سياسة دولية

«كردستان» العراق «يطرد» مقاتلي «الكردستاني» من أراضيه

32

طلبت رئاسة اقليم كردستان العراق أمس من حزب العمال الكردستاني «بي كا كا» ان يقوم «باخراج قواعده من اراضي الاقليم» لتفادي وقوع ضحايا مدنيين في الغارات التي يشنها الجيش التركي ضد معاقله في شمال العراق، بعد مقتل سكان في قرية زاركلي شمال اربيل.

وجاء في بيان رئيس اقليم كردستان مسعود بارازاني «يجب على قوات حزب العمال الكردستاني ابعاد ساحة الحرب عن اقليم كردستان لكي لا يصبح المواطنون ضحايا هذه الحرب والصراع».

وقد اطلقت انقرة عملية عسكرية جوية مزدوجة ضد تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» في سورية وحزب العمال الكردستاني في العراق.

وبحسب بيان رئاسة الاقليم فإنه قتل واصيب عدد من المواطنين فجر أمس نتيجة القصف الجوي التركي على قرية زاركلي.

وقالت «في الوقت الذي ندين هذا القصف الذي ادى الى استشهاد عدد من سكان اقليم كردستان نطالب من الحكومة التركية عدم تكرار قصف المدنيين لان استشهاد المواطنين المدنيين لاقليم كردستان لا يحمل اي مبرر».

وطالب البيان الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني بـ«العودة الى عملية السلام».

كذلك اكد كفاح محمود المستشار الاعلامي في رئاسة الاقليم لوكالة فرانس برس ان «كلام ديوان رئاسة الاقليم واضح في مطالبة حزب العمال الكردستاني بابعاد قواعده العسكرية من اراضي الاقليم لكي لا يعطي اي مبرر للحكومة التركية لقصف المدنيين».

وتابع محمود ان «المسبب الرئيسي هو حزب العمال الكردستاني لانه لو لم تكن هناك قواعد له في داخل اراضي الاقليم فان تركيا لن تقصف المدنيين».

وأوضح ان «رئاسة الاقليم تطالب من حزب العمال باعادة هذه القوات وخاصة ان هناك اتفاقية امنية بين الحكومتين العراقية والتركية تعطي الترخيص لتركيا بالتوغل داخل الاراضي العراقية وهذه الاتفاقية مازالت سارية المفعول. لهذا نحن نطالب حزب العمال باخراج قواعده من اراضي الاقليم لانه يعطي المبررات للحكومة التركية للقيام بهذا القصف».

من جهة أخرى، طالب مسؤول في اقليم كردستان العراقي الحكومة التركية بوقف غاراتها الجوية على متمردي «العمال الكردستاني» المتمركزين في اراضيه، داعيا الى حل سلمي للنزاع.

واذ انتقد مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الاقليم فلاح مصطفى بدر قرار الحزب بإنهاء الهدنة التي كانت سارية بين المتمردين وتركيا، شدد على ان قصف مواقع المتمردين ليس الحل الانسب.

وقال مصطفى للصحافيين خلال زيارته لواشنطن «بالطبع نحن لا نريد لبلدنا ان يتعرض للقصف ولا نعتقد ان هذا الامر يساعد في حل النزاع».

واضاف ان الغارات الجوية التركية «لن تؤدي الا الى تصعيد التوتر.

لهذا السبب نطالب الطرفين بالعودة الى وقف اطلاق النار»، موضحا «نعم، نحن لا نوافق على انشطة حزب العمال الكردستاني مؤخرا، ولكن هذا لا يعني ان الرد يكون عبر القصف».

واضاف ان انقرة لم تبلغ حكومة اقليم كردستان بالغارات، التي استهدفت مؤخرا مواقع حزب العمال الكردستاني في الاقليم، الا بعد شنها.

من ناحيته، قال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ان الحملة الأمنية التي تشنها القوات التركية ضد التنظيمات «الإرهابية» هي عملية «سلام وديموقراطية»، في اشارة منه الى الغارات التي تنفذها انقرة ضد مسلحي الدولة الإسلامية «داعش» وحزب العمال الكردستاني «بي كا كا».

وقال داود اوغلو في كلمة خلال برنامج المبادرة المدنية ضد الإرهاب ان «الاشتباكات مع المسلحين يمكن تجنبها في حال مغادرة كل الجماعات المسلحة الأراضي التركية».

وتعهد بمواصلة العمليات الأمنية حتى يتم طرد الجماعات المسلحة وإلقاء اسلحتهم وحتى إزالة تهديد داعش على الأمن القومي التركي.

وأكد موقف الحكومة الثابت من عملية السلام، موضحا انه لا يمكن السكوت عن قتل افراد من الشرطة التركية من خلال «استغلال» عملية السلام.

واشار الى ان حزب العمال المصنف ارهابيا في الولايات المتحدة واوروبا استغل التفجير الانتحاري ضد تجمع شبابي كردي في بلدة (سوروج) لخلق حالة من التمرد في البلاد مماثل لما فعلته اثناء مسيراتها دعما لسكان عين العرب كوباني السورية في اكتوبر الماضي.

وفي الارض، واصلت القوات المسلحة التركية عملياتها العسكرية ضد أهداف «بي كا كا» الإرهابية، داخل وخارج البلاد.

وقالت وكالة الأناضول إن 28 طائرة حربية من طراز «اف-16»، تابعة للقوات المسلحة التركية، شنت عملية عسكرية بدأت ظهر أمس الأول واستمرت لمنتصف الليل، دمرت خلالها أكثر من 65 هدفا، بينها مغارات وملاجئ ومخابئ تحت الأرض، ومخازن معدات وأسلحة.

وبحسب الوكالة فإن 260 من مقاتلي «بي كا كا» لقوا مصرعهم خلال العمليات العسكرية التي بدأتها تركيا ضد المنظمة قبل أكثر من اسبوع، إضافة إلى إصابة نحو 400 آخرين، بينهم نور الدين دميرطاش، الشقيق الأكبر لرئيس حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرطاش.

وقالت الوكالة في معلومات لا يمكن مقاطعتها مع أي مصدر آخر، ان بين الجرحى شقيق زعيم اكبر حزب مؤيد للاكراد في تركيا صلاح الدين دمرتاش.

والتحق نور الدين دميرطاش بمتمردي حزب العمال الكردستاني الذي لجأ الى الجبال في شمال العراق، فيما ترى فيه السلطات مؤشرا اضافيا على «التواطؤ» بين حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للاكراد، والذب فتحت السلطات تحقيقا مع زعمائه.

إغلاق
إغلاق