صحافة كويتية

زيارة ناصر صباح الأحمد للمملكة … الدعوة ، التوقيت ، الشراكة، الدلالات

بقلم: عبدالرحمن المسفر

تمثيل الشيخ ناصر صباح الأحمد في الحكومة الجديدة نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع ، أثار ردود أفعال واسعة النطاق محليا واهتماما إقليميا ملحوظا وبخاصة من الشقيقة الكبري السعودية التي كان لها السبق بالمباركة والترحيب من خلال ولي عهدها وزير دفاعها الأمير محمد بن سلمان الذي لم يكتف بهذه الخطوة بل ألحقها سريعا بتوجيه دعوة رسمية رفيعة المستوى للشيخ ناصر لزيارة المملكة، حملها المستشار في الديوان الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز ، وهذا أعطى إشارة لا لَبْس فيها من قبل الكبرى السعودية بدعم وجود الشيخ ناصر صباح الأحمد في الحكومة الكويتية محورا فاعلا ومؤثرا في القرار الداخلي ومشاركا حيويا في تعزيز العلاقات الكويتية السعودية على الأصعدة الدفاعية والأمنية والتنموية.

الاستقبال الرسمي السعودي للضيف الكويتي الشيخ ناصر صباح الأحمد يُعتبر استثنائيا وفقا للقواعد البروتوكولية ، حيث كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقدمة المستقبلين ، في حين كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في انتظار الزائر العزيز الشيخ ناصر الصباح في قصر العوجا ، إذ كانت أجواء اللقاء في بيت الحكم ودية وحميمية ، عاكسة لعمق الوشائج التاريخية التي تربط مسيرة العلاقة بين البلدين وتؤكد كذلك خصوصية التناغم بين النظامين السياسيين.

تأتي زيارة الشيخ ناصر صباح الأحمد بدعوة كريمة من أخيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في هذا التوقيت؛ لتبعث برسائل مهمة : الأولى متانة العلاقات السعودية الكويتية وعدم تأثرها بأية تقلبات سياسية سواء أكانت مفتعلة أم طارئة، الثانية دعم القيادة السياسية السعودية لمشاركة الشيخ ناصر الصباح في الحكومة الكويتية ووجود قناعة بقدرته على المساهمة في توثيق الشراكة الاستراتيجية الكويتية السعودية على مختلف المستويات كونه يملك رؤية تنموية اقتصادية ويؤمن بالعمل المؤسسي والفكر الاستراتيجي كأدوات فعالة في بناء التوجهات والمواقف والقرارات والنهج ، والثالثة أهمية توحيد التنسيق المشترك بين البلدين للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والمضي قدما في مكافحة الإرهاب والتطرف وتحقيق الرفاه والتقدم للشعوب الخليجية .

أما الدلالات ، فتشير إلى مرحلة مهمة من التعاون العميق السعودي الكويتي في شتى المجالات وخصوصا في ميداني الدفاع والتنمية اللذين تحدث عن مناقشتهما الشيخ ناصر مع الجانب السعودي عقب الانتهاء من الزيارة وعودته إلى أرض الوطن ، وبلاشك ، فالمملكة العربية السعودية تمتلك إمكانات عسكرية ضخمة ونوعية وقاعدة صناعية دفاعية جيدة فضلا عن المقدرات الاقتصادية والرؤى التنموية بعيدة المدى ، وكل تلك المقومات يمكن الاستفادة منها واستثمارها الاستثمار الأمثل ضمن آليات تعاون مشتركة مرحلية تعود على البلدين والشعبين بالنفع والفائدة .
إن زيارة الشيخ ناصر صباح الأحمد للملكة العربية السعودية وفق ما رأيناه من احتفاء سياسيي كبير وغير تقليدي برعاية لا تخطئها عين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وضيافة أخوية كريمة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان… إن هذا الاستقبال الخاص وما تلاه من حوارات حيوية ، سوف يفتح الأبواب على مصراعيها لأفق أرحب من العلاقة بين الشقيقتين المتجاورتين وتعاون أكثر فاعلية وتنوعا واتساعا.

إغلاق
إغلاق