مقالات وكتاب
الرؤيا والبعد الإنساني للأمير
بقلم: أحمد بن برجس
عمق الرؤيا والبعد الإنساني لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أكبر مما نعتقد ونتصور وأكبر من كل كلمات الإنسانية التي يتشدق بها الكثيرون ولم يعملوا شيئا لتطبيقها على أرض الواقع كما فعل سمو الأمير يحفظه الله.
ان الكارثة التي مرت بالكويت وشملت العالم أجمع طيلة سبعة أشهر متواصله استلهم منها سمو الأمير بعدا إنسانيا آخر يضاف للابعاد الانسانية التي كان يحملها في وجدانه منذ نعومة أظفاره، لذلك عمل من خلال تلك المبادئ الإنسانية بابعادها العالمية ولما تولى الحكم أميرا لدولة الكويت وضع نصب عينيه تخفيف معاناة الشعوب العربية والإسلامية فسخر امكاناته وكل إمكانيات الدولة ومؤسساتها في بث روح الأمل والتفاؤل في قلوب المشردين والنازحين واللاجئين من مختلف الطوائف والاثنيات العالمية، فقدم لهم مالم يقدمه أحد قبله من مأوى ومعيشة وعلاج وتعليم ورعاية اجتماعية وهذا الأمر الذي دعا العالم ممثلا بالأمم المتحده أن ينظر له كأول حاكم في العالم تشمل مبادراته ومساعداته أصقاع العالم باحثا عن مشرد أو معوز أو يتيم أو لاجئ أو محتاج مسخرا كل جهوده وإمكانات بلاده لخدمة الإنسان أينما كان فاستحق بجدارة واستحقاق لقب قائد العمل الإنساني واستحقت الكويت بفضل الله وجهوده لقب مركز العمل الإنساني.
عشر سنوات مرت على الكويت والمنطقة الخليجية والعربية والإسلامية تنوء بأثقال ونزاعات وحروب غير مشروعة وغير منطقية وكان بها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد شعلة من النشاط والحيوية لأجل إحلال السلام هناك والوئام هنا ولأجل الإنسانية بأسرها فالكويت أصبحت في عهده نموذجا للوحدة الوطنية من خلال الرؤى الوطنية التي أظهرها ونادى بها وعمل لها وأعطى للكافة مثالا رائعا وواضحا بأهمية الولاء والتكاتف والوحدة بين كل أطياف المجتمع الكويتي ونجح لترسيخ مبادئ القانون والدستور
وعلى الصعيد الخليجي كان سموه، يحفظه الله، من أكثر القادة الخليجيين حرصا على وحدة الصف والكلمة لمواجهة تداعيات الحروب والنزاعات في المنطقه وله في دعم أمن واستقرار الخليج جهود واضحة قديما وحديثا ويشهد له الكثيرون بهذا.
أما على الصعيد العربي فقد تحمل الكثير من المتاعب في سبيل لم شمل العرب وتوحيد مواقفهم من أجل المصلحة العربية العليا التي كرس جهوده لها منذ سنين طويلة وبعيدا عن ضجيج أدعياء القومية والعروبة التي لم تر المنطقه العربية منهم إلا الويلات والحروب والنزاعات الفارغة فاثبت لهم بما لايدع مجالا للشك أن حب العرب عمل واجتهاد وبذل مال وجهد وليس اقوالا تذهب مع الريح كما يفعلون هم وأثبت سموه للعالم أن الإسلام الحق هو حب الخير للانسانيةجمعاء لأن هدى الله جاء للناس أجمعين ولم يقتصر على فئة دون غيرها أو مجتمع دون آخر وهذا هو روح الإسلام الحق الذي عمل من خلاله سمو الأمير لخير كل إنسان على وجه الأرض.
عندما يذكر اسم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يتبادر إلى الذهن دائما مصطلحات اقترنت باسمه مثل القائد الحكيم وحامي الدستور ومخطط المستقبل ورجل السلام وقائد العمل الإنساني لأنه قدم للإنسانية جمعاء مبادرات شملت اسمى معاني الإنسانية من خلال مسارات كثيرة سار عليها سياسية وإنسانية واجتماعية وليس أدل من ذلك مساعيه بالصلح بين الفرقاء أبناء الوطن الواحد بدءا من اليمن إلى العراق وسورية ودول أفريقيا وكل ذلك يجري تحت إشرافه ومشاركته ومشورته ودعمه وتوجيهاته الكثيرة بضرورة التسامح والتصالح .
دائما يضفي سمو الأمير على أعماله ومبادراته الإنسانية شيئاً من الصمت فهو لايحبذ التفاخر والتباهي بما يفعل لأنه يؤمن بأن مايقوم به هو نتيجة حبه للإنسان ورفاهيته أينما كان فهو ينظر لأعمال الخير من منظور الحاكم الإنسان وليس من منظور السياسي وماخفي من أعماله الإنسانية والخيرية أكثر مماظهر على السطح وعرفه الناس.
يعتبر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من اكثر الزعماء حضورا للمناسبات الدولية والعالمية وهو الرجل الأول بين حكام العالم بالمبادرات الإنسانية والسياسية وقد تفوق على من هم قبله من الحكام وسبق من هم بعده بالمبادرات الانسانية والسياسية فقد بادر برعاية مؤتمر المصالحة اليمنية اليمنية ورعا 5 مؤتمرات للمانحين لمساعدة الشعب السوري ناهيك بمبادراته ومواقفه وجهوده من أجل السلام العالمي وضرورة نبذ الخلافات وحل النزاعات بالطرق السلمية.
وقد وصف سمو الأمير بأنه(الرجل الملتزم) الذي يفي بوعده والوفاء من أخص خصال سمو الأمير والوفاء من أطيب الصفات وهي إحدى مكارم الأخلاق التي حض عليها الله تعالى في كتابه والرسول الكريم بوصاياه لصحابته والوفاء صفة يعرفها الكل عن سموه يحفظه الله .
يعتبر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مفخزة لكل كويتي ولكل عربي ولكل مسلم ولكل إنسان على وجه الأرض لأنه احب شعبه وعمل لأجله إنسانيا حتى ارتقى سلم المجد وأص.بح قائدا إنسانيا يفتخر به كل إنسان.
- أحمد بن برجس
– عضو معهد المؤرخين البريطاني
– باحث في تراث الكويت والجزيرة العربية
– خبير في شؤون القبائل والأنساب