مقالات وكتاب
مشروع عاصمة النفط في العالم

بقلم: عبدالله العبد المنعم
منذ تدشين رؤية الكويت 2035 بعنوان «كويت جديدة» ونحن مستبشرون بهذه الرؤية التي تسعى لتحويل الدولة إلى مركز مالي وتجاري عالمي بما يحقق اقتصاد الرفاه والتنمية للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، لكن يبقى هناك أكثر من سؤال مطروح: ماهو الجدول الزمني التفصيلي لتنفيذ هذه الرؤية على المدى البعيد؟ ماهي المشاريع الاقتصادية التي ترفع من الناتج المحلي (GDP) للدولة؟ وليس فقط مشاريع البنى التحتية كالجسور والطرق والمطارات والمستشفيات رغم أهميتها.
لفت انتباهي قبل أشهر مشروع أكاد أجزم أنه سيساهم في رفع النمو الاقتصادي ويصب في مصلحة رؤية الكويت 2035، إنه مشروع «الكويت عاصمة النفط في العالم» الذي أطلقه رئيس شركة نفط الكويت السابق (KOC) المهندس أحمد العربيد ومجموعة من المبادرين ونخب المجتمع الكويتي من المختصين والمهتمين في المجال النفطي.
تتلخص فكرة هذا المشروع بأنه إذا أردنا أن نتحول إلى مركز مالي وتجاري عالمي في 2035 فيجب خلق اقتصاد قوي متين يقف على أسس راسخة، وكرأي شخصي أعتقد أننا مهما تحدثنا عن تنويع مصادر الدخل فلن نبلغ أكثر من 30% من إجمالي إيرادات الدولة كاستثمارات أجنبية وعوائد لاستثمارات خارجية، وعلى أي حال فأصحاب المشروع يؤمنون بتحسين استغلال الموارد النفطية من خلال الصناعات النفطية التقليدية، وصناعات المشتقات النفطية، والمنتجات الصناعية التحويلية كأدوات لتحويل الكويت إلى عاصمة للنفط في العالم، لاسيما وأن الكويت هي سادس أكبر احتياطي للبترول في العالم كما أنها تتمتع بمخزون نفطي في باطن الأرض وظروف جيولوجية لا مثيل لها، مما يصعب على أي دولة نفطية خليجية أو غير خليجية أن تعمل على تنفيذ فكرة مشابهة لهذه.
كما يعتقد أصحاب المشروع كذلك بضرورة تظافر الجهود نحو تنمية الموارد البشرية الكويتية كي تكون ركيزة فاعلة في تطوير النهضة النفطية القادمة من خلال مراكز أبحاث نفطية وجامعات ومعاهد تدريب، أضف إلى ذلك تعزيز البعد الإعلامي والتسويقي لمشروع «الكويت عاصمة النفط في العالم» لاحتضان مكاتب الشركات النفطية العالمية و شركات الخدمات النفطية الكبرى و كافة المنظمات الدولية المعنية بالنفط، أي باختصار .. تحول مشاريع وأنشطة ومساهمات الدولة نحو المجال النفطي من صناعات ومشتقات.
المشروع ضخم جدا من حيث فكرته و آليات عمله ولا يمكن اختزاله في إطار مؤسسة أو قطاع من قطاعات الدولة، بل هو مشروع دولة أتى ضمن مشاريع رؤية الكويت 2035 يجب دعمه حكوميا وشعبيا، وحسب ما بلغني أن الفكرة تم تبنيها من أعلى المستويات وأدخلت في حيّز التنفيذ، والجدير بالذكر أن مشروعي مصفاة الزور والوقود البيئي في القطاع النفطي والجاري تنفيذهما حاليا على الأرض يعدان من المشاريع الاستراتيجية الضخمة اقتصاديا على مستوى العالم، ورافدا تنمويا حيويا لدولة الكويت يجب تسليط الضوء عليهما، كما يحققان فكرة مشروع «الكويت عاصمة النفط في العالم» وإن كانا ليسا من ضمن هذا المشروع إطلاقا.