنة بالأزواج الذين يفتقرون لهذه الحياة ويعيشون في حالة نكد وتوتر دائم.
كما أشار الخبراء إلأى أن الحياة الزوجية بحلوها ومرها تأثيراً سلبياً أو إيجابياً على ضغط الدم الشرياني للإنسان اعتمادا على نوعية هذه الحياة والتوافق بين الزوجين فإذا كان الزواج جيدا وناجحا والعلاقة بين الزوجين طبيعية ومثالية كان ضغط الدم منخفضا أما إذا كانت العلاقة سيئة ومخيبة للآمال فإنه من الأفضل الابتعاد عن الشريك وتجنب قضاء الوقت معه.
النكد وراثة
في الطب النفسي يطلق على الشخص العاشق للنكد الشخصية الاكتئابية ، وعن النمط تقول د.هبة عيسوي أستاذ الطب النفسي بعين شمس : أن هناك نوعية من الناس يشعرون بالحياة أكثر في وجود مسئوليات عديدة ملقاة عليهم ويرغبون دائما فيما يشغلهم, فبذلك يشعرون بمعني لحياتهم, إلا أن سيطرة الشعور بالحزن والكآبة علي الإنسان واستغراقه الدائم فيه هو أمر غير طبيعي, ويعد نوعا من الاضطراب في الشخصية، وغالبا ما يكون لدي الشخص استعداد وراثي تجاه ذلك.
لذا توصى د.هبة الأسرة بأن يلاحظوا هذا الجانب لدي أبنائهم, فإذا وجدوا ابنهم علي سبيل المثال لا يتفاعل مع الأفلام الكوميدية, ولا يحب المداعبات, يجب أن يحاول كلاً من الأب والأم الإكثار من المزاح والدعابات, فينشأ الأبناء في منزل يسوده المرح ، كما انها تعد حماية للآباء من الإصابة بالأمراض المزمنة.