مقالات وكتاب
الأزمة الخليجية وصراع الدول
بقلم :سالم الشعشوع
لاشك ان الذي ينظر الى الازمة الخليجية بين قطر من جهة وبين بعض دول الخليج من جهة اخرى يصاب بالاحباط، لاسيما ونحن الشعوب الخليجية لم نتعود على ان تقوم دولة خليجية بمقاطعة وحصار دولة خليجية اخرى .
ان الازمة الحالية اذا لم تحل ستكون اول مسمار في نعش دول مجلس التعاون الخليجي الذي يعتبره الجميع اقوى من الجامعة العربية نفسها ، بل ستكون هذه الازمة سببا في انفراط عقد الخليج، وربما تدخل المنطقة في فوضى لا يعلم مداها الا الله تعالى.
الغريب في الامر ان الازمة خليجية بحتة وهي بين الاشقاء في الخليج ، فوارد جدا ان تتنازع الاسرة الواحدة فيما بينها ، ولكن الشيء الغريب هو تدخل دول اقليمية في هذه القضية الامر الذي يزيد من الشكوك حول قيام هذه الانظمة بزرع الفتنة بين دول الخليج وشعوبها، مستخدمة الادوات الاعلامية القذرة والابواق المأجورة لتكيل السب والشتم والردح لقطر وتخوض في اعراض الشعب القطري، والعكس في آن واحد!!
ان الصراع الذي يقع في المنطقة الخليجية هو صراع يخدم المشروع الصهيوني اولا، ويخدم ايران ثانيا.
فلا شك ان الخطوات التي اتخذت ضد قطر ومواطنيها المدنيين يظهر حاليا أنه كان يراد لها أن تكون دائمة لا طارئة، وأن إطالة أمد عزلة الدوحة من دون وجود حل حقيقي للازمة يحمل مخاطر جمة، ليست على قطر وحدها بل على دول الخليج مجتمعة.
وعلى الرغم بان الازمة لم تحل الى الان الا انني ارى انه
حين تنتكس الأمة، وتتآكل فيها القيم، وتسود أجواء الإحباط والياس يجد المرء لزاما عليه أن يشير إلى أي خيط ضوء او بارقة امل، من باب تعزيز الإيجابيات، والواقع يقول ان
الكويت تسجل موقفا متميزا ً يستحق الإعجاب، شعبا وحكومة، فالشعب يريد ان تحل الازمة ولايريد لقطر العزلة والحكومة ايضا مهتمة بالقضية وتريد الحل على رأسها القيادة السياسية الممثلة بسمو امير البلاد حفظه الله الذي يسعى بكل الطرق الى تقارب وجهات النظر لحلحلة القضية، وعودة قطر الى الصف الخليجي ، حتى يكون خليجنا واحد لايستطيع احد ان يفرط عقدة مهما كانت الخلافات ، عاشت قطر وعاش الخليج كله مرفوع الهامة دائما.
وكما قال سمو الأمير، بيتنا الخليجي سيبقى وحده قادرا على احتواء اي خلاف ينشأ في اطاره ولن نتخلى عن مسؤولياتنا التاريخية وسنكون أوفياء لها حتى تجاوز هذه التطورات وانجلائها عن سمائنا وتعود المحبة والالفة لبيتنا الخليجي، مشيرا سموه الى ان مسيرة مجلس التعاون تمثل الخيار والتطلعات المنشودة لأبنائنا في المنطقة والتي لا يمكن التفريط بها وتستدعي الحفاظ عليها والتمسك بها.