مقالات وكتاب
بحكمتك ياسمو الامير جعلت الكويت مركزا للحكمة والانسانية

هناك مقولة: اذا كان هناك شخص واحد عرف السلام وعندما يكون شخصان عرف الصراع وعندما يكون ثلاثة عرف التحالف .
منذ مئات السنين والكويت بلد خير ومساعدات، وشمل نشاطها الخيري الكثير من الدول ولاتزال كذلك .
بحكمتك ياسمو الامير جعلت الكويت مركزا للحكمة والانسانية منذ سنين طويلة، ولاننسى جهود اخوانك الذين سبقوك بالحكم والحكمة، فهم وان كانوا كذلك الا ان الفضل لك في رسم السياسة الخارجية لدولة الكويت، التي نجنى نحن الان ثمرات جهودك وبعد نظرك وسياستك الحكيمة المبنية على حب الخير للغير مهما كانوا دولا او منظمات او هيئات، فحافظت حفظك الله على الكويت كدولة من الوقوع بما وقع به الغير، ومن المعلوم ان السياسات الخارجية للدول تختلف حسب انظمتها وسياسة حكامها فسياسة المحاور والأحلاف والتكتلات كثيرة ومتعددة فانقسم العالم بين عدم انحياز او حياد او عزلة او تحالف، فالكويت انتهجت في عهدك ياسمو الامير ومنذ سنين طويلة سياسة الاعتماد على بعد النظر الواقعي بالسياسة الدولية، والكل يعلم ان هناك دوافع كثيرة وراء سياسات المحاور والاحلاف والتكتلات التي انتهجتها الكثير من الدول حسب مصالحها المختلفة، ومن اول و أهم هذه الدوافع هو (درء الاخطار وردع الاعداء )، وهذا الدافع مبرر تماما ومن خلال هذا الدافع القوي والمشروع تحالفت الكويت مع العديد من دول العالم لحماية امنها واستقرارها دون الاضرار بالاخرين لكن الكويت آلت على نفسها ومن خلال رؤياك الثاقبة وبصيرتك الهادفة اقتصرت الكويت بتحالفاتها على درء الاخطار وردع الاعداء فقط حماية لامنها واستقرارها، ولم تستخدم تحالفاتها للاضرار باالاخرين، حتى اولئك الذين اساءوا الى الكويت وارتكبوا ابشع حماقات التاريخ والتي عادت عليهم بالويل والثبور بل كانت الكويت حريصة على عدم ايذاء احد بعيدا كان او قريبا.
بحكمتك ياسمو الامير جعلت من الكويت مركزا للحكمة والتوازن السياسي الذي سننت انت بثاقب فكرك هذا النهج المتوازن ايمانا منك بان الاضرار باالاخرين حتما سيضر الكويت فيما بعد، وهذا الهام من الله لك لتنتهج نهج اباءك واجدادك الكرام ونهج رجالات الكويت الذين يعلم الناس جميعا ان اهل الكويت اهل خير منذ مئات السنين وقبل ظهور النفط وحريصين على فعل الخير لاجل الخير، وداعيهم في ذلك هو مادعاك انت طيلة السنين الماضية، تجوب العالم بحثا عن المحتاجين بين زوايا دول العالم لا هم لك ولاغرض الا اسعادهم ورفع الحاجة عن كاهلهم ايمانا منك بان الانسان مهما كان لونه او اصله او جنسه او بلده هو بحاجة للرعاية والمساعدة، فاكسبت الكويت سمعة طيبة ومكانة عالية بين الدول، واصبحت الكويت بفضل الله ومن ثم بفضل جهودك مركزا عالميا للانسانية والحكمة والتوازن السياسي الذي غاب مشهده عن كثير من الدول هنا او هناك .
بحكمتك ياسمو الامير جعلت من الكويت مركزا للحكمة والانسانية، فالكويت بفضل الله وجهودك وثاقب بصيرتك حازت على احترام العالم لتوازنها السياسي واعتدال منهجها بالمساعدات وحبها لخير البشرية جمعاء واشاعة السلام بين دول العالم، فالمساعدات الكويتية مشروطة بعدم الاضرار بالغير، ولم تسمح الكويت لنفسها يوما ما ان تستغل مساعداتها واموالها وجهودها السياسية لطرف ضد طرف، فكل الاطراف امام الكويت سواء، بل امتلكت الكويت بفضل الله وجهودك ياسمو الامير زمام المبادرة ببذل الخير واشاعة السلام بين الدول، فالكويت وانت قائدها بالعمل الانساني تعمل على حل المشاكل لا خلق المشاكل، وتعمل على اشاعة السلام لا تقويض فرص السلام، وتبذل مالها وجهود رجالها وعلى رأسهم سموك حفظك الله فكم من جهد قمت به لرأب صدع او رتق فتق في جدار السلام لاجل ان يسود السلام والاستقرار في الخليج وبقية دول المنطقة وعلى هذا يشهد العالم لك حفظك الله ورعاك .
حفظك الله ياسمو الامير ورعاك وايدك بعونه ان شالله
حفظ الله سمو ولي العهد الامين
حفظ الله الكويت واهلها .
*عضو معهد المؤرخين البريطاني
باحث في تراث الكويت والجزيرة العربية.