مقالات وكتاب

مشاعر وآمال أميرية كويتية.. خليجية

ينتظر اهل الكويت كلمة سمو الأمير السنوية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لما فيها من رسائل أبوية، وتوضيح للعديد من المواقف السياسية المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى توجيهات تربوية واجتماعية عامة.
ولا يخفى على أحد ما تمر به الأمة من ضيق يتزايد خناقه على المسلمين، من أقصى الشرق في ماينمار، إلى أوسطها في الشام وفلسطين والعراق، وباتجاه الغرب إلى ليبيا ومالي، ومن الشمال في الشيشان وغيرها، إلى الجنوب في اليمن، بتفاصيل الكل يعرفها، ولكن في الحلق غصة كبرى، وأسأل الله أن يفرج عن الأمة هذه الغمة.
ولعل الشغل الشاغل للأمة العربية والإسلامية حاليا رأب الصدع الخليجي، والذي قد يكون أشغلنا عن مآسي فلسطين والشام والعراق واليمن وماينمار وليبيا، وهذا ما أكدته كلمة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، إضافة لتحركاته المكوكية لذات الهدف، فمجلس التعاون الخليجي هو آخر معاقل الوحدة في العالم الإسلامي، وآخر منابر الحكمة والتعقل والأناة في العالم العربي، فإن انفرط ضاع ذلك كله.
وأشار سموه إلى نقطة غاية في الأهمية؛ فهناك روابط تاريخية راسخة وعلاقات أسرية حميمة تجمع شعوب دول مجلس التعاون، إضافة إلى مصير واحد ومصالح مشتركة؛ تحتم علينا العمل وبكل الجهد للحفاظ على هذا الكيان الخليجي، ليبقى متماسكا ومحققا لآمال وتطلعات أبنائه.
ولعل النجاح الذي حققته الديبلوماسية الكويتية بانتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2018 و2019م، ليضفي مسؤولية أكبر على الكويت في هذا المجال، فقد حظيت الكويت على الاحترام والمكانة المرموقة على المستوى الدولي والإقليمي للسياسة المعتدلة والمتزنة التي تنتهجها، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ومشاركتها في الجهود الدولية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وتخفيف حدة التوتر في مناطق الصراع، ولدورها الإنساني المعروف، والذي على ضوئه تم تكريم سمو الأمير قائد إنساني عالمي، والكويت مركز إنساني عالمي.
إنني ما زلت متفائلا بتحقيق المصالحة قريبا بإذن الله، ومهما ارتفعت أصوات الخلاف، فيبقى حكام الخليج في إطار الأسرة الواحدة إخوة وأحباب، وإن اختلفت الرؤى والأهداف، فيمكن أن تحققها كل دولة على انفراد.
إن من أكثر الأمور أهمية في استمرار المجتمعات؛ توحيد الصفوف، ونبذ الفرقة والخلاف، والتمسك بالوحدة الوطنية التي هي السور الحصين للوطن، والذي من خلالها لن يتمكن أي إرهاب من اختراق وطننا الآمن.
والشباب هم ثروة الوطن الحقيقية، وعدته وأمله ومستقبله، وبهم يبنى ويعلو الوطن، وبسواعدهم ينمو ويزدهر، ولهذه الأهمية يتوجب علينا تحصينهم من الأفكار الضالة، والسلوك المنحرف، والميل والانجراف وراء من يتربص بهم وبالوطن شرا، وتربية غرس روح الولاء للوطن في نفوسهم، وحثهم على التسلح بالعلم والعمل، واستغلال طاقاتهم في خدمة الوطن وتنميته، مقدرين إمكاناتهم وتحقيق إنجازات ومراكز متقدمة بالميادين العلمية والطبية والرياضية والاختراعات.
وبادرة وفاء لم تخل منها كلمات سموه، باستذكار مناقب الأميرين الراحلين الشيخ جابر الأحمد، والشيخ سعد العبدالله، رحمهما الله، والدعاء لهما، ولجميع شهداء الكويت الأبرار.
شكرا سمو الأمير على هذه الكلمة الأبوية الرائعة، ووفقك الله لحفظ لحمة الوطن والخليج والأمة العربية والإسلامية، وبارك في عمرك وصحتك.

إغلاق
إغلاق