مقالات وكتاب
حسناً ما فعلوا
بقلم الدكتور محمد المطيري
بدأت خلال هذه الأيام عدة برامج تدريبية لمنتسبي الحرس الوطني تلك المؤسسة العسكرية الجبارة في بلدنا الحبيب، ولقد اشتملت هذه البرامج على برامج تدريب للحاسب الآلي واللغات الأجنبية ومن ضمن هذه البرامج دورة في لغة الإشارة ، وهنا بيت القصيد .
لقد أعجبت بالبرنامج، وبأهدافه، ومن أشار بتنظيمه، ومن قام بالمضي قدماً حتى بدأ تطبيقه بالفعل.
لماذا حرصت هذه المؤسسة العسكرية على تنظيم هذا البرنامج لمنتسبيها؟!
أنا من طرح السؤال ، وأعتقد أنني فهمت السبب وسأتكفل بالإجابة وفق ما رأيت لأنني كنت متواجداً في حفل افتتاح البرامج التدريبية.
إنهم قوم أدركوا كمؤسسة من مؤسسات المجتمع أن الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الكويتي، وأنهم يستحقون التقدير والاحترام، ومن أبرز مظاهر احترامك للمرء أن تتقن طريقة التواصل والتحدث معه لكي تفهم حاجته فتقضيها، ولكي تطلب منه المساعدة أسوةً ببقية الأشخاص ، تأمره ، تنهاه ، تنصحه وترشده ، وغيرها من المواقف التي تتطلب وجود وسيلة تواصل مرنة بين المرسل والمستقبل أسوةً ببقية اللغات، فحرصت هذه المؤسسة العسكرية المعطاءة على أ يتقن جزء من منتسبيها للغة ذوي الإعاقة السمعية (لغة الإشارة)، لكي يستطيعوا التعامل معهم والتناقش والتحاور وفهم مطالبهم وإيصال التعليمات لهم، خصوصاً أنهم يقومون على حفظ أمن أماكن عديدة ومباني حيوية داخل بلدنا الغالي، فلو أجبرت الظروف أحد منتسبي الحرس الوطني على التواصل مع أحد أعزائنا من ذوي الإعاقة السمعية، أعتقد أن التحاور سيمضي لتحقيق هدفه بيسر وسهولة لو أن كلاً منهما قد أتقن طريقة التواصل اليدوي.
حقيقةً لقد وجدت رغبة فذة من القائمين على التعليم العسكري في الحرس الوطني على تكثيف برامج اللغات ومن ضمنها لغة الإشارة، وهذا الأمر يحسب لهم ويشكرون عليه لأنه أدركوا حق الإدراك أن على أفراد المجتمع الكويتي كل حسب موقعه تعلم القدر الذي يحتاجه -حسب طبيعة عمله- من برامج التواصل الإشاري للصم، لأنهم أفراد كبقية أفراد المجتمع من حقهم أن نسمع مطالبهم وحقوقهم وحاجاتهم ومشاكلهم وهمومهم، ومن حقهم أن يحس المجتمع بأفراده ومؤسساته بهم، وهذا حقهم وليس تفضلاً من أحد.
أتمنى أن تحذو المؤسسات العامة والخاصة حذو الرئاسة العامة للحرس الوطني، وشكراً جزيلاً لهم، وأخص بالشكر مدير مديرية التعليم العسكري العقيد ركن ناصر يعقوب علي، ورئيس الفرع المقدم عادل حمود محمد، وكذلك الرائد جراح محمد أحمد، لأنهم فعلا يستحقون الشكر، والشكر موصول لبقية الاخوة الافاضل العاملين معهم.