مقالات وكتاب
الأمير وتنمية العلاقات الكويتية الجزائرية
الأمير وتنمية العلاقات الكويتية الجزائريةبقلم: عبدالرحمن المسفر
يُعزى الفضل لله أولا ثم لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في جعل دولة الكويت لاعبا لافتا للأنظار في المجتمع الدولي ، فاعلا في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي ، متمتعا بعلاقات متينه مع الأقطار العربية ومن ضمنها الجمهورية الجزائرية التي بدأ يتصاعد نجمها على الأصعدة الاستراتيجية والسياسية والعلاقات الدولية ومتانة الاقتصاد المحلي وتوطين التكنولوجيا والصناعة الهادفتين ، فضلا عن الموارد الطبيعية التي تحتويها هذه الجغرافيا مترامية الأطراف ، إضافة إلى الكفاءات البشرية المتخصصة في شتى المجالات ، ناهيك عن طموحات قيادات هذا الوطن العليا والتنفيذية وعلى رأسها رئيس الدولة عبدالعزيز بوتفليقة في اللحاق بركب الدول المتقدمة في علوم الفضاء والاعتماد على السواعد الجزائرية في تكوين صناعات عسكرية ومدنية جزائرية تلبى الاحتياج الذاتي ، وتعمل جاهدة على فتح خطوط إنتاج تصديرية للخارج ، بما يتيح مزيدا من العوائد الربحية التي تصب في خزانة الدولة، مما يشكل تعزيزا إضافيا لاقتصاد هذا العملاق الذي يتقدم بخطى متسارعة .
أكثر من ٤٠ عاما قضاها سمو الشيخ صباح الأحمد في وزارة الخارجية قبل أن يصبح أميرا للبلاد ، وكانت هذه الفترة الطويلة نسبيا كفيلة ببناء شبكة راسخة من العلاقات بين الكويت وسائر دول على العالم وفق قواعد قائمة على التوازن وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى واحترام القوانين والمواثيق والأعراف الدولية ومساعدة الدول الفقيرة والمتعثرة خدميا وإغاثيا وتنمويا عن طريق صندوق كويتي أنشئ لهذه الأغراض سُمي بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ويتبع هذا الكيان وزارة الخارجية، وبلاشك ، فقد حظيت الجزائر ومنذ عقود من الزمن باهتمام سياسي كويتي خاص ، كون هذه الجمهورية تدخل في سياق معادلة التوازن العربي استراتيجيا وعسكريا ، وأيضا لقِدم الروابط التاريخية الدبلوماسية الكويتية الجزائرية التي أسفرعنها و عبر مراحل زمنية أشكال مختلفة من التعاون الاستثماري والعلمي وغير ذلك ، علاوة على دخول رأس المال الخاص الكويتي في مشاريع جزائرية وأنشطة تتعلق بالمال والأعمال ، وأكبر مثال على ذلك بنك الخليج الذي بات ينتشر على نطاق واسع في مدن وأحياء الجزائر الحيوية ، ومن المفيد كذلك الإشارة إلى وجود ما يزيد عن ٢٠ اتفاقية بين حكومتي الكويت والجزائر ، عدا لجنة التعاون المشتركة بين البلدين التي تعقد اجتماعات منتظمة لتطوير آفاق بناء شراكة استراتيجية بينية متعددة النطاقات .
جهود سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وعلاقاته الأخوية المتينة مع رؤساء الجزائر وخصوصا الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة ، لعبت دورا أساسيا في تنمية العلاقة بين البلدين العربيين الشقيقين وتذليل العقبات كافة التي تعترض مسيرة مد جسور الشراكة والتعاون على مختلف الأصعدة والمستويات ، وهو ما أدى إلى وضع الكويت في دائرة التصنيف الحيوي لدى الجزائر على مستوى رئاسة الدولة فضلا عن وزارة الخارجية ، وهذا كله لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله ، ثم مساعي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الحثيثة في دفع عجلة تطوير العلاقة وتنميتها مع البلد الشقيق الجزائر .
السفير الجزائري في الكويت الأستاذ عبدالحميد عبداوي يقول : إنه معجب جدا بالحياة العامة بشقيها السياسي والاجتماعي ، ويأمل أن تتكلل جهوده بالنجاح ، وذلك من أجل ترجمة توجهات القيادتين السياسيتين الجزائرية والكويتية الراميتين إلى إحداث نقلات نوعية في العلاقات بين البلدين تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين ،
وهنا لابد من تسليط الضوء على ما يبذله الأستاذ عبدالحميد من جهد دؤوب لفتح الأبواب على مصراعيها للتواصل والتحاور والتقارب بين شعبي الجزائر والكويت، وكذا تبني كل ما من شأنه ترقية العلاقة بين البلدين من مبادرات ومشاريع وصلات ثقافية وحضارية وإعلامية وسياحية .
وفي المقابل ، فإن سفيرنا النشط في الجزائر سعادة الأستاذ محمد الشبو ، يقوم بواجباته الدبلوماسية على أكمل وجه ، لتحقيق رغبة القيادتين الجزائرية والكويتية في إطلاق مرحلة جديدة ونوعية من العلاقة، تعميقا للتعاون المشترك ، وترسيخا لقيم التقاهم والحوار اللذين أرساهما صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مع القطر الجزائري الشقيق.
أخيرا: من المهم أن تكون هناك استراتيجية إعلامية مشتركة بين البلدين تهدف إلى تعزيز الروابط المشتركة وخلق حالة دائمة من الحوار والتفاعل وتبادل الخبرات والمعارف ، دفعا لمسيرة العلاقة التاريخية إلى الأمام تطويرا وتنمية وازدهارا.