مقالات وكتاب

حزب الله والكويت

بقلم الكابتن عمار العجمي

عند بداية الثورة الإيرانية استبشر أهل الخليج بذهاب عرش الطاووس الفارسي ، فبعد ابتلاعه الأحواز العربية حول أنظاره إلى الضفة الشرقية للخليج مستذكرا امبراطورية المجوس التي دكتها سنابك الخيل الاسلامية رافعة راية التوحيد .

فكان أول ما ابتدأ به الخميني شعار تصدير الثورة والممارسات القمعية تجاه المسلمين وإحتلال أراضيهم، فتبينت حقيقة هذه الثورة وبانت غايتها، من أنها ردة صفوية طائفية نتنة .

ومن هنا بدأت قصة حزب العمالة لإيران، فوُلد حزب الشيطان، ولد ليكون أداة لضرب الاسلام والمسلمين، فكانت بداية هذا المخطط القذر وطننا الحبيب .

فبتاريخ ١٢ ديسمبر ١٩٨٣ سمع دوي إنفجارات في الكويت ، هذا البلد الآمن المسالم ، وإستهدف ما قيل أنها أهداف غربية ، إلا أن إستهداف الصناعات النفطية ومحطة تحلية المياه افصحتا عن الهدف الأساسي من العملية وهو ضرب إقتصاد البلاد وهلاك مواطنيها ، كان هذا الهدف الأساسي من هذه التفجيرات .

توالت عمليات حزب الفتنة ، من خطف طائرة كاظمة سنة ١٩٨٤ ثم محاولة إغتيال أمير القلوب رحمه الله سنة ١٩٨٥، وسلسة تفجيرات المقاهي الشعبية عام ١٩٨٥، ثم خطف طائرة الجابرية عام ١٩٨٨ وصولا لشبكة تجسس العام ٢٠٠٠ وخلية العبدلي ٢٠١٥ ، ولعلنا نقف عند هذه .

فقبل كشف خلية العبدلي كانت جميع محاولات حزب الشيطان وخلفه إيران تستهدف ضرب الوطن بإقتصاده وإزهاق أرواح أبناءه، إلا أن فشل هذه العمليات وصعوبتها وطبيعة التغيرات الجيوسياسية في المنطقة غيرت من نهج المجرمين، فكشفت خلية العبدلي عن أمور جل خطيرة لابد أن نقف عندها.

نعم بيننا خونة، نقولها بمرارة، فالخيانة في هذا المقام ثابتة، وبحكم قضائي ولا حول ولا قوة الا بالله ، نتقبل ذلك ونقبل ردعه الحازم بالأحكام القضائية، لكن كيف بالله عليكم نقبل أو حتى نتقبل التظاهر على الخيانة.

لا أتكلم هنا عن طائفة بعينها، فالواقع المر أفصح عن وجهه ، واقولها قطعا لدابر التصيّد والتحوير، اعني بذلك بني وطني -سنة كانوا أم شيعة- بل الواقع افرز لنا من الطائفتين من خانوا الوطن ولو بصمتهم وان كان جرم بعضهم اكبر، فهذه الجمعية الثقافية التي اثبت الحكم صلتها بالخيانة عملا وعلما، وها هم سياسيوا الوطن بين مجاهر بالانتماء لحزب الشيطان، وبين صامت مرجف ينظر لحسبة الصناديق وقت الفرز، والادهى من ذلك والامر ان يكون من بين هذا وذاك أعضاء في مجلس الأمة.

وإني اتساءل مستغربا ومشمئزا في الوقت نفسه؛ هل يقبل دينكم هذه الخيانة؟! هل تقبلها مروءتكم؟! بل هل يستحق الوطن ذلك ؟!

ان هذه الاعمال والأقوال تضاهي صمت صاحب البيان، فكل مسئول ذي صلة عليه ان يدافع عن الوطن وفقا لموقعه، وعلى كل عضو في مجلس الأمة ان يُبين موقفه كنائب عن الأمة، وخاصة بالجانب التشريعي والرقابي، فالقضية قضية خيانة وطن، ومن لا يراها كذلك، بل من لا ينهض فيها بدوره لا يستحق ان يكون كويتيا ناهيك ان يمثل الأمة.

لا ابالغ ان قلت وقبل لوم الحكومة والمجلس؛ ان ابين ان اللوم يقع على الغالبية منا، فنحن من يتحرج من مواجهتهم الا من رحم ربي، فنستنكر محرجين حريصين على انتقاء كلماتنا خوفا من اتهامنا بالطائفية، ان الامر يا بني وطني اكبر من ذلك وأعمق، ان الفاجعة تتطلب اتخاذ موقف اجتماعي واضح وجلي نتعدى فيه خيانة بني دمنا ونصل لمواجهة مظاهريهم أينما كانوا.

ان الواقعة تتطلب قطع العلاقات مع ايران وتجريم حزب الله والانتماء له وملاحقة منتسبيه وداعميه باعتباره حزبا اجنبيا يهدف لقلب نظام الحكم .

ان ترسانة الأسلحة التي تم الكشف عنها غيض من فيض تغص به ارض الكويت، فهذا العمل ودعمه اللوجستي والتدريب الذي تلقوه الخونة، وما كشف عنه بحيازتهم من أسلحة ومتفجرات ووسائل تواصل لاسلكية لا يتعلق بتفجير أو خطف كما اعتاد القوم، بل هو بيان واضح عن عمليات عسكرية داخل الوطن .

انني على ثقة ان هذه المِحنة ستزيدنا لحمة، وستضرب العدو ومخططاته وعملائه إن تمسكنا بهويتنا وقدمنا انتماءنا وولاءنا لهذه الارض الطيبة على اَي مصلحة أو قرابة أو معرفة، ولا يسع المقام الا خالدة نصر بن سيار اقولها لبني وطني اهلي واعز الناس عندي:

أرى تحت الرماد وميض نار
ويوشك أن يكون لـه ضـرام

فإن لم يطفئوها عقلاء قوم
يكون وقودها جثث و هامُ

الوسوم
إغلاق
إغلاق