مقالات وكتاب
تجار البشر.. يأكلون اليابس والخضر

بقلم: محمد عبدالمحسن البرجس
إلى متى سيظل الإنسان منا مأكله من حرام وملبسه من حرام وإن كان يدري فهي كارثه وإن كان لا يدري فالأمر أجّل وأفّدح ، وإلى متى سيظل الإنسان يظلم أخاه الإنسان ؟ فكل ملبس ومأكل من حرام يعود على الأبناء شراً فيصبحون أشراراً وتُنزع منهم البركة ورضا الله سبحانه وتعالي ، وإلى متى ستظل الفئة القليلة من أبناء وطنناً تُتاجر في أرزاق البشر من الشعوب الأخرى لمجرد وسع عليهم الرزق وجعلهم سبباً لأن يعيش بجوارهم الأخرون؟ وإلى متى ستظل العدالة مُتجاهلة هؤلاء الناس ولا تستطيع أن تجد الحل؟
فلقد أمر الله سبحانه وتعالى الإنسان أن يسعى لطلب الرزق ولا يجلس مهموماً محسوراً ، وبسبب السعي إلي الرزق كانت هجرته إلى بلد أخرى فربما وجد فيه رزقاً حلالاً ، فقد مّن الله على دولة الكويت بالخير فياتي الناس إليها لطلب الرزق ، كما قال الله سبحانه وتعالي في مُحكم كتابه بسم الله الرحمن الرحيم “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ” صدق الله العظيم
والكُل يعلم إن من فتح الله عليه مزوالة اي نشاط تجاري من حقه أن يأتي بعماله من خارج وداخل البلاد ، والكل يعلم جيداً مدى ما يتحمله كل إنسان قادم من مصاريف وأعباء فادحة من المبالغ الطائلة التي يطلبها تجار الإقامات مقابل استخراج عدم ممانعة (فيزا) ، وما أن يصل إلى أرض البلاد حتي يشعر بدوامة رهيبة، وكيف باع كل ما يملكه في بلده أو أستدان من هذا وذاك على أمل السداد ، وبين وهمية العمل هنا وربما لا يجد للشركة التي أحضرته إلا مجرد مكتب صغير وكل ما هناك تجد وسيطاً يشرح له أن الشركة قد أنهت عملها وعليك أن تبحث عن عمل أخر ومقابل ذلك سنأخذ منك مبلغاً يترواح بين 500 و 700 دينار سنوياً ويوافق رغماً عنه ، ويبحث المسكين عن بعض الأقارب يقومون بإيوائه إلى أن يبحث عن العمل المنشود ويجد العمل عند غير كفيله وتسير به الأيام وفجأة يجد الأبواب المغلقة في تجديد إقامته وذلك حين يغلق ملف الشركة ، ويتم إبعاد كل من لا يعمل لدى كفيلة الحقيقي، وتسّود الدنيا بعينيه وتصبح بإتساعها أضيق من ثقب الإبرة ، ويجد المسكين في الطريق إلى بلده بعد أن قُبض عليه بلا ذنبٍ إقترفه، وجريمته أن جاء يبحث عن رزق له في أرض الله التي قالوا عنها أنها مليئة بالخير والبركة ، هذه مأساة بسيطة من مأسي يومية تعيشها البلاد وتخلقها القوانين الغير مُنصفة وخلقها كذلك جشع الإنسان وظلمه لأخيه الإنسان ، وهناك فئة أخرى سليمة في تصرفاتها ومعاملاتها وشركات قائمة بالعمل فعلاً وفيها استقرار ولكن تأتيها مواقف تحتاج فيها إلي بعض التخصصات لإنهاء بعض الاعمال بسرعة أكثر فتستعين ببعض العمالة من شركات أخرى تكون هذه الشركة في هذا التخصص أنهت هذه العماله فهي بمثابة تبادل خبرات بين الشركات فيجد العامل أو الفني هذا يُعامل المعاملة نفسها عن التفتيش والضبط ويكون طريقه الإبعاد، هؤلاء الناس يتعرضون لقسوة الحياة وشدتها ويتعرضون لأبشع أنواع الاستغلال حتى إذا ضاقت بهم الحياة فلا يجدون مخرجاً، أليس من الممكن أن يكون ردة فعلهُ بالقسوة والشدة نفسهما اللتين تُوصلانه إلى إرتكاب الجريمة وحتى لو قبض عليه وسُجِن فالنتيجة عنده واحدة فبعد أن كان في سجن كبير إسمه المجتمع أصبح في سجن صغير ولكن ترك أسره له في وطنه تشردت وضاعت كُل أحلامها.
أليس من العدل أن يُدّرس الأمر بنظرة إنسانية مع القليل من القوانين الميسرة والمنظمة حتي يباركُ الله سبحانه وتعالى لنا في أولادنا وأموالنا ، وهدانا الله لما فيه خير بلدنا ، وأُبارك للجميع قرب قدوم الشهر الفضيل شهر رمضان
“والله المُوفَق والمُستعان”