مقالات وكتاب
أمل وطن وآمال شعب
بقلم: عمار العجمي
توالت تصريحات أعضاء مجلس الامة -خاصة الشباب منهم- بأن الأيام تمضي والجلسات تتوالى دون أي إنجاز يذكر سواء بالإختصاص الأصيل المتمثل بالتشريع ، أو ذلك المتمم لسيادة الأمة بالرقابة الفعالة على آداء السلطة التنفيذية .
ورغم أن الفترة السابقة للإنتخاب وإبان الحملات الدعائية والإعلانية أعطيت الوعود وبذلت الجهود لرسم ملامح المرحلة المقبلة ، إلا أن الواقع السياسي فرض هيمنة الحكومة على قرار المجلس ، فدان أغلبية أعضاء مجلس الامة لهذه الهيمنة رغم صدق نوايا الكثير منهم وإخلاصهم .
إن كل محب لهذه الارض الطيبة يسوءه تردي الأوضاع وهيمنة الفساد وإستشرائه على نحو نخر فيه أركان الدولة وهز الاقتصاد وانتهك المال العام ، فالكويت تملك من الإمكانيات والطاقات البشرية ما يجعلها في مصاف الدول المتقدمة أو النامية بإطراد على أسوء تقدير ، إلا أن ضعف الحكومة وفقدانها القرار وتغولها الإختصاصات الدستورية ، بما يقابل ذلك من فقدان مجلس الامة لهويته وإنسياقه خلف الحكومة وتخليه عن إختصاصاته الدستورية رضاء وترغيبا ، أو ترهيبا بلي الذراع كما في مسائل الجنسية لأمر يحرق القلب ويندى له الجبين .
إن على أعضاء مجلس الامة قراءة تطلعات وآمال الشعب ، فالتنمية ومكافحة الفساد ليست شعارات ترفع وإنما فعل وجهد يبذل مرضاة لله وآداء لحق الوطن وإستحقاقا لشعب أصيل كريم ، ولا يمكن للمجلس أن ينجح بمواجهة تغول الحكومة وتركز الإختصاصات لديها إلا بتكاتف أغلبية صادقة ، بخارطة عمل تشريعية تقرأ الواقع وتنسجم مع الآمال كي تقوم حكومة عاجزة فرضها النظام السياسي الذي يحتاج للتطور لمواجهة التحديات التي تواجه وطننا الغالي وأبناءه الكرام .