شؤون دولية

قطاع الطيران العالمي في حاجة لـ 30 ألف طائرة خلال 20 عاماً

تقُدر حاجة قطاع الطيران عالمياً لنحو 30 ألف طائرة جديدة خلال العشرين عاماً المقبلة، لا سيما في ظل حالة النمو الكبير الذي يشهدها القطاع وارتفاع مساهمته في الدخل القوي العالمي، إلى أكثر من 2.7 تريليون دولار، بحسب خبراء مختصين.

وتوقعت وكالة “موديز” للتصنيفات الائتمانية، في آخر تقاريرها عن قطاع الطيران العالمي، أن يستمر الطلب على نقل الركاب في الاتجاه الصاعد ولو ببطء، بدعم من النمو الاقتصادي العالمي “المتواضع” مع استمرار الانخفاض النسبي في تكلفة الوقود، وزيادة إعادة تأجير الطائرات، فضلاً عن نمو شركات الطيران منخفض التكاليف.

وقال خبراء، على هامش القمة العالمية للصناعة والتصنيع المنعقدة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، أن قطاع الطيران العالمي أخذ في النمو السريع بفضل تنامي الطلب، في حين يعزز انخفاض أسعار النفط أرباح شركات الطيران.

ويتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا” وصول صافي أرباح قطاع الطيران العالمي في العام 2017 إلى 29.8 مليار دولار مع إجمالي إيرادات من 736 مليار دولار.

وستكون هذه السنة هي الثالثة على التوالي التي ستحقق شركات الطيران عائداً على رأس المال المستثمر يبلغ 7.9% وهو أعلى من متوسط الكلفة المرجح لرأس المال الذي يبلغ 6.9%.

عدة تحديات

وقال جان بي، الأمين العام لمؤسسة صناعة الدفاع والفضاء الأوروبية، إن قطاع الطيران العالمي يواجه عدة تحديات تحتاج إلى معالجة سريعة، خصوصاً مع زيادة الطلب في السوق التي تنمو بنسبة 45% سنوياً.

وأشار إلى أن هناك نحو 17 ألف طائرة عاملة حالياً، وتنقل الطائرة الواحدة 100 مسافر على الأقل أو 10 طن من المواد والبضائع في الرحلة الواحدة.

وأضاف بي: “في غضون 20 عاماً، سيكون هناك حاجة إلى حوالي 30 ألف طائرة متاحة، في حين سيكون عدد كبير من الطائرات العاملة حالياً خارج الخدمة بعد عشرين سنة أو على الأقل بحاجة إلى التحديث”.

وأعتبر جان بي، أن الأمن الإلكتروني والخوف من اختراق أنظمة الطائرات يعتبر أحد أهم التحديات التي تواجه صناعة الطيران، مؤكداً على أن إنتاج 30 ألف طائرة سيحتاج إلى حجم كبير من التقنيات التي سيتم توظيفها في هذه الطائرات.

طلب متزايد

وقال مايكل بيترز، الرئيس التنفيذي لمركز هولندا للفضاء “نلر”، إن شركات الطيران الكبرى مثل “بوينغ” و”إيرباص” مطالبة بتصنيع نحو 60 طائرة جديدة شهرياً لتلبية الطلب المتزايد على الطائرات المتوقع وصولها إلى 30 ألف في السنوات العشرين المقبلة.

وأضاف بيترز، أن صناعة الطيران تؤثر على سلامة البيئة خاصة في ظل الإنتاج الكبير المتوقع خلال السنوات المقبلة، لافتا إلى أن شركات كبرى بدأت بالفعل في البحث عن بدائل تسهم في الحفاظ على البيئة، مثل استخراج الوقود البيولوجي البديل من البكتيريا.

وتابع: “على الرغم من أن هذه المحاولات لم تصل إلى الاستخدام التجاري واسع النطاق إلا أنها تحقق تقدماً ملحوظاً، حيث تلعب أسعار النفط دوراً مهماً في تعزيز الابتكار في هذا المجال؛ كما يتوجب على شركات الطيران العمل على تخفيض الانبعاثات الكربونية بنسبة 50%.”

وطالب بيترز بضرورة الاعتماد على التكنولوجيا والأتمتة في مجالي التصميم والتصنيع، وذلك لما تتميز به من قدرة على خفض التكاليف، وضمان أمن وسلامة الطائرات والمسافرين على حد سواء.

دور محوري

من جانبه، قال تيتسورو هيسانو، نائب الرئيس والمدير العام لمكتب إدارة برامج الطائرات التجارية لدي شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، إن هناك نمو ملحوظ في قطاع الطيران العالمي، أدى إلى ارتفاع مساهمته في الدخل القومي العالمي إلى أكثر من 2.7 تريليون دولار.

وطالب هيسانو، بضرورة استثمار شركات الطيران في الكوادر البشرية، إذ يعد من أهم عوامل النجاح والنمو بما يسهم بدور محوري في تطوير هذه الصناعة والإضافة لها والانتقال بها إلى مستويات متقدمة، كما طالب بتأسيس بنية تحتية متقدمة تحقق متطلبات هذه الصناعة لاسيما تلك المتعلقة بالأمن والسلامة.

كانت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني، منحت قطاع الطيران العالمي مؤخراً نظرة مستقبلية “مستقرة” خلال العام الحالي (2017)، مشيرة إلى أن تكاليف الوقود والقدرة الاستيعابية لشركات الطيران هما المحددان لحركة القطاع خلال الأعوام الثلاثة القادمة.

 

المصدر: الأناضول

إغلاق
إغلاق