مقالات وكتاب
خطاب البراك متوازن ووضع الكرة في ملعب الحكومة
الواشنطن بوست وصفت خطابه بانه أكثر مشاهدة من لقاءات سابقة لحكام عرب!!
خطاب البراك متوازن ووضع الكرة في ملعب الحكومة
بقلم: سالم الشعشوع
دخل إلى السجن محمولا على الأكتاف وخرج منه محمولا أيضا على الأكتاف، تنسم عبير الحرية بعد أن قضى عامين في السجن، لقبه محبوه بـ “ضمير الأمة” لم يحصل على هذا اللقب من فراغ بل لدوره في التصدي للفساد والفاسدين من خلال وجوده في قاعة عبدالله السالم.
انه النائب السابق مسلم البراك والذي صنف عالميا بثالث معارض على مستوى العالم، والذي احتشد آلاف المواطنين لاستقباله ما بين السجن المركزي وديوانه بمنطقة الأندلس والذي تصدر وسم ” #مسلم البراك “، التصنيف الأول عالمياً عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر.
البراك الذي حصل على 30,118صوتا في انتخابات مجلس الأمة 2012 عن الدائرة الرابعة وهذا الرقم يعتبر الأعلى في تاريخ الكويت لم يسبقه فيه أحد إلى الأن.
في خطاب البراك اعترف بالأخطاء ولم يتعال ولم يغتر وقال: نعم أخطأنا أنا والمعارضة بعدم تعديل قوانين كثيرة، ونحن نعترف إذا أخطأنا، أما السلطة فأخطاؤها مدمرة، معلنا أمام الحشود من الجماهير أن يده ممدودة للجميع وأن طريق المصالحة مع الشعب مفتوح أمام السلطة.
البراك الذي وأد الفتنة حينما قال : أتمنى ان نلغي كلام سني وشيعي و بدوي وحضري فقط على الجميع أن يقول أنا كويتي.
هذه هي أخلاق الشرفاء الذين يدافعون عن مقدرات الوطن دون منفعة ولا مصلحة إلا انه رجل أحب وطنه فاحبه الشعب، لدرجة ان جريدة الواشنطن بوست وصفت خطاب البراك بالحرف الواحد
“خطاب المعارض الكويتي مسلم البراك كان أكثر مشاهدة من لقاءات سابقة لحكام عرب” وهذا يذكرني بالمثل المصري من حبنا حبيناه وصار متاعنا متاعه ومن كرهنا كرهناه يحرم علينا اجتماعه.
فمن يحرضون على البراك ويحاولون اللعب بالألفاظ والخلط بينه وبين سمو أمير البلاد حفظه الله نقول لهم موتوا بغيظكم، فالأمير صباح الأحمد هو أمير الكويت الشرعي ووالد الجميع أما البراك فهو مناضل سياسي يرى فيه الجميع صوتهم.
فقد رد عليهم البراك في خطابه التاريخي بان النظام من الثوابت ولو تعرض لشيء لنزلنا للشارع للدفاع عنه، مؤكدا ليس منا من يفكر بتغير نظام الحكم ومكررا: “لا يوجد اثنان في الكويت يختلفان حول نظام الحكم”
وأحب أن أوضح للشعب الكويتي أن من هاجم البراك قد أزعجهم استقبال الشعب الكويتي له أثناء خروجه من المعتقل لاسيما وان خطاب مسلم البراك يعتبر تاريخي وخطاب رجل دولة وضع النقاط على الحروف بل يعتبر الخطاب بمثابة بدء مرحلة إصلاحية جديدة عنوانها الرئيسي التعاون والبناء و أهم ما جاء من وجهة نظري حديثه عن الشباب وإعطائهم فرصة للعمل السياسي السلمي فحقا انه خطاب زعيم سياسي ورجل دولة قلما يجود الزمان بمثله.
وعلى الرغم من ان هناك من يختلف مع البراك سياسيا، الا انه اعتبر خطابه متوازنا ووضع الكرة في ملعب الحكومة لاسيما عندما أكد انه إذا اقتربت الحكومة خطوة نحو الشعب سيقترب الشعب خطوتين، فهل تدرك الحكومة معنى ذلك وتستغل الفرصة في المصالحة مع نفسها أولا ثم مع الشعب؟!