مقالات وكتاب
يستحقون وداعاً لائقاً
بقلم: د. محمد المطيري
في نهاية كل عام دراسي كلنا يسمع ويتحدث عن نبأ كشف المحالين للتقاعد من شاغلي الوظائف الإشرافية بوزارة التربية ، فيقول البعض أنهم قد أخذوا فرصتهم وفرصة غيرهم ، ولقد أطالوا البقاء في المناصب الإشرافية وأن مثل هذا القرار قد صدر متأخراً ، ومن مثل هذا الحديث الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، ويتفق معي الكثير أنه في غير موضعه وأنه حديث يرد عليه .
إن هؤلاء القياديين والتربويين قد بذلوا الجهد الجهيد في خدمة العملية التعليمية منذ دخولهم في محيطها وباختلاف وظائفهم ، فساهموا في دعم الطالب والمنهج والمدرسة وولي الأمر وكل ما يتعلق بالعمل التربوي على حساب جهدهم ووقتهم وأسرهم وصحتهم .
قد يتساءل البعض فيقول إنهم لم يقدموا ذلك الجهد بالمجان . فأقول أيضا غيرهم من شاغلي الوظائف الأخرى لم يقدموا الجهد مجاناً ، لكن المطلوب من العاملين في القطاع التربوي مقارنةً مع غيرهم لا يقدر بقدر ولا يضاهى بأي وظيفة أخرى ، فلقد حمل هؤلاء المربون والمربيات رسالةً آمنوا بها حق الإيمان ورعوها حق الرعاية وحرصوا على تطبيقها في ميدان العمل منذ أن كانوا معلمين ومع تدرجهم في السلم الوظيفي حتى نهاية الرسالة مع الإحالة للتقاعد .
السؤال الذي يطرح نفسه :
ألا يستحق هؤلاء المربون الأفاضل تكريماً يليق بما قدموه ؟
فنحن يا أعزائي أمام قوم متقاعدين من وظيفة ليست كباقي الوظائف !
إن هؤلاء هم من قاموا بالتعليم والتثقيف والنصح والإرشاد ، وهم من حثوا على الصواب ونهوا عن الخطأ حتى أخرجوا للمجتمع من شغل مختلف الوظائف والمهن .
فيجب أن تتبنى وزارة التربية متمثلةً بمسؤوليها خطةً سنوية لتكريم لائق للمتقاعدين من سلك العمل التربوي .