مقالات وكتاب
عبد الحسين عبد الرضا.. يرحمه الله
بقلم: فيصل الزامل
إحتاج الممثل الفكاهي الشهير اسماعيل يس الى العلاج، فأصدر الشيخ جابر الأحمد يرحمه الله أوامره بتحمل الكويت لتكاليف سفره وعلاجه في لندن ، و بعد أن تم التنفيذ طلب اسماعيل يس أن يزور الكويت و أن يلتقي سمو الأمير، و في اللقاء سأله بطريقته العفوية :
( أنا بدي أعرف ، سموك بتعمل كده معايا علشان ايه ؟!) .
فقال الشيخ جابر يرحمه الله:
(انت نشرت الابتسامة على وجوه العرب جميعا ، و من حقك عليهم أن يردوا لك هذا الجميل ، و نحن جزء من الامة العربية نقوم بهذا نيابة عنهم ) .
هذا الموقف النبيل ، أستذكره بمناسبة وفاة الشخصية المميزة في الفن و الفكاهة و الثقافة ، الفنان عبد الحسين عبد الرضا ، يرحمه الله ، الذي قدم عطاءا تجاوز حدود الكويت ، و شارك زملاء مسيرته في تأريخ صورة الكويت الثقافية المميزة ، و هي مسيرة تحملت مسؤليتها معه شخصيات كثيرة ، و أجهزة حكومية و شعبية كويتية و عربية عديدة، و لولا أمثال الفقيد الراحل من مبدعين ، و مميزين في التعبير و الأداء لما تحقق هذا التوثيق و الـتأريخ.
يرحمك الله أبا عدنان ، فقد خاطبت عدة أجيال في شخصية واحدة، بدءا من جيل الخمسينات الى جيل القرن الواحد و العشرين ، بل و تخيلت مع زملاءك كويت عام 2000 !! عمرانيا و سياسيا و اقتصاديا، و كنتم ناقدين لاذعين للأخطاء أيا كان المتسبب فيها، نجحتم في التعبير عن جمهور عريض بعبارة سهلة ، مهضومة ، ممتعة ، عابرة للحدود .
ثم ، أبيت الا ان تقول كلمة تجاوزن كل الحواجز وبلا تلعثم ( الولاء للكويت… و بس )…… بعبارة مستقيمة ، فياضة بالنضج الذي رسمته 78 سنة قضيتها طفلا و شابا و رجلا يافعا و كهلا .. في كل مفاصل هذا الوطن ، النفسية و الاجتماعية و الأدارية ، وطن تعرفك دواوينه، و تتسع لك قلوب المحبين، بل و حتى غير المحبين ان كانوا منصفين، فلا يملك المنصف ان يهدر العطاء كله لمآخذ، و هو أمر لا يسلم منه إنسان .