مقالات وكتاب
عادت حليمة .. بسرقتها الجديدة !!
بقلم: م. علي الحبيتر
من الأمثال العربية المشهورة ومرورا بالعادات والتقاليد والأعراف الإجتماعية تتشكل لنا معظم الشخصيات وتتحدد ملامحها ويتم التحكم بسلوكها ونرى مانراه ونخشى ما نخشاه من تصرفات لأشخاص ومن هم بدائرتهم ، وقد نحكم على بعض الأمور بالفشل ونختلف مع الأخر منها، ونضع تصورات لها ونحجمها تحت سقف هذه الكلمات والمقولات والأمثال التي أوجدت للبعض مسار يسلكونه بتأثير تلك العبارات التراثية وتعاطيهم لها والتغني بزمنها الجميل آنذاك دون أدنى مسئولية لتضعهم في منصه لاتتوافق مع رؤيتهم وأحداثهم مغيبين رغم الحضور المخجل .
البعض يرى صحة وضرورة تلك الأمثال والأقوال والأعراف الإجتماعية بمختلفها على مدى هذه الحياة ولايرى بأن لها تاريخ إنتهاء ليتناولها في يومياته!!
وهناك أيضا من يشعر بأنها تقتل التعاطي مع الذات وأن منها ينهي الطموح والإنفتاح والتواصل بصوره المختلفة.
لايعني إننا إنسلخنا من جلد طبيعتنا الإجتماعية ونزعنا دورنا الفعال بالمجتمع وأوقفناه وهدمنا البيئة التي جئنا منها ونسفنا الهوية المجتمعية.. ولكن !! لابد من وجود وقفة جادة تتناسب معنا لتلك الأبعاد وبوضوح وبكل التفاصيل حتى لايلغي أمر من أوامر وجودنا الحقيقي الذي نشعر فيه فعلا .
عندما نرتكب جريمة بحق أنفسنا ونُسلم أنفسنا للأعراف والعادات والتقاليد ونؤمن بها بأن لها تاريخ بداية وليس لها نهاية مع زمن كان له ظروفه ومعطياته وأشخاصه .
• سرقة العصر .. !!
عندما تخلق لك الأعذار لتتراخى مع ذاتك وتذوب مع الظروف وتخفيها من شخصك معللا بذلك أن الوقت ومن فيه ليس بوقتك، وتتوارى عن الأنظار تحت بند الإمكانيات والمعطيات ولغة التحدي لا مجال لها .
كثير ما نسرق أنفسنا ونعيش ظلمتها بتفاني ونزاول مهارات التغريب بالرغم من زهور الذات وظلالها وأجوائها التي تحتضننا .
الفكرة :
لاتستمد قوة البطش بحق نفسك من خلال أعراف وعادات وتقاليد لاتمت لك بصلة وبدون مسئولية ولتكن لك رؤية لها سقف وحدود تستطيع أن تبحر من خلالها .. لاتسرق ذاتك من خلال مهارات تضعها في إحباطك وتتفن في شروع القتل مع نفسك بأدوات منك وتهجر مواطن العطاء .
بالرغم من كمية الوعي ومقدار الإدراك ومواضع التقدم التي نشغلها من مراكز عمل وثقل إجتماعي وترابط من علاقات وتفهّم نحمله بداخلنا ، إلا أن نافذة من خلالها نحجب كل هذا ونكون في مفّصل يبعدنا عن كل ماذكرناه .
ونكون بين قوسين (عادت حليمة .. لسرقتها الجديدة) ضحايا العادات والتقاليد والأعراف الإجتماعية بسرقتنا لأنفسنا .