مقالات وكتاب
جربوا الفلسطينيين هذه المرة!
بقلم: وليد ابراهيم الاحمد
احلى خبر تربوي مفرح هو ذلك التصريح الذي اطلقه وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى، عندما اشار إلى عزم الوزارة على الاستعانة بالمدرسين الفلسطينيين المقيمين في الكويت لتدريس «عيالنا» في المدارس، الامر الذي اعاد إلى أذهاننا ذلك العصر الذهبي من هؤلاء المدرسين الذين كانوا عنوانا للاخلاص والتفاني والصدق في التدريس، وهو عصر الستينات والسبعينات والثمانينات (ايام الطيبين) من القرن الماضي الذي عايشناه في المراحل التعليمية كافة!
وبالمناسبة نقترح على الوزير الفارس ان «يكمل معروفه» ويبشرنا بشمول القرار اصحاب الوثائق ايضا وباستقدام المدرسين الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية لتصحيح المسار التربوي المقلوب الذي يعيشه عيالنا اليوم بعد ما اصبحت الدورس الخصوصية عنوانا تجاريا وهدفا ساميا للعديد من المدرسين الذين وصلوا اليه ودخلوا من خلاله البيوت على ظهر مهنة التدريس في المدارس الحكومية!
اجعلوها تجربة يا حكومة، ولنر الفرق في هذا الاستقدام الفلسطيني، فكما جربنا الجاليات المصرية والسورية والمغاربية وغيرها، لماذا لا نعود لتجربة جربناها وطبقناها من قبل، فخرجت اجيالا يعتمد عليها في الطب والثقافة والادب والهندسة وباتت اليوم تتقلد اعلى المناصب الحكومية!
اذا كانت حجة رافضي هذا الاقتراح، هو الموقف السياسي المؤلم للقيادة الفلسطينية ابان الغزو العراقي الغاشم على البلاد، وعلى رأسها ياسر عرفات الذي وقف ضدنا، تذكروا ان هناك العديد من الفلسطينيين المخلصين ايضا الذين وقفوا معنا ودافعوا عن الحق الكويتي، بل كانت هناك اسر فلسطينية في الكويت حمت الكويتيين من بطش صدام حسين!
كما ان الواقع المعاصر اليوم، يقول ان سياسات العديد من الدول تبدلت والافكار تحولت والمواقف الدولية اليوم تشقلبت رأسا على عقب حتى بتنا لا نعرف الصادق من الكاذب!
من هذا المنطلق نطالب حكومتنا الرشيدة بان تفكر جديا باستقدام الفلسطينيين من الخارج بلا خوف او تردد، وهي تجربة لن تكلفنا شيئا لنرى نوعية المدرسين من الجيل الجديد، ونعيد تلك التجربة ثم نقيمها بعيدا عن الترسبات السياسية التي اصبحت تاريخيا «بالية» في ظل «الشقلبات» السريعة في القرن الواحد والعشرين!
على الطاير:
– متى نطفئ آخر «سيجارة» في مبنى جامعة الشدادية لتتوقف حرائقه وينجز هذا المشروع؟
ومن اجل تصحيح هذه الاوضاع باذن الله… نلقاكم!